من إحتلال العراق ٢٠٠٣ إلى تحرير إلعراق ٢٠٢٠

بقلم: حسن الحسني الزهراني

تلك سبعة عشر عاماً حسوماً

بالأمس القريب كنّا نقول ان امريكا قدمت العراق لإيران على طبق من ذهب ، في عام ٢٠٠٣م.
فالحقيقة من وجهة نظري انها لم تقدمه على طبق من ذهب ولا طبق من حديد ، كل مافي الأمر أن العرب تركوا العراق للجيش الأمريكي بناءً على طلب المعارضة العراقية فالخارج أنفسهم ، لإحلال الديمقراطية والإطاحة بنظام البعث وزعيمه الدكتاتور صدام حسين كما وصوفوه العالم والعرب والعراقيون أنفسهم في تلك الأيام الخوالي.

وبالفعل استطاع الجيش الأمريكي غزو بغداد في شهر مارس من عام ٢٠٠٣م. تحت ذريعة نزع أسلحة الدمار الشامل المزعوم ، وإلا لماذا لم يكشف الجيش الأمريكي بعد دخوله العراق عن هذه الأسلحة التي دخل غازياً الى العراق من أجلها؟؟؟
على الأقل نشر صور لهذه الأسلحة كإثبات للعالم ، ولكن لم يتم نشر سوى صورة مسدس صغير مطلي بالذهب وهو السلاح الشخصي للرئيس العراقي صدام حسين ، حيث كان دخول الأمريكان امر في غاية السهولة الى ان تم خروجهم في نهاية المطاف بكل صعوبه تحت وطأة المقاومة بخفي حنين.

 إستفاق العراق من غفلتة

واليوم وبعد مرور ١٧ عام ، من إدارة العرب ظهورهم للعراقيون والعكس صحيح في نفس الوقت. إستفاق الجميع من الغفلة والغيبوبة ، وإستدرك العراقيون على وجه الخصوص انهم في عزلةً جغرافية وثقافية واجتماعية وعقائدية عن محيطهم العربي بشتى طوائفه ومذاهبه ، وعلى إثر هذه الإستفاقة المتأخرة نشاهد اليوم مظاهرات وثورات في جميع محافظات العراق الشيعية ضد الولي الفقيه وضد المشروع الصفوي الخبيث و المتمدد على حساب الشيعة العرب من العراق وغيره ، فاليوم كما أدخلتهم امريكا الى هذا البلد ، هي تقوم بإقتلاعهم وإخراجهم وإعادتهم الى جحورهم في طهران.

خداع الشعب العراقي

تلك ١٧ عام مضت ، كشفت للعراقيون انهم خدعوا بإسم التشيّع ، بل وأيقنوا ان ملالي طهران المجوس لادين لهم ولا مِله ، فهم اليوم يجهزون على آخر فصول مسرحية ( الولي الفقيه )   فالدين لله وحده وليس لرجل الدين كي يستخدمه ضد الأضعف من عامة البشر.
فالمجرّب لا يجرّب ولكن الشيعة العرب اليوم وبعد التجربة المريرة ، اقسموا بالله جهد ايمانهم ان لا يبقى من الفرس المجوس احداً يدبّ على ارضُ بلاد الرافدين، ونحن اخوتهم العرب ندعوا الله ان يهديهم وان يؤلف بين قلوبهم وان ينصر ثورتهم المجيدة ، وجعل الله الآتي من أيامهم خيراً وابقى مما مضى وولىّ.

العراق يمرض ولا يموت ، أتمنى من الله ان يجعلني أعيش الى ان ارى بعيني دولة العراق كما كانت ليس ماقبل عام ٢٠٠٣فحسب ، بل كما كانت قبل عام ١٩٨٠م.

العراق اكبر من حزب وأكبر من طائفيه وأكبر من أي شي قد نتخيله جميعاً ، وفيه من الرجال والعلماء والمفكرين العظماء  ما يجعلني اجزم بأن أقرانهم من بعض العرب لا يستحقون الا ان يعملون كساسة لخيولهم ، تحية إجلال واكبار لهذا الشعب المظلوم ولهذا العراق الجريح 💔

الختام 

الفضل والمنّة وحدها لمن نصر عبده ، وانجز وعده ، وهزم الأحزابمن احتلال العراق ٢٠٠٣ الى تحرير العراق ٢٠٢٠ وحده ، له الحمد والشكر حمدًا وشكراً يليقان بجلاله وعظيم سلطانه.

١٦ ديسمبر٢٠١٩

بقلم: حسن الحسني الزهراني

أضف تعليقك هنا