مرحباً مرة أخرى

 بقلم: منور توفيق اسماعيل

مرحباً ديسمبر

أعلم أنَّ لقائي بك جاء متأخراً،  لكننا هكذا نحن لا نذكر الأخرين إلا وهم على عتبة الرحيل، فقد مضى عام على أخر لقاء لنا، هل تذكر؟! يومها كنت أتحداك بقوة، لم أأبه بك أو بمزاجيتك، كنت متغطرسة وواثقة من الخطوة المقدمة عليها، غير أبهة بالقدر وتقلباته.

أدرك جيداً أنَّ بإبتسامتك هذه شماتة ظاهرة، لكن مهلاً لا تفرح كثيراً يا عزيزي، فأنا لم أرفع راية الاستسلام بعد حتى تعلن عن نصرك، أعرف جيداً أن الأشهر الإحدى عشر السابقة جميعهم تآمروا معك ضدي. فأنت آخر العنقود، صبيهم المدلل الذي لا يجرؤ أحد على زعله حتى كبار الأدباء والشعراء خاطبوك برجاء و مودة  فمن أنا حتى أتحداك و أعاندك؟!

مهلاً ديسمبر أنا لا أعرف الاستسلام

جميعهم منذ اللحظة الأولى أعلنوا الحرب ضدي وأخبروني أنهم لن يكونوا رحيمين معي البتة، لكنني كما تعرف “رأسي كبير” ولا يعرف الاستسلام، ففي كل مرة كنت ترمي لي الطعم كي أغرق، ولا أنكر أنني كنت أتلقاه وأتسمم به لأيام كثيرة لكنني في النهاية كنت أنجو بقدرة قادر وأعود أقوى.

لا أنكر أبداً أنك استطعت جرحي في كثير من الأحيان وبللت وسادتي أوقات كثيرة، أخسرتني  صداقات كنت ممتنة للقدر بها، وقصص حب فشلت حتى قبل أن تبدأ لكنني في النهاية كنت أخرج بأبهى طلة مع ابتسامة كبيرة. وكم كانت تقهرك ابتسامتي رغم أنك تعرف جيداً أنها مصطنعة لكن قدرتي على اصطناع البسمة وإخفاء ضعفي هو أكثر ما كان يقهرك ويزعزع عرشك يا سيد السنة.

اللقاء الثاني

ها هو اليوم لقاء آخر يجمعني بك، فعام كامل يا ديسمبر لم يكن رحيم معي أبداً دون أن يحترم لمرة واحدة أن خصمه أنثى!. أوقات كثيره كانت طعناته قاتلة لكنني كنت أنجو باللحظة الأخيرة بلطف الله.

واليوم أقف أمامك منهكة ولاهثة لكنني غير مستسلمة فقط ممدة لك يدي لنعقد صفقة سلام، لنكن أعداء مخلصين لأن الأصدقاء فشلوا في هذا.
لنعقد صفقة سلام مع عام قادم أعدك أن أعامله بواقعية لأنَّ الاستيقاظ من الأحلام قاتل يا ديسمبر وأنا شبعتُ موت.

 بقلم: منور توفيق اسماعيل

أضف تعليقك هنا