فن صناعة الفراغات في الشرق الأوسط

يضم الشرق الأوسط كلاً من الجزيرة العربية (السعودية، اليمن، عمان، الإمارات، قطر، الكويت والبحرين) وإلى الشمال دول الهلالالخصيب (العراق، سوريا، الأردن، لبنان، فلسطين) وعن يمينهم إيران و عن يسارهم مصر ويحدّهم شمالاً تركيا فكل هذه الخمسة عشرة دولة هي دول إسلامية و غنية بالقوة البشرية، والإرث التاريخي، والذهب الأسود، والمسطحات المائية على جنباتها، والأراضي الخصبة والموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب والتي من خلالها تستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي والتنمية والتفوق وصولاً إلى قمة العالم.

اتباع سياسةفرّق تسُد” لفرض الهيمنة على الشرق الأوسط

كان أهم قرار اتخذ للهيمنة على العالم بتفتيت هذه المنطقة إلى أقسام وأجزاء وجزيئات تبعه بناء بيت العنكبوت الذي امتدت خيوط شبكته فيأرجاء هذا المحيط لزراعة الفتن والتنافس والاقتتال فينشغل كلٌ بالآخر ويغيب البحث والإنتاج والتطوّر بينما تُصنع قوى تتعاظم من ثرواتهمفتصنع وتبيع عليهم السلاح حتى تزيد الفجوة ويستمر الصراع ويبقى مسمار جحا هو سبب تواجدهم لحفظ الأمن ومصدر الطاقة العالميين.

استخدام تكتيكاللعب على لوح الشطرنج” للسيطرة على الشرق الأوسط

إنّ السيطرة على هذه المنطقة تحتاج إلى ديناميكية متجدّدة كما هو الحال على لوح الشطرنج فبينما يتنامى سلطان شاه إيران في المنطقة إلى أن اعتبر شرطيها خارجياً فضايق وتضايق كل من هم حوله من سياساته من جهة والتوصيات بالتضييق على الشعب الإيراني من جهةأخرى فما أن نضجت الطبخة حتى أُطيح بالشاه عبر ثورةٍ شعبية تأذن ببداية مرحلة الطائفية لصناعة قوة جديدة بفكر جديد يعزز مبدأ الاختلاف.

فما كان من صدام إلا أن ابتدأ حرباً طويلة مرهقة بتوصية ودعم أمريكي خالص ولم يكتفوا بذلك وإنّما تم طعنه بظهره حين تمقصف مفاعله النووي، وما إن انتهى حتى غزا جاره العربي المسلم بسبب الفتن والتنافس والتي آذنت بحصاره وكانت ذريعة غزو العراق واحتلاله وتصفية قائده، وامتدت الأحداث حتى زعزعت العلاقة بين الشعوب ورؤسائها حتى أسقط رئيس أول نظام قومي عربي اشتراكي يوقع اتفاقية سلام مع اسرائيل وانتقل إلى سوريا (بلاد الشام) فأكلت ثورة شعبه ثروة هذه البقعة المباركة وتوالت عليها الحشود من الشرق والغرب حتى يومنا هذا.

حال المنطقة كحال المريض الذي يتغذى على السوائل

إنّ المريض الذي غيّبه المرض وألصقه بالسرير من جرّاء عملية جراحية يلزمه أحياناً أن يتغذَى على المواد السائلة تحت تأثير المواد المخدّرة والذي قد يكون بقاءه أو رحيله بأمر الله وحده، هذه هي الحالة التي تمر بها المنطقة وأبناءها فهم غائبون عن البحث والدراسة والتطوير للارتقاء ومقارعة الكبار ومشغولون بقوت يومهم أوأمن أهلهم كما في البلاد التي تئن تحت المظاهرات والثورات أو مشغولون بملذّات الحياة وتوافهها لتسحب مايجنونه لمتعة ساعتهم أو يومهم.

كان الله في عون الجميع

فيديو مقال فن صناعة الفراغات في الشرق الأوسط

أضف تعليقك هنا