ما يظهر لي

بقلم: أسماء الهشامي

حل وقت الدخول المدرسي,في حين كنت أبلغ من العمر أربعة عشر سنة,في بداية السنة كنت سأعيد نفس الخطأ, لكن بعدما رأيت حلما غيرت أسلوب تفكيري و غيرت الطريق الذي أسير فيه, ذلك الحلم الذي ظل راسخا في ذهني ,ذلك الحلم الذي رأيت فيه الناس يتبادلون الضحكات و الإبتسامات,و كل الاطفال يلعبون,وسعادة غامرة تملأ قلوبهم و فرح جعل عيونهم تلمع,و كل الشوارع و الأحياء نظيفة,ليس هناك لا تلوث مائي و لا هوائي و لا حتى الفكري الذي أصبح يشكل خطرا أكثر من باقي اأواع التلوث.

رأيت في الحلم مجتمعات غمرها الحب و الاطمئنان

رأيت الناس يعدلون في الحكم,و يساوون بين مختلف شرائح المجتمع,ليس هناك تمييز بين الناس ,بين رجل أو امرأة ,بين عربي أو أعجمي ,بين ابيض أو أسود. رأيت مجتمعات غمرها الحب و الإطمئنان و السلام,مجتمعات غمرها التضامن و التآلف,مجتمعات طاهرة,نقية من كل بخل أو شح,من كل ربىً أو رشوة,من كل إجرام أو قتل,مجتمعات خالية من كل ما يسيئ مظهرها و يؤثر على أفرادها.

رأيت كل هذا مخفيا في صندوق

رأيت كل هذا مخفيا في صندوق ,حاولت أن أخبئه و أحتفظ به لنفسي,بقيت متمسكة به و كأنه أملي و حلمي الذي أسعى و يسعى كل الناس إلى تحقيقه,إلى أن استيقظت و أدركت أنني كنت أحلم و أن مانعيشه ليس ما نحلم به,و إلى يومنا هذا لم أبوح بهذا الحلم لربما يتحقق و لأنني أبني عليه أمالي ,فأنا أعيش حياتي المقاربة للكابوس و أحلم بأحلامي المقاربة لحياتي التي تمنيتها ولكن لا يهم.لا بل هو يهم سأعمل على الحفاظ على هذا الصندوق الذي هو أملي حتى في الواقع وأضن أن ذاك الصندوق هو العلم ,فسأحافظ على علمي ربما يتحقق مرادي.بدأت السنة بجد رغم أنني أعرف أنني قادرة على إعطاء المزيد, بدأ يظهر ممفعول اجتهادي ,فلقد حصلت على معدل جيد في الدورة الأولى.

أنا أعيش حياة عادية

أنا أعيش حياة عادية,أذهب كل يوم للمدرسة ماعدا يوم الأحد وفي مساء يوم السبت أخرج أنا و أخواتي للعب,كما في بعض الأحيان أرسم بعض الأشياء , أكتب بعض الإنشاءات , أقرا كتبا ,و في أحيان أخرى أقرأ اللغة الإنجليزية في تطبيق حملته على لوحتي الإلكترونية.لكن لاحظت أنني تغيرت كثيرا في هذه السنة,لم يعد لي كثير من الصديقات,لدي واحدة فقط اسمها صوفيا فهي مثل أختي التي لم تلدها أمي,هي صديقة روحي,هي أفضل صديقة,فهي التي تسترني في غيبتي أمام الأخرين,و تدافع عني بكل قوة ولا تسمح أن يذكرني أحد بسوء,هي التي تدلني على دروب الخير,وتمنعني من الضياع و التيه في دروب الشر,و تأخد بيدي نحو النجاح.

حدثت الله عنك كثيرا,أخبرته أن قلبي معقود بك ,و أنك أشد أشيائي حبا,فدعوته أن يجعل صداقتنا دنيا و جنة ,و ألا يمس قلبك وجع أوحزن, حفضك الله لي يا صديقتي.و لدي صديقة أخرى و التي هي أختي فاطمة الزهراء رغم أننا مختلفان ,فهي لا تعوض, و مهما تشاجرنا فهي تبقى روحا لا أستطيع العيش من دونها,الحمد لله ألف مرة عليك. ليس لدي أي علاقة سيئة مع أحد,أحترم الجميع و يحترمونني,لكنني لا أريد أن أعيد نفس أخطائي,فأنا الآن أصاحب نفسي لأن في وقت الحاجة لن أجد أحدا غيرها,و أنا أؤمن بها لأنه لن يهزم شخص يؤمن بنفسه.

لم أعد أحب كثرة الكلام

لم أعد أحب كثرة الكلام,قلَّ كلامي و أصبحت أفضل الصمت و الإحتفاظ بما يجول في خاطري.أصبح يظهر لي أن المجتمع يسري في طريق التدني.أرى أن التفاهة عششت في المجتمعات,أصبحت هي عنوانهم,أضن أن هذا إثر الأزمة الثقافية التي حلت المجتمعات,أينما كنت أرى الناس يحملون هواتفهم ويترقبون إشعارات التفاهة لينشروها و يحفزون على زيادة نشر أشياء لا فائدة منها,هكذا أصبح المجتمع.أينما مررت تسمع كلاما فاحشا,لم يعد هناك أي احترام بين الناس,لا أحد يمكنه أن يصلح أخلاق شخص آخر,لكن أضن أنه لو عمل كل منا على إصلاح نفسه لتقدمنا بهذا البلد.

على ماذا تركز ثقافتنا؟

تركز ثقافتنا و أفكارنا في أيامنا هذه إلى الدعوة في الحصول على وظيفة أفضل و سيارة أسرع و منزل أكبر و حتى صديق أجمل,كل هذا يدعو النفس إلى التصديق أنك غير مكتمل و ناقص…,فمثلا تقرأ نصائحا عن كيف تصبح جميلا,بهذا تعترف بلا وعي لنفسك أنك بشع أو كمثال أخر تقرأ مقالا عن كيف يحبونك الناس ,بهذا تبعث لنفسك رسالة أخرى تضمن حقيقة أن على طبيعتك لا يمكن لأحد أن يحبك أو يعجب بك. فلا يحاول امرء واثق من نفسه اقناع الأخرين بذلك, و لا تحاول امرأة غنية أن تقنع الناس بثراءها. رغم هذا يحاول الناس إقناعك أنه ما يجعلك أحسن هو الحصول على المزيد و الأفضل حتى و لو كنت أغنى إنسان على الإطلاق,فسيدعونك للحصول و اللهف على المزيد من المال من دون اقتناع بما لديك.

. ليس عيبا طبعا الحصول على ما هو أفضل و لكن لا يجب أن يقتصر جل اهتمامك على هذه الأشياء, أو أن تنسى عيش لحظات حياتك كما تمنيتها أنت و ليس شخصا أخر,فبهذا يجعلك تطارد ذلك السراب إلى مالانهاية بدون إحساس أو شعور بالرضى ولو لمرة في حياتك.في حين نرى بعض الناس يخافون من المجتمع ,فأنت كل ما يزعجك أيها الإنسان و يشغلك هو كلام الناس و ما سيقوله عنك و ربما سيقولون كلاما ليس في الوجود أصلا. أنت تتكلم بغير لغتك,تؤرخ بغير تاريخك,و تحتفل بغير أعيادك و تتفاخر بحضارة غيرك, ماذا بقي لك منك؟

لا تهتم بمن تجاهلك بل اهتم بمن تجاهل الناس لأجلك

تريد أن تكون شخصا مثاليا لكنك تهدر وقتك في إثبات ذلك للناس, فأن تكون شخصا صالحا لا يعني أن تضطر لتحمل حماقات الآخرين,لا تهتم بكلام الناس لأنهم يعاتبونك على أبسط تصرفاتك أما على تصرفاتهم فلا عين تبصر و لا اذن تسمع و لا ضمير يحس,لا تهتم بمن تجاهلك بل اهتم بمن تجاهل الناس لأجلك,أرجوك لا تجامل آحدا,أنهي الأحاديث التي لا يعجبك سماعها, انزع الإبتسامة الزائفة عن وجهك,فكل يريدك لمصلحته,فلا شيء يمكنه أن يكتسب قيمة دون أن يرتبط بمصلحة,و في النهاية لن يظل معك إلى من رأى الجمال في روحك أما المنبهرون بالمظاهر فيرحلون تباعا.

إعمل على بناء مستقبلك

اعمل على بناء مستقبلك فأفضل مشروع يمكنك أن تعمل عليه هو أنت,تصرف بذكاء فالحظ غالبا ما يميل للذكي,ابدء من جديد فالبدء من جديد ليس من علامات الفشل بل علامة الشجاعة و الإرادة, و إذا تعبت توقف لبرهة لتستريح ثم انطلق بكل ما تملك من قوة,فأنت لست بحاجة ليد دافئة تمسك بيدك, إذا شعرت بالحاجة إليها فامسك بيدك الأخرى فلن يهزم شخص يؤمن بنفسه,اعمل على تحقيق أحلامك و لا تحكي للناس عنها بل أريهم إياها.

و تعلق بخالقك و أستغفره,فلا شقاء لمن يستغفر.أنا أخاف أن تذهب أحلامي سدى, لكن لا بأس أن نخاف,وخوفنا سينتهي عندما يكتمل اليقين في قلبنا, سأعمل على تحقيق أحلامي الشخصية و لن اهتم لكلام الناس, فحلمي الأول أن يصبح لي شأن في المستقبل إن شاء الله, الثاني أن أزور العالم بأسره, و الثالت ان تسود مكارم الأخلاق العالم و الرابع أن أرى بلدي رافعا علمه بين البلدان فخرا بأبنائه . وما يدريني,لعلي أقف أمام أمانييَّ قائلة:{قد جعلها ربي حقا}.

بقلم: أسماء الهشامي

 

أضف تعليقك هنا