الأونروا تحذر من موجة نزوح قياسية تطال قطاع غزة

بقلم: أسامة قدوس

يبدو أن علاقة الفلسطيني بالهجرة هي علاقة أبدية باقية و متمددة , ما لم تحل القضية الفلسطينية بطريقة عادلة, حيث لم يسلم من هذه الظاهرة لا فلسطينيو الداخل و لا الخارج, ما يطرح اكثر من تساؤل عن جدية المجتمع الدولي في تعامله مع الملف الفلسطيني .

الظروف التي هجرت الفلسطينين

فبسبب الحرب في سوريا وجد ألاف الفلسطينيين أنفسهم مجبرين على مغادرة البلاد بلا رجعة، و  بسبب سياسة التضييق التي اتبعتها الحكومة اللبنانية دُفع الفلسطينيون دفعا للهجرة نحو السواحل الأوروبية في مراكب الموت، أما في قطاع غزَّة  و الذي يعاني من الحصار الإسرائيلي المستمر و عجز حركة حماس عن إيجاد حلول حقيقية للغزيين لم يعد أمام المتساكنين  من سبيل سوى الهروب من هذا الجحيم الأرضي .

وفقا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى الأونروا فان السنة الجديدة ستكون كمثيلاتها اذ ستواصل معدلات الهجرة داخل فلسطين نسقها التصاعدي و قد تبلغ هذا العام مستوى قياسي غير مسبوق .

الاخبار التي تصلنا من داخل الوكالة تتحدث عن انفجار في عدد النازحين من قطاع غزة الى الضفة الغربية هذا العام , حيث يتوقع ان يدق تقرير الاونروا ناقوس الخطر لاسيما مع وجود شكوك في قدرة الضفة الغربية على استيعاب هذا العدد المهول من الغزيين .

هاجس الهجرة عند الشباب الفلسطيني

التفكير في المغادرة  او الهروب  أصبح هاجسا يسيطر على الأذهان كل متاسكني قطاع غزة إذ تشير العديد من الدراسات إلى أن أكثر من ثلثي الغزيين يفكرون جديا في  الهجرة لتحسين أوضاعهم الاجتماعية التي أضحت لا تطاق .

لئن كانت اروبا هي الجنة الموعودة للكثير من المهاجرين و طالبي اللجوء حول العالم , فان الغزيين لا يحلمون بأكثر من الانتقال الى الضفة الغربية الواقعة تحت حكم حركة فتح , فالأوضاع هناك أفضل بكثير مقارنة بالقطاع حيث لا يفيق سكان الضفة دوريا على وقع طائرات و صواريخ الاحتلال في كل موجة تصعيد جديدة و لا تنقطع الكهرباء بالاستمرار و لا تغرق المنازل بعد  كل منخفض جوي عارض.

بقلم: أسامة قدوس

أضف تعليقك هنا