أنين المساجد

بقلم: عمر العبد الله

الحمد رب العالمين وبعد:
إخوتي في الله: مساجدكم تتوجّع من فراقكم لها؛ وصلاتكم فيها شفاء لها!
أحبابي في الله: علامَ يهجر أحدكم مسجده ثم يعمر سوقه، ينشرح صدره في مكان لهوه ويضيق إذا توسط محرابه! هذه مشكلة قائمة نبحث عن حلّ لها وأعلم أنّ حلهاّ بأيديكم: بسعيكم الى مسجدكم وصلاتكم فيه واعتنائكم به.

أهمية الالتزام بصلاة الجماعة

أنا لا أقول لكم إنّ صلاتكم في المسجد -عدا صلاة الجمعة-فرضُ عينٍ عليكم –وإن قال به جماعة من فحول العلماء- ولكنّي أسألكم فأقول: هل ترضون أنّ ثمّة مسجد قائم غير أنه لا تقام فيه جماعة؟! هو ليس في البيداء ولا في أرض عدوّ؛ بل في أرض منعة يحوطه ناس كثر ولكنّهم: اعتادوا أن يعمروا الجمعة ويتركوا الجماعة!

ثم هل يستقيم لنا أن نصلي في بيوتنا ونعلم يقينا أنّ مسجدنا الذي بيننا وبينه بضعة أمتار لا يصلي فيه الا الإمام؟! أو قد يفطن له عابرُ سبيل فيلتحق به!
بل أنا على يقين أنه لو انقطع عن هؤلاء الماء أو تأخرت عنهم برمجة الكهرباء لخرجوا الى الطرق زَّرافات إثر زَّرافات يتساءلون، وعن حلِّ هذه المشكلات يبحثون. وأما المسجد فلا بواكي له –فهو لا يعنيهم ولا هم به يبالون-.

واجب صلاة الجماعة على من يستطيع

  • أنا لا أدعو الى المسجد: ذلك المريض العاجز ولا من يقوم على رعايته حتى أنه يخشى من هلاكه لو تركه لحظة سعيه الى المسجد.
  • ولا أدعو اليه: ذلك الأعمى الذي لا قائد له وهو يخشى أن يصطدم بتلك الصخرة، أو يقع في تلك الحفرة التي تتوسط طريقه الى المسجد.
  • ولا أدعو اليه: تلك المرأة فتترك حق زوجها وأولادها لتحيي مسجدها وصلاتها في بيتها خير لها.
  • ولا أدعو اليه: من ألمّ به عذر أو أحاط به أمر يثقل عليه السعي الى المسجد؛ بل أدعو: ذلك الشابّ العاقل، وذلك الرجل القادر: أن يشعروا بمحرابهم الذي يئنّ من ألم فراقهم وهجرانهم له.
  • وإني لأقول: بأنّ شفاء صدورنا ودواء قلوبنا في ذلك السجود الذي يحوطه المحراب. ووالله {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } [ق: 37].

بقلم: عمر العبد الله

أضف تعليقك هنا