صرخة وجع

كيف لي ان انسى ذكريات الماضي.. ؟ و كل ما عشته هل كان مجرد وهم ؟لماذا اليوم انا ضحية هذه الحروب؟ أسئلة كثيرة تجول في خاطر كل طفل لم يعرف معنى الطفولة، مع كل طلقة نار نسمع صرخة وجع ملاك بريء لم يكن له ذنب سوى انه ولد، حيث وجد نفسه ضحية منازعات. نعم هذا المسكين الذي لم يجد من يمسك بيده للصعود. واقع مر نعيشه منذ سنين، كلمات تحسر، اوراق مبعثرة متجردة باسم الحرية تحاكي واقع اليوم.

هل اطلعتم على جمال بلادي من قبل؟

نسيم الشتاء، شمس الربيع …، حب الطفولة الخرقاء، عصافير تغرد نشيد بلادي كل صباح، الاسوار العالية لا زالت صامدة ، اما انا… مجرد ملاك يصف، لقد من ألف مرة و لكنني الان انا خالد الى الابد، لا زال في جعبتي امل لا اعرف معناه، و بصحبتي اطفال يحدثونني عن الرعب ، لم يستطيعوا النجاة … و لكن لا زال منا الكثير اليوم، يحولون الشوارع دون مأوى و لا يعرفون اين المسير، هل هذا حقا يصير ؟… غرست في قلبي طلقة نار، و لا زالت الشرارة دامية ، كل ما اتذكره هو صوت امي التي كانت تطالبني بالفرار ، و لكنني كنت اظن انها مجرد لعبة، نعم لم اعىدرف انها الحقيقة، كنت انتظر البدر، كنت اريد ان ارى القمر و الان اصبحت ذلك النجم المذيع.

حزن ساحر يخيم على قريتي

حزن ساحر يخيم على قريتي، استطيع مشاهدة الهلع و الخوف..، الطيور راجعة، حقول ذابلة، ممنوع الخروج من المنزل لانك ستصبح ضحية، هل هذا العالم اليوم؟قلوب ضائعة، عليل الهواء … لم يعد هناك بشر، انه دمار، انها الحرب، مظاهرات، ناس يحملون شراعات في كل مكان، طائرات، مروحيات.. دماء تنزف، اباء يموتون، اطفال يتامى، مجاعة، فقر… هل هكذا كانت بلادي؟.

ذاكرتي لا تتذكر شيئا سوى تلك الطلقات.. لا استطيع ان اجد محفظتي، و ثياب الدراسة …قررت الذهاب للتعلم دونها، و اذا بي اندهش.. انها مدرستي الجميلة جنب الحديقة، اليوم اصبحت مجرد رماد، وجدت صخرة جلست فوقها، انتظر معلمتي لساعات … لكنها لم تأتي.

تعبت من الانتظار

تعبت من الانتظار، ادرت وجهي فوجدت حرية كانت أشبه بملامح معلمتي، قادتني الى المنزل و طلبت مني ان اتجول بهدوء حتى لا ازعج البقية… و من يومها علمت انه لم يعد هناك دراسة، و لا حتى مدرسة.
دموع تحتاجني ، لكن لا يستطيع البكاء…
انني في حاجة مسداسة الى الحياة، لم اعد اشعر …، انه الالم الذي يتكلم، لم يعد بامكاني النطق، اكتفي بالمشاهدة، نعم انني ارى كل هذا و لكن لا يسمعني احد و لا سامحني احد.. انا مجرد عابر، احكي معاناة اطفال، يريدون الهروب من الواقع و لكن ما باليد حيلة . و لكن في طريقي سمعتهم يتحدثون عن ما يسمى هجرة و قالوا انها أشبه بموت بطيء.

هل يمكن ان تهاجر و انتصر؟

سمعت انهم يقولون انهم خاضوا قوارب الموت و استطاعوا النجاة، و اليوم هم يذهبون للمدرسة و لكن هناك الاف منهم كان مصيرهم الموت، حرب مع نفسي و حروب من حولي ، اضحك لانني احاول خلق ظروف.. قدري تحدث، و انا اتكلم .
سنلتقي بعد ألف حرب، و ربما بعد ألف سنة …، نفسي ضعيفة و قوتي عاجزة، انا المح فقط، و لا استطيع تغيير واقعي ، لن استطيع البناء من جديد و لكنني متأكد بانني استطعت التأثير ولو بالقليل، انظروا لحالي…، لحالنا … نحن اجيال المستقبل ، و لكنني لا اعرف ان انه سيكون موجود ام لا.لم اعد قادره على المواجهة، و لا الصمود، ذبلت … تحطمت و انكسرت احلامي،

اختفى الربيع، مجرد غريب…لكنني اكتفيت، نعم اكتفيناتلك الجروح التي تسكن بداخلي، تشعل بداخلي حرب اخرى، امل النجاة ضعيف ولو بعد ألف معاناة ، اخاف ان تحرق ذكرياتي ان تم تدمير كل شيء، اريد استعادة بسمتي و فرحتي … اشتقت لعائلتي، خسرت كل شيءا و لكن لا اريد ان افقد املي.

أرجعوني الى الحياة من فضلكم!

لا اريد ان اكون غبيا، اريد ان اكمل دراستي، ارجعوني الى الحياة من فضلكم!
انني منهمك، انني حزين، قدري هو قدركم … لا تتجمدوا، ابحثوا عن فرحة تعوضكم، انها نهاية صبري .. اصبحت وحيد، لكنني على يقين بأن العوض سيأتي عما قريب، و يفرج عن حياة البقية، لا تفقدوا الامل مثلي، اصنعوا حياتكم . نهاية.. بداية

فيديو مقال صرخة وجع

 

أضف تعليقك هنا