الإجرام وبث الرعب

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي

تعيش بلادنا هاته الأيام حالة غير عادية من حوادث الاعتداء بالعنف من طرف مجهولين على المواطن المسالم الذي يذهب صباحا الى عمله في الحافلة او القطار، يعتدى على المواطن المسكين في السوق، في المنزل، في العمل، أينما ذهب هناك خلع وسرقة ونشل وخطف واعتداء، لم يفهم المواطن ما سبب كل هاته الفوضى ومن وراءها.

الأسباب الرئيسية لانتشار العنف والجريمة

ان صعوبة الحياة وتدهور المقدرة الشرائية للمواطنين هي من أسباب كثرة الجرائم حيث تزايدت معدلات القتل والسرقة والقتل والاغتصاب وسبب كل ذلك ارتفاع معدل الإحباط عند الشعب.

  • الفقر وانتشار العنف

    • وعلى رغم من ان الأسباب التي أدت الى تفشي ظاهرة العنف يمكن ان تكون اما سياسية او اجتماعية او اقتصادية او جميعها معا، فان الخوف على مستقبل البلاد من تفشي معدلات العنف والتفتت الاجتماعي والاسري الذي قد يتسبب في أنواع جديد من الجرائم البشعة كقتل الابن لامه او قتل الاب لزوجته او الام لأطفالها، لأسباب واهية لا تتطلب كل هذا العنف.
    • ان الفقر وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار سبب من أسباب تكاثر عمليات السرقة والنشل والسلب، ان ما نراه اليوم في موضوع السرقة وما لاحظنها من تطور طرقها أصبح امرا خطير جداعلى المواطن ومضر للأمن العام، فالسرقة لم تعد تتم بشكل فردي بل تحولت عديد الحوادث الى عمليات منظمة يصفها البعض بانها بداية لثورة الجياع، عندما يحتاج المواطن ويجوع ولا يجد قوت يومه او ما يسد احتياجات ابناءه سيتوجه الى الشارع ليتظاهر او يسرق ما لا يملك وهذا ما نراه اليوم في البلاد.
  • التدهور الاقتصادي

    • ان المتهم الأساسي هو الوضع الاقتصادي الكارثي الذي تعاني منه البلاد والذي كان سببا في تفشي الجريمة، والتي كانت سببها السياسات الاقتصادية الخاطئة والغير مدروسة، فأمام تدهور الدينار وانعدام الاستثمار وغلاء المعيشة لاحظنا تضرر الطبقة الوسطى وانهيارها وانضمامها الى طبقة الفقراء، اما الطبقة الفقيرة فازدادت فقرا على فقر وتغير سلوكها وقيمها وكانت الحاجة سببا لتفشي الجريمة وكثر السلب والنشل والسرقة والتي نسمع بها يوميا.
    • وقد ادت التحولات في سلوكيات المجتمع الا ابتعاد الناس عن الشأن العام والجري وراء لقمة العيش عكس ما كان قبل الثورة حيث كان الشعب يصيح” خبز وماء وبن على لا”.
  • الإعلام والعنف

    • من أسباب انتشار العنف أيضا الدور السلبي لوسائل الاعلام، فأفلام العنف والتي حسب عديد أطباء النفس تزيد وتساهم في انتشار ثقافة العنف في المجتمع، ان انتشار الفضائيات والبرامج والأفلام التي تعمل على بث العنف كان لها دور كبير في تفشي هاته ظاهرة وتنوع اساليبها وطرقها واماكنها.
    • وتبعا لذلك يجب على الدولة متابعة ومراقبة ما ينشر ويبث عبر وسائل الاعلام لإنقاذ الأجيال القادمة من الضياع قبل فوات الأوان.
    • انتشار المخدرات والعنف
    • ان سبب من أسباب العنف هو انتشار المخدرات في البلاد والذي انتشر بصفة كارثية الى ان وصل الى أبواب المدارس والمعاهد وهاته الافة ذهبت بعقول شبابنا، وشجعتهم على السرقة والخطف والاعتداء على الناس وسلبهم في الليل وفي النها ر، يجب على الدولة حماية المجتمع من مثل هؤلاء والضرب بقوة على تجار الآفات التي اضرت بالشباب وهربت بعقولهم ومستقبلهم.

وأخيرا

ان أسباب تزايد العنف يرجع بالأساس الى الفشل الاقتصادي وعدم قدرة الحكومات المتعاقبة على إدارة موارد الدولة والتصرف فيها بحكمة، ان القرارات الفوضوية زادت في تعب المواطن وتسببت في افقار شريحة مهمة من الشعب، وامام العوز الشديد أصبح المواطن الفقير مجرما.

مع مواصلة الوضع على حاله يبقى المستقبل ضبابي يتجه نحو الفوضى العارمة قد تولد ثورة للجياع وقد تتواصل الجريمة المنظمة ولا تنتهي ان لم نستطع ان نقضي على أسبابها.

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي

أضف تعليقك هنا