هل يمكن الحكم بدون أحزاب سياسية؟

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي

في العالم هناك قاعدة أجمع عليها الكل وهي أن الديمقراطية تعني أن السلطة تعود للشعب وتبعا لذلك فإن أغلبية السكان يجب عليهم أن يختاروا من يحكمهم ويسير أمورهم.

الأحزاب السياسية

الا انه هناك خاصية برزت للديمقراطيات في العالم وهي الاحزاب السياسية تعريف الحزب انقسم الى وجهتين فهناك من يعرفه على انه مجموعة من الناس اتحدوا ليخدموا المصلحة الوطنية.وهناك من يرى انها مجموعة منظمة تهدف الى السيطرة على الحكم عبر الفوز بالانتخابات لخدمة مصالحها الخاصة ومصالح فئة معينة كانت دعمتها للوصول للحكم.

بداية الأحزاب المعاصرة

وتعود بداية الأحزاب المعاصرة الى عام 1850م حيث لا يوجد قبل ذلك الا في الولايات المتحدة وفي مرحلة ما من التاريخ كانت للأحزاب دورا هام في انتقال الشعوب من الحكم الملكي الى الديمقراطية.ولكن السؤال المطروح هل يمكن ان توجد الديمقراطية بدون احزاب؟ فالديمقراطية في الاساس هي سلطة للناس، افلا يمكن للديمقراطية البقاء بدون هذه الاحزاب طالما الناس لهم سلطة حكم أنفسهم بأنفسهم؟

الديمقراطية النيابية في الديمقراطية النيابية الاحزاب تتنافس فيما بينها لتنال السيطرة على الحكومة بأغلبية تمثلها في البرلمان، معظم الدول تطبق الديمقراطية النيابية يختار المواطنين من يمثلهم من مختلف الاحزاب السياسية في البرلمان لتمرير القوانين والمصادقة عليها بدلا من الشعب.

الديقراطية النيابية

لقد عرف الحزب بانه تنظيم سياسي يقوم أعضاؤه. بعمل مشترك لإيصال شخص واحد او مجموعة اشخاص الى الحكم وابقائهم فيها لمدة محدودة.لقد ساهمت الاحزاب في مرحلة ما في تخليص عديد الدول من الملكية الغاشمة واتاحة فرصة للشعوب للاختيار بحرية.مثل هاته الديمقراطية النيابية تكون ناجحة أكثر في بلدان مثل الهند والولايات المتحدة الأمريكية لان عدد الناخبين كبير فان صوت كل مواطن على كل قانون سيستغرق ذلك كثيرا من الوقت.
الديمقراطية المباشرة.

الديمقراطية المباشرة

اما في الديمقراطية المباشرة لا حاجة الى احزاب فكل شخص له الحق في التصويت على القوانين التي يراها في مصلحته دون انتخاب من يمثلهم وهناك من الدول التي تطبق هاته الطريقة وهي من انجح الدول في العالم وهي سويسرا.
اثينا القديمة كانت ايضا مثال على الديمقراطية المباشرة انها صورة رائعة الشعب يصوت والحكومة تنفذ دون الحاجة الى وسيط.
هذا يمكن المواطن من مزيد الحرية في الاختيار دون الحاجة لأحزاب ينتمي اليها فهو ينتمي لحزب واحد وهو حزب الوطن، يختار طريقة تسيير اموره بكل حرية وديمقراطية دون ان ينتسب لأي حزب سياسي.

خطر الأحزاب

في الاحزاب توجد مجموعة من الناس هي التي تقرر في مكان الفرد وباقي السكان وهنا يكمن الخطر حيث يمكن لحزب ببعض اشخاص ولمصلحتهم الضيقة ان يصبح حزبا قويا جدا وسلطوي ويصير خطرا على الديمقراطية.
وهذا ما سبب اندلا ع الثورات فتسلط الحزب الواحد تولد ديكتاتورية ويصير الشعب محكوم مسيطر عليه مستغل من الذي انتخبهم وحكّمهم فيه بالديمقراطية.

يشكل النظام الحزبي العديد من السلبيات :

– فالاحزاب تقسم المجتمع وتثير الصراعات والانقسامات.
– الأحزاب تسبب ضعف الاكفاءات الإدارية بسبب التعينات التي تعتمد على الولاء للحزب.
-بينت التجربة في اكثر من دولة ان الأحزاب تشجع على عدم الاستقرار السياسي وتتسبب في اضعاف الدولة وتفتح الأبواب امام التدخل القوى الخارجية.

هل آن الأوان للتخلص من الأحزاب؟

إذا درسنا الموضوع من كلا الجانبين وبدون اي تحيز فلا نجد جوابا شافيا فيما إذا كان يجب التخلص من الاحزاب السياسية.
نرى ان الموضوع يختلف كنولة الى اخرى ولكن نظريا يمكن للدول ان تسيير وتنجح بل تتقدم بدون احزاب سياسية.
فالأحزاب السياسية دورها يتمثل في تسهيل الديمقراطية للمواطن. لكن الديمقراطية لن تتقلص او تغيب في غياب الاحزاب الممثلة للناس.فالديمقراطية هي في الاصل سلطة الشعب فالناس يمكنهم تمثيل أنفسهم بدون حاجة لحزب.

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي

أضف تعليقك هنا