كم سيرتفع مستوى البحر؟

الكاتب صلاح الشتيوي

يؤدي الإحترار العالمي إلى ذوبان الأنهار الجليدية والقبعات الجليدية القطبية ومن ثم التمدد الحراري للمحيطات وكما هو معروف في الحالة السائلة، يحتل الماء الساخن مساحة أكبر من الماء البارد وهذا يسبب في ارتفاع مستوى سطح البحار.

الإرتفاع العالمي لمستوى البحر

وتبعا لسيناريوهات انبعاثات الغازات الدفيئة، يقدر متوسط الارتفاع العالمي لمستوى سطح البحر بحلول عام 2100بين 18سم الى59سم في احسن الأحوال وفي اسوا الأحوال قد يصل الارتفاع من1 متر الى 1.40متر ويرجع سبب هاته التوقعات المتشائمة الى تسارع معدلات فقدان الصفائح الجليدية في جرينلاد و القارة القطبية الجنوبية بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية … فاذا ذاب كل من غرينلاند وانتاركتيكا فسيصل ارتفاع مستوى سطح البحر عشرات من الأمتار ولقد بدأوا فعلا في الذوبان.

المناطق المهددة من تقدم البحار

المناطق المتواجدة على الشريط الساحلي والتي يقطنها 300مليون نسمة هي مهددة بحلول عام 2050 بارتفاع منسوب مياه البحر وتقدمه على اليابسة بسبب تغير المناخ.
وتعد اسيا من أكثر المناطق المهددة بتقدم البحر وارتفاع منسوبه تبعا لدراسة حديثة تم نشرها بمجلة “nature communications” سيكون ما يقارب ثلثي السكان المتضررين من تقدم البحار من الصين وبنغلادش والهند وفيتنام واندونيسيا وتايلاند.هولندا، وكيريباتي او رسميا جمهورية كيريباتي وايطاليا

المناخ يعيد تشكيل السواحل

سوف يعيد المناخ تشكيل السواحل، بحلول سنة 2050سيكون عدد سكان العالم 9.7مليار نسمة (عددهم الان 7.7مليار نسمة) أي بزيادة تقدر بملياري نسمة يعيش اغلبهم في المدن على السواحل، يقدر عدد الأشخاص الذين يعيشون في مناطق دون مستوى سطح البحر ب100مليون نسمة البعض محمين بالحواجز واغلبهم غير محمي.

ان التغيير المناخي قادر على تشكيل خريطة المدن واقتصادها وسواحلها ومناطق بأكملها على كوكب الأرض.
فتواصل ذوبان الجليد في غرينلاند والقطب الجنوبي نتيجة الاحتباس الحراري قد يساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل أسرع من المتوقع.
ففي سنة 2006 كان ارتفاع المحيطات بالمليمترات في السنة.

وهذا قد يرتفع ويتضاعف 100مرة إذا تواصلت الانبعاثات للغازات الدفيئة على حالها.
حسب اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقرير عن المحيطات انه اذ اقتصر الاحترار العالمي على درجتين مئويتين كما هو متوقع في اتفاقية باريس، فان ارتفاع للمحيطات قد يصل حوالي 50سم بحلول عام 2100، اما اذ تواصلت انبعاثات الغازات الدفيئة بمعدلها الحالي يمكن ان يصل مستوى البحر الى الضعف.

ارتفاع المياه يهدد بعض المدن الكبرى في العالم

ان الاعتداء على البيئة متواصل فحرق مخزونات الوقود الاحفوري للأرض سيتسبب في تسخين الغلاف الجوي ويتسبب في ذوبان الجليد في القطب الجنوبي بالكامل وهذا يادي الى ارتفاع كبير في مستويات سطح البحار، وهذا سيادي الى تضرر المناطق الساحلية في العالم.فمن شان الاحترار العالمي ان يسرع من ذوبان الجليد في القطب الجنوبي وتبلغ مساحته حوالي 14مليون كيلومتر مربع .مع العلم ان بالقارة القطبية الجنوبية يوجد98% من الجليد.
ففي غضون 10000 عام من الان فان التغيير المناخي سيتسبب في غمر المدن الساحلية الكبرى في نيويورك ولندن وروما وطوكيو بمياه البحار على المدى الطويل.

الغازات الدفيئة

المشتبه الأول في الاحتباس الحراري هي الغازات الدفيئة ،ان حرق الوقود الاحفوري مثل الفحم والنفط يتسبب في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يكفي على المدى البعيد القضاء على الغطاء الجليدي في انتاركتيكا في يوم من الأيام.يجب على المجتمع الدولي العمل على خفض ثاني أكسيد الكربون في الجو تحت مستوى 350جزء في المليون و المستوى الحالي هو 385جزء من مليون.
ان الغازات الدفيئة بمعنى الغازات التي تتسبب في تسخين الغلاف الجوي عن طريق ارسال الاشعة تحت الحمراء مرة أخرى الى الأرض التي يمكن ان تصل بشكل تراكمي الى 10000جيقا طن من الكربون المنبعثة في الهواء، اذ استمر نظام الطاقة الحالي فسيتغير كوكب الأرض وتتأثر بذلك الأجيال القادمة.

تخسر القارة البيضاء في القطب الجنوبي 38مليار طن من الثلج سنويا ويتضاعف هذا الرقم كل خمس سنوات منذ ذلك الحين:

  • 73مليار طن سنويا بين عامي 2002و 2007.
  • 160مليار طن بين عامي 2007و2012.
  • 219مليار طن بين عامي 2012و2017.

ان الغطاء الجليدي في انتاركتيكا يحتوي على كمية من المياه كافية لرفع مستوى المحيط بمقدار 60مترا.

“الإحترار العالمي” إلى أي مدى سيذهب البحر؟

ان الأرض لملايين السنين مرة بعصور جليدية مع تباين كبير في مستوى المحيطات، ففي نهاية العصر الجليدي الأخير أي منذ حوالي 20الف عام أدى ذوبان الصفائح الجلدية القارية وتمدد الماء تحت تأثير الاحترار العالمي الى ارتفاع ملحوظ في مستوى سطح البحر 120 متر في تلك الفترة أي قبل 14الف عام وبعد استقراره لعدة الاف من السنين، بدا مستوى سطح البحر في الارتفاع مرة أخرى خلال القرن التاسع عشر مع مرحلة جديدة من ظاهرة الاحتباس الحراري.

ولقد بلغ ارتفاع سطح البحر خلال القرن الثامن عشر 2سم …وخلال القرن التاسع عشر ارتفع 6سم ..وخلال القرن العشرين 19سم.
ويبدو ان الظاهرة تسارعت في العقود الأخيرة مما جعل الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ يعدل توقعاته في تقريره الأخير بان الاحترار الحراري الحالي يمكن ان يؤدي الى ارتفاع في الماء من 0.50م الى متر واحد بحلول عام 2100.

بقلم الكاتب صلاح الشتيوي

أضف تعليقك هنا