الزواج السعيد – #الجزء_الثاني

إذا عرف الزوجان ماهية الزواج والأسباب المشتركة أو المختلفة التي تدفعهما للزواج، وكان قد أحسن كل منها اختيار شريكه وفق شرط الكفاءة، فما عليهما إلا أن يتوقعا أن من الطبيعي أن يتخلل الزواج المشكلات بل والأزمات، فلذلك على كل منهما أن يستعد لها ويتحلى بالمهارات الأساسية للزواج السعيد.

مشكلات الزواج

لا تخلو الحياة من المشكلات ولكن الزواج يمر بأزمات من طعم آخر، يمكن تحويلها إلى فرص لتعزيز العلاقة وفهم الحياة، عوضا عن الإبقاء على السلبيات في العلاقة الزوجية. لذلك من المهم معرفة أبرز مشكلات الزواج والتي ينبغي الالتفات إليها، ومنها ما يلي:

  • التصور الخاطئ: الزواج لن يكون جنة فقط، بل الحقيقة أن الزواج يمكن أن يكون جنة من المشكلات الجميلة، فليغتنم الزوجان التمتع بإيجاد الحلول بأبسط الطرق.
  • جهل الأهداف: من الضروري تحديد أهداف وتحقيقها خلال التعارف والخطبة ومن ثم الزواج، ولا يوجد وقت تنتهي فيه صلاحية المعرفة، بل يمكن إعادة الحسابات والتعرف على الأهداف السابقة والحالية، ويمكن أيضا إضافة الأهداف للمستقبل.
  • المقارنة: لأن ظروف الأسر والأزواج مختلفة جدا عن بعضها، ينبغي عدم المقارنة مع الجارة والأخت والصديقة، وكذلك الزميل والقريب وزوج فلانة.
  • عدم الصراحة: إخفاء جوانب من الشخصية بداية العلاقة يمكن أن يؤثر سلبا، عدا عن وجود الكثير من الأسرار تخفى عن شريك الحياة. الخصوصية مطلوبة ولكنها ضمن حدودها، ولا يمكن أن تتعدى 10% من أساسيات الحياة الزوجية.
  • الضيق الإقتصادي: ويمكن حله عبر تحديد الضروريات التي لا بد منها كالطعام الأساسي، والحاجيات التي ينبغي تقليلها قدر الإمكان كالملابس الإضافية، أما الكماليات فيتم إلغاؤها كليا إلى أن تتحسن الأمور كارتياد السينما.
  • التذاكي والتنافس بين الزوجين: فليتغتم الزوجان ذكاءهما في رفع مستوى الأسرة الاقتصادي والاجتماعي والعلمي، بدلا من التنافس على صوابية هذا الرأي وخطأ هذا القرار.
  • تدخل الآخرين في الأسرة: في كل المجتمعات لا يمكن التخلص نهائيا من التدخلات، ولكن يمكن الحد من أثرها السلبي عبر حفظ خصوصيات الأسرة، ومعالجة الأمور بهدوء، واستشارة فقط من يعنيه دون إظهار المشكلات لكل من يريد أن يعرف.

كيف تكون الحياة الزوجية سعيدة؟

الزواج علاقة ذات ارتباط قوي بالصحة النفسية، وبناء على ذلك الزواج السعيد يؤسس لحياة جيدة، ومستوى من الرفاه والمرح والإنجاز، لذلك هناك المهارات الأساسية للزواج السعيد التي على الشريكين أن يتدربا عليها، ويمكن أن نذكر أهمها:

  • التفاهم: وينشأ من خلال الحوار وعقد الاتفاقيات وتوزيع الأدوار والمسؤولية والتشاور.
  • التعاطف: وهو تفهم لاحتياجات الشريك عبر الاستماع والتقبل التام لمشاعره وأفكاره وعدم إصدار الأحكام عليه.
  • التفرغ: والمقصود به تخصيص بعض الوقت للشريك يوميا وخلال العطلة للاهتمام الشخصي والانصات باهتمام وقضاء وقت جيد معا.
  • التماس الجسدي: اللمسة على الخد والرأس أو الاحتضان أمور مهمة جدا لتعزيز الثقة والعاطفة مع بعض الكلام الجميل أو مع الصمت الجميل.
  • المساعدة: تقديم المساعدة وقبول المساعدة يؤسسان لحياة متعاونة بطلب وبغير طلب وحتى لو كان الأمر ليس من مسؤوليات الشريك.
  • الهدية: التنوع بالهدية مهم ما بين الهدايا الرمزية والمادية، وفي المناسبات وبغير مناسبة أيضا.
  • المرح: وهو أمر ضروري جدا فيتم تأجيل المشكلات والمنغصات وقضاء وقت ممتع مرة مع الأولاد ومرة تكون النزهة ثنائية من غير الأولاد.
  • الفخر: وهو البحث عن أدنى إيجابيات الشريك ومدحها والابتعاد عن التأنيب أو التركيز على السلبيات وهذا ينطبق أيضا على الأولاد ولتعزيز سلوكاتهم الإيجابية.
  • الاستشارة: ليس من العيب استشارة حكماء الأسرة غير المنحازين في بعض مشكلات الزواج من دون أن تنتشر المشكلة ويكثر المتكلمين فيها، ومن المستحب أيضا استشارة المتخصصين في الإرشاد الأسري والالتزام بما ينتج عن الاستشارة من كلا الطرفين.

هذه المهارات يمكن الاستفادة منها في العلاقات الزوجية وفي التربية الإيجابية للأولاد وكذلك في العلاقات الاجتماعية والمهنية، لتتطور حياة الإنسان عبر تطوير مهاراته في التواصل مع الآخرين والتدرب عليها يوميا لتحصيل السعادة من جميع جوانبها.

فيديو مقال الزواج السعيد – #الجزء_الثاني

أضف تعليقك هنا