ماذا تريد الشعوب العربية؟

الكاتب صلاح الشتيوي

منذ انطلاق ثورة الربيع العربي بتونس وإلى اليوم لم تهفت الثورة العربية، تسعة سنوات والشعوب غاضبة كارهة لوضعها منتفضة من تونس إلى مصر فليبيا ثم السودان فمصر فالعراق وسوريا فماذا تريد شعوب وطننا العربي؟

الشعب يريد

الشعوب العربية تبحث عن العيش بكرامة واحترام، تبحث عن العزة والحرية الاستعمار الغربي ترك هاته الشعوب في أتعس حال الفقر الامية والجهل وزرع في بعضها التعصب الديني والعرقي والقبلي والجهوي وترك فيها قنابل مفخخة يحركها متى شاء.

استقلت البلدان العربية من الاستعمار الغربي لكن في الواقع بقيت خيوط اللعبة بين يدي مستعمريها.واصلت الشعوب بعد استقلالها البحث عن الديمقراطية كبديل للاستبداد والذي عانت منه لعقود وكانت الثورات المسترسلة.

فخ الطائفية السياسية

لقد بحث المواطن العربي عن الحرية وهرب من استبداد المستعمر وتحرر من استبداد الحاكم بثورته عليه ولكنه وللأسف سقط في فخ العبودية الطائفية فالتعصب الطائفي في اغلب البلدان العربية منع الموطن العربي من التحرر. لقد تحرر من عبودية الفرد ليسقط دون ان يشعر في فخ الطائفية السياسية او ما يسمى الاقطاع السياسي.

ان هناك العديد من الدول العربية التي تعد ديمقراطية توجد بها العديد من المجموعات العرقية والاثنية ومع الاسف مواطنيها ولائهم للطائفة فبل الوطن لان في اعتقادهم ان الطائفة تحميهم وتدافع عنهم.

الحرية والطريق الوعرة

ان الحرية هي ما يبحث عنه كل مواطن الا ان الوصول اليها ليس بالأمر الهين ولا السهل بل ان الوصول اليها يمر عبر طريق كلها صعوبات ومخاطر، فالتغيير يستوجب اعادة صياغة العقد الاجتماعي بعد الثورات حتى نتمكن من قتل الفتن وتكوين دول متقدمة حديثة بالتركيز على بناء مؤسسات تضمن العلاقة بين الافراد والدولة وبذلك يتسنى للأفراد الحصول على حقوقهم واداء واجباتهم والابتعاد عن التعصب الديني او الطائفي او الايديولوجي والذي قد يرمي بالبلاد الى الهاوية.

هل هي ثورة أم انقلاب؟

ماذا يحدث بالأوطان العربية الكل يسال هل هي ثورة من اجل الكرامة ام انقلاب لم يفهم المواطن العربي ما يجري انه لا يحب الظلم بلا شك ولا أحد يحب الظلم ولكنني كمواطن في وطني العربي الكبير أتساءل ببساطة هل تحسن الوضع بعد الثورة والجواب لا.

فالموت يتواصل في العراق والإرهاب في سوريا والفوضى في لبنان والانشقاق والتقاتل في ليبيا والفقر في مصر وغلاء المعيشة والفساد في تونس، لم يستفد المواطن العربي بل تضرر وترك الوطن وارتمى في البحار بحثا عن وطن اخر.

الذي استفاد من الثورة هم الغرب باستغلال ثروات العرب الذين لا يحسنون الحكم فقبل الثورة كانت تحكم بديكتاتور واحد وسارق واحد وظالم واحد وفاسد واحد اما بعد الثورة صارت الشعوب العربية تسيرها بالديمقراطية عدد من الطواغيت والاف الفاسدين والسراق.وانهارت الأوطان والشعب يترقب يوم النجاة والقارب مع الأسف لن يصل.

الركوب على الثورة

يقولون لطمأنت الشعوب انها ثورة شعبية وان الوضع سيتحسن فقط اصبروا فكيف لمن مات ابنه او اخوه او جاره بدون سبب ان يصبر كيف لمن اغلق مصنعه بعد الثورة وأصبح عاطلا عن العمل ان يصبر كيف لمن عجز عن توفير قوت يومه ان يصبر سيصبر على الثورة من هدر أموال الشعب وبقي بدون حساب سيصبر من ركب الثورة التحقيق مصالحه وتخوين غير.

انها لا اعتقد انها ثورات عربية بل إعصار سياسي وانفلات جماهير مسير فكريا.لقد تعلمنا من تاريخ التحرر ان نتائج الحرية كثيرا ما تكون نتائجها عكسية لهدفها وغايتهاواشد الديكتاتوريات كانت وليدة حركات شعبية سالت فيها الدماء من اجل الحرية.فمتى نستفيق ونبني دولة عصرية بمؤسسات تخدم الشعب وسلطات تشريعية وتنفيذية تأسس لمبدأ التداول السلمي للحكم.

بقلم: صلاح الشتيوي

 

أضف تعليقك هنا