الانتظار المميت

لكل واحد منا أمور لا يطيقها وتتعبنا ولا يعتمدها في حياته مهما كانت لأنه دوما يحاول التواجد باماكن ومع أناس يضيفون لحياته الأفضل ويغيرون منه للأحسن لا أن يعيش التعب بالأمس واليوم وبالغد فلا أحد منا يطيق هذا والنفوس تحتاج الى التهوية والخروج من نفس الأشياء الموجودة دوما وتتكرر.

الانتظار من الأمور المتعبة

ومن بين هذه الامور التي لا يفضلها الكثير منا ولا يقوى على القيام بها طويلا ولو لوقت وجيز حتى وهو الانتظار فان الانتظار من الأمور التي تتعب حقيقة ولا تجلب سوى الملل وتشد الأعصاب وتصحب التردد والتوتر والحيرة المتلازمة وهذا ما يجعل الانتظار من الأمور التي لا يفضلها أحد وبطبيعتنا بشر نريد الأمر في وقته وفي أقرب الأجال ومتى أردنا ذلك وهذا الذي لا يحدث معنا ومع الكثير ان لم نقول مع الجميع.

الا أننا نضطر الى الانتظار الذي لا نحبذه ونحاول طوال الوقت الابتعاد عنه وتعويضه بأي شيء أخر يجعلنا كل بعيدون كل البعد الانتظار ورغم كل المحاولات الانتظار قادم وموجود وزائر لكل واحد منا وهنا يكون الامر خارج عن سيطرتنا وضد رغبتنا ويعادي ما نريد ومخالف لما أردناه الا أنه حدث وكان فالظروف والوقت والقدر وكل شيء حولنا قد ألزمنا على عيش الانتظار ومصاحبته قترة اما تطول أو تقصر .

العواقب السلبية للانتظار

  • ان الانتظار شيء متعب بكل المعاني فهو يجعلنا كالحائط الواقف الثابت الساكن الذي لا ليس بيده أن يفعل أي شيء سوى أن يبقى على حاله الى لحظة قدوم الفرج فالانتظار لنا أن صفه بالشدة التي تحتاج الى الفرج والابتلاء الذي ان بقي يميت صاحبه بسبب الحالات التي يسببها ويجلبها.
  • كما أن الانتظار داء يبحث عن العلاج المناسب فالمنتظر بكل الأوقات يبحث عن الذي ينهي انتظاره ويحررهم من هذا الانتظار المميت.

أصناف الأشخاص الذين يعيشون الانتظار

  • منتظر يحب انتظاره

    • والوقت الذي يمضيه في الانتظار لأنه بكل بساطة كسول ويفضل لنفسه الراحة وفي الانتظار يرى الراحة التي يريدها وتجعله يتخلص من كل المتاعب والارهاق ..فهذا النوع من المنتظر فاشل لا يؤمن بالسعي والارادة تصنع المعجزات وهو لا يسعى ولا يعزم أبدا الى تغيير وضعه وحياته فهو سعيد ومرتاح وهو شبكة الانتظار كالأسير الذي ليس له حرية القيام بأي شيء وهذا المنتظر كان له دور كبير وقوي في طول عمر الانتظار عنده ان لم يكن هو من فضل الانتظار عن الاجتهاد والتحرك لتحويل لذلك الانتظار الى شيء موجود فعلا وحاضر ويتم الاستفادة منه ..فالانتظار هنا هو من لا يطيق أصحابه ويبحث عن المخرج الذي منه يهرب بلا عودة أو حتى المرور مرور الصدفة من أمامه.
  • هناك منتظر بقدرة القدر والنصيب

    • كالمرض الذي تم عرضه على جميع أسرة المستشفى وتم علاجه بكل الأدوية الا أن هذا لم يجدي نفعا ولم يستجيب الداء لأي دواء موجود فهنا المريض مضطر على انتظار الفرج لأنه في شدة عصيبة تنتظر فرجها المفرح المفرج المفكك لهذه الشدة والأزمة..وهناك أشياء شبيهة جدا للانتظار اضطرارا على أنه أخر حل تم التوصل اليه بعد تجريب ومحاولة جميع الحلول دون جدوى وفادئدة ولو عرضنا أمثلة عن هذا فاننا سنعرض ونروي نصف الأمثلة بالقليل .
  • هناك إنتظار نجن جلبناه وهم جلبوه

    • بمعنا كنا سببا وكانو هم سببا ان كان القدر أو البشر أو الحالة الانتظارية التي نحن فيها ووجدنا أنفسنا فيها فهنا أيدي اختلطت فانتجت انتظارا ممزوجا ككوكتال جمع كذا نوع وكذا لون في نوع ولون واحد.

متى يجب أن نعيش الانتظار؟

على المنتظر أن لا يعيش الانتظار الا اذا كان الانتظار أخر ما توصل اليه وبالفعل اضطر على الانتظار غير ذلك لا يرضى بالانتظار لأن الانتظار مميت ومن ظن أنه حل ضمن العديد من الحلول فهو أسوأ حل أو أخر شيء يفكر الاعتماد عليه لحل أمور فهو لن يحل أمورنا التي تعنينا وتجب علينا الاجتهاد من أجلها ..والذي ينتظر يجب أن يكون قنوعا ومقتنعا وراضيا بانتظارك الذي لم يختاره كراحة ووسيلة لحل الأمور وانما على أنه الذي بقي في الأخير وتم الاعتماد عليه.

لك أن تنتظر وتكون منتظرا في جانب وفي الجوانب الأخرى تسعى وتقول بواجبك على أكمل واجب بمعنى لا تجعل انتظارك بجانب معين انتظار معمم وشامل لكل الجوانب والا تصبح أنت وحياتك منتهية بالانتظار الذي سيقضي على كل أحلامه وأمنياتك ولذة الحياة ..فلا داعي لعمل ذلك تحت أي ظرف كان فواجه وقدم ما بامكان قدرتك وامكانياتك أن تقدمه.

الإنتظار قد قتل الكثير ان لم يقتلهم حقيقة فقد قتل مشاعر وحب وأمل وتفاؤل وحلم وهدف وأشياء كثيرة جميلة بداخله .

فيديو مقال الانتظار المميت

أضف تعليقك هنا