هل وأدت حماس أي إمكانية للصلح مع النظام السوري؟‎

بقلم: أسامة قدوس

في ظل تصاعد الإحتقان الشعبي في سوريا على ضوء موقف حماس الأخير من التدخل العسكري الذي شنه الجيش التركي بالبلاد، والذي اعتبره المحتجون استفزازا لهم و خيانة لشعب دعمهم طيلة أكثر من عقد من الزمن , يرى محللون أن فرص حل الخلاف بين النظام السوري و حركة حماس الإسلامية قد تقلصت بشكل ملحوظ.

الخلاف بين النظام السوري وحركة حماس

نسلط الضوء في هذا المقال على تفاصيل الخلاف بين نظام بشار الاسد و حماس و تبعات الموقف الحمساوي الاخير على الشارع السوري الموالي للنظام، تنبأ العديد من المحللين السياسيين الفترة الاخيرة باقتراب موعد عودة المياه لمجاريها بين حلفاء الامس القريب حركة حماس و بشار الاسد نظرا للمساعي الحثيثة التي يقوم بها الوسيط الايراني لتقريب وجهات النظر.

الا ان العملية العسكرية التي شنها الجيش التركي على الاراضي السورية قد قضت على ما يبدو على اي امل لتجاوز خلافات الماضي . توضيحات حماس لما اعتبرته سوء فهم لم تفلح في إقناع بعض السوريين بصدق نية هذه الحركة إذ بدا الغليان الشعبي واضحا سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في شوارع سوريا التي لم تنتهك الحرب التي تشهدها البلاد سيادتها بعد.

السياسة السورية وتركيا

في هذاالسياق تظاهر مئات من السوريين الداعمين لنظام بشار الاسد , للتعبير عن جام غضبهم من موقف حماس الاخير الذي لا يحترم على حد وصفهم أي مواثيق دولية او روابط اخوية , ففي حين توضع السيادة السورية على المحك لازلت حماس تفكر بمنطق المصالح و المكاسب التي ستجنيها . حماس و التي اتقنت على ما يبدو منطق ساس يسوس سياسية لم تعد تتحرك بأدبياته المؤسسة القائمة على المراجع الاسلامية الصارمة اخلاقيا.

بل اضحت وفية للتناول الميكيافيلي للامور ما يفسر مواقفها المتناقضة أحيانا، بيان حماس و الذي حاولت فيه ارضاء جميع الاطرف بدءا بحليفها التركي رجب طيب اردوغان و صولا الى ايران عبر دعوتها لاحترام السيادة السورية لم ينطلي على ما يبدو على المحتجين السوريين الذين طالبوا الحركة بتقديم موقف واضح و صريح , فأنصاف المواقف هي في حقيقة الامر خيانة لشعب قدم الغالي و النفيس لهذه الحركة ايمانا منه بالقضية الفلسطينية.

موقف حماس في سوريا

يرى المختصون في الجماعات الإسلامية أن موقف حركة حماس الأخير , لا يعني ضرورة اصرارها على موقفها من الثورة السورية خاصة بعد تطوّر الخطاب الكلامي بصفة ايجابية لقيادة الحركة تجاه حلف المقاومة و الممانعة ممثلا بطهران و دمشق, إلا أنها تسعى على ما يبدو الى تثبيت قدمها في تركيا التي قدمت لها العديد من المساعدات و التسهيلات ابان اندلاع ثورات الربيع العربي.

الموقف الحمساوي والذي اعتبره البعض غير متسقا مع سياسات الحركة القائمة على المواقف المباشرة و الصريحة يحمل في طياته صيحة فزع , فالازمة المالية الخانقة التي يمر بها القطاع و التي انعكست بطريقة مباشرة على ميزانية الحركة جعلت القيادة الحمساوية امام حتمية جميع الاطراف.

تدخل حماس بالحل السياسي في سوريا

الحصول على وثائق تبين بالتفصيل إيرادات و نفقات حكومة حماس سنويا مهمة صعبة لاسيما و ان الحمساويين يلتزمون الصمت حيال هذه المعلومات باعتبار ان مصادر تمويلهم لا تقتصر على المساعدات الدولية بل تشمل مساعدات اخرى من حلفائها الاقلميين , الا ان هذا لا يمنعنا من بناء تصور واضح عن اولويات حماس في الوقت الراهن, اذ لا يخفى على اي من المتتبعين للوضع في غزة , ان اجراس ناقوس الخطر قد دقت ,اذ لا يملك الغزيون الذين يعيشون على وقع حصار وحشي منذ أكثر من عقد من الزمن غير الرجاء و الامل في غد افضل تحترم فيه انسانيته و لا تنتهك حرماتهم. تدرك القيادة الحمساوية ان التخلي على الانا الحزبية لصالح الانا الوطنية لم يعد ترفا سياسيا بل هو واجب لا محيد عنه , لهذا تسعى لتقليص خلافاتها مع كل الاطراف في المنطقة كي لا تشتت جهدها في حل ازمات وهمية و عداوات لا طائل منها.

بقلم: أسامة قدوس

أضف تعليقك هنا