أكذوبة رعاية الفواصل في القرآن الكريم

أكذوبة رعاية الفواصل

اليوم سئلت عن قول الله تعالى ..والليل إذا يسر ..وعلة حذف الياء في الآية وما قاله كثير من العلماء عن الحذف بأنه رعاية للفاصلة …وهذا التعليل كثيرا ما آلمني لأنه يعني ببساطة أن القرءان ألجيء إلى الحذف ليستقيم المبنى والمعنى وهذا والله عين المحال ..ولنا أن نعيش في تجليات الصورة المباركة وإشراقاتها على القلوب والعقول.

أولاً

نلاحظ مناسبة الأوقات الواردات في السورة مع حذف حرف الياء ..فسنجد ..الفجر ..وهو وقت في زمن الليل قصير يقع بين وقت السحر وبين وقت الصبح ..وهو مع سرعة زواله فيه ثواب غزير …وأما الليالي العشر ..فما هي مسافتها الزمنية بالنسبة إلى مسافة عظيم ثوابها ..فسرعان ما تذهب هي ويبقى ثوابها في سجلات العابدين ..وما أسرع مرور الأيام المباركات والصلوات الطيبات الزكيات …وما أسرع انسلاخ النهار من الليل ..فكأن الحذف هما يناسب سرعة ذهاب الأوقات والأزمان المذكورة من الفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل ..وهذا يناسب سرعة القراءة
فناسب الحذف سرعة مرور الوقت وذلك لتنبيه الغافلين وحث العابدين على الاجتهاد في كل فترات الليل وخاصة ما ذكر.

ثانياً

تكرار الراء هنا ناسب سرعة نطقها وتتابعه بسرعة مرور الوقت وتتابع الخيرات فيه.

ثالثاً

الفترة الزمنية لخروج الصوت في أول السورة مقابل للفترة الزمنية لخروج الصوت في آخر السورة ..فبينما أنت تقرأ بحدر وسرعة أول السورة إذا بك تتمهل آخرها وذلك بفعل توالي الألفات والياءات والواوات والإشباع والمد ..في ..وجيء يومئذ بجهنم..وأنى له الذكرى ..لحياتي ..عذابه ..وثاقه ..ارجعي ..جنتي …والفرق بين البطء هنا والسرعة هناك هو الفرق بين عمل الدنيا السريع المضي وبين جزاء الآخرة الباقي الأبدي.

رابعاً

حديث السورة عن الاغترار بالمتاع الزائل وسرعة زواله يتناسب تماما مع افتتاحية السورة وختامها ..فالإنسان يغتر بتوالي الأوقات والهالكون المذكورون فيها غرتهم متعهم وقوتهم وآثارهم وما كان أسرع زوال الوقت وما كان أسرع ذهاب الهلكى وما أكثر بقاء الحسرات بعد القعود والفوات.

خامساً

بينما الإنسان يخطيء في حسابات التكريم والإهانة ينشغل عن أسباب التكريم وهي الأوقات المذكورات في أول السورة.

سادساً

نبهت السورة إلى واجب المسلم نحو دينه وبني مجتمعه من إكرام اليتيم والحض على طعام المسكين ورعاية العدل في القسمة وعدم الاغترار بالمال ..وما أجمل التناسق بين إكرام الرب تعالى وبين إكرامنا لليتيم ..وما أشد تعانق المعاني والآيات في تقرير حقيقة أننا جميعا مساكين في سكننا إلى الدنيا وشدة احتياجنا إلى عفو الباري تعالى وشدة احتياج الفقير إلى رفدنا وودنا ..وما أشد اغترارنا بالمال الذي ينسينا غرس الوقت بالأعمال ..ثم ما أسرع ما تزول الدنيا كما زالت الأوقات وأسرعت ..

فيا من تقولون برعاية الفواصل أين أنتم من هذه التجليات والمعاني المباركات ونداءات حروف سورة الفجر وقضايا ومعانيها ومبانيها تناسقت لعمري الحروف فتكونت أعظم الكلمات وتلائمت الألف

فيديو مقال أكذوبة رعاية الفواصل في القرآن الكريم

أضف تعليقك هنا