قمّة العشرين في قلب العالم

تنطلق مجموعة العشرين للعام القادم برئاسة المملكة العربية السعودية متوّجةً الجهود التي تبذلها المملكة في كافة المجالات لتحتل مكانة مرموقة بين أقوى عشرين اقتصاد في العالم لا سيما موقعها الاستراتيجي في قلب العالم بين الشرق والغرب والذي يعتبر أحد الأبعاد الأربعةالتي سنتحدث عنها.

البعد الجغرافي

تقع المملكة العربية السعودية في الجزء الجنوب غربي من قارة آسيا و هي أكبر وأثقل دول جزيرة العرب كما يحدّها من الغرب البحر الأحمرالرابط بين قارتي آسيا و إفريقيا و هو الممر المائي الأهم لدول أوروبا حالياً والتي يمدّها بالنفط ، ويقع على جانبها الشرقي الخليج العربيالمنطقة الحيوية والأغنى كممر مائي مهم لشحنات البترول و رابط اتصال بين الشرق والجزيرة العربية.

البعد الاقتصادي

تعتبر المملكة العربية السعودية من أهم ثلاث لاعبين أساسيين في تزويد العالم بما تحتاج إليه من مصادر الطاقة (البترول و مشتقاته) وبطاقة إنتاجية جبارة لصنع التوازن بسوق النفط وتعويض ما تحتاج إليه في حال حصول عدم اتزان هنا أو هناك وهذا من ناحية، ومنالناحية الأخرى تعتبر المملكة مصدر اطمئنان للعالم أجمعه بما يخص الطاقة حيث أنها تحتوي أكبر احتياطي في العالم.

تعمل المملكة بعزم وتفاؤل كبيرين خلال السنوات الماضية لتقليل الاعتماد الداخلي على البترول والاستثمار وفتح الأبواب للمصادر الغير نفطيةوالتي حققت ايراداتها في خمس سنوات ١٥٠٪؜ بالمقارنة بعام ٢٠١٤.

البعد السياسي

تُعد المملكة العربية السعودية أحد أهم الأركان السياسية إن لم يكن أبرزها في الشرق الأوسط وليس فحسب بل ممتدةً إلى الشرق حتىالفلبين و إلى الغرب حتى المغرب ففي الأولى باعتبارها دولة إسلامية تقع في قلبها قبلة المسلمين و مسجد خاتم النبيين وفي الثانية لعمقهاالعربي الأصيل والتي انطلقت به الرسالة المحمدية المجيدة.

التوازن و الحكمة و الصبر هي ديدن هذه الدولة منذ توحيدها في القرن الماضي والأمثلة كثيرة نذكر منها على عجالة العدوان الثلاثي،امتدادا لحرب النكسة، وانتصار ٦ اكتوبر التي صنعت فيه المملكة أعظم قرار عربي، إلى الحرب العراقية الإيرانية على مدى ثمانية أعوام،مروراً بغزو العراق للكويت، وعبوراً بالربيع العربي و كل هذا لم يكن محض الصدفة وإنّما بعمل دبلوماسي متميز في سبيل تقدم هذا البلدونموه ورخائه.

البعد الثقافي والإجتماعي

انطلقت من مكّة المكرمة عاصمة المسلمين الرسالة المحمدية الخالدة بلسانٍ عربي مبين ووصلت إلى أصقاع العالم على مر القرون، رسالةالإسلام و السلام انقياداً واستسلاماً لله بالطاعة والتي قد شابها الكثير من المحدثات والمبتدعات وحملات التشويه والأحقاد والتي ليس منمجالٍ أن نذكرها الآن. حيث أن هذه الرسالة الحقّة صقلت أجيالها على الأخلاق والسلام والتي كانت أبرز عناوين ثقافتهم فلن تجد بينأطراف هذه البلاد الشاسعة من جبالها إلى أوديتها و صحرائها إلّا من يرحب بك و يكرمك و يساعدك ويدُلّك على طريقك أو ان استطاعأخذك إليه بوجهٍ بشوشٍ سعيد.

رؤية المملكة ٢٠٣٠

أعدت المملكة رؤية طموحة جداً والتي أخذت في اعتبارها أبعاداً كثيرة للمضي قدمًا نحو آفاقٍ جديدة وتغيير نمط نطقة بأكملها بعد أكثرمن ٤٠ سنةً من الحروب والدمار والفتن في سبيل تفتيت الأمة إلى حقبة من التنمية والتعايش السلمي والرُقي بالفرد والمجتمع ككل.

في سياق ما تقدّم و بنظرة سريعة على الأبعاد الأربعة مجتمعةً فإنّ هذه الرؤية ستتحقق بإذن الله وتصل إلى أعلى من النتائج المتوقعة خلالسنوات القليلة القادمة.تحياتي و دمتم بود اسماعيل السيد ٠١ ديسمبر ٢٠١٩

فيديو مقال قمّة العشرين في قلب العالم

أضف تعليقك هنا