الشر غلب الخير

هل يمكن للخير أن يتحد مع الشر؟

إن الخير والشر لا يلتقيان؛ فالخير أنقى وأنظف من الشر، والشر وساخة وضر لهذا الخير لا يلتقي مع الشر، ولا يتفقان، وكل منهما بعيد عن الآخر البعد الحقيقي البعد العميق الذي لا يلتقي فيه الأول مع الثاني ولا الثاني مع الأول، فهما كالجبال الراسخة الثابتة التي لا تتزحزح إلا بزلزال قوي يشك الأرض فيتفتت الجبال.. هكذا الخير والشر كالجبل الذي لا يلقتي بالجبل الثاني لثواب كل منهما في مكانه وفيما يتصف به، فكيف لضر أن يكون مع نفع وكيف للنظافة أن تتحد مع الوساخة.. وكيف للجنة أن تكون ضمن نار أو العكس فهذا غير ممكن اطلاقا.. وكما نعرف جميعا أن الشر مسكنه النار الجحيم، والخير مسكنه الجنة.. ودوما الشر ينهزم أمام الخير، والخير يغلب الشر لأنه خير والمغلوب شر.

الشر يتخذ من الخير قناعا ليمارس أفعاله

للشر أن يغلب الخير وللشر أن يكون مع خير.. كيف هذا؟ فهذا غير ممكن؟ وشيء لا يصدق؟ ومع هذا نعم للشر أن يغلب الخير وللشر أن يكون مع الخير ويرافقه ويجلسان ويتقابلان ويلتقيان ببساطة لأن الشر قد ظهر على هيئة خير وقد لبس وارتدى ثوب الخير وجعل مع أصحاب الخير وتواجد في أماكن الخير ودعى للخير وهو شر لأنه لم يظهر الشر بالشر وإنما على خير بقناع الخير كغشاس ومخادع وكاذب ومزيف لحقيقة المظهر الذي يظهر به وللقناع الذي قام بتزيينه بزينة الخير..

ولكن الخير ليس فيه خداع وخبث ولا كذب ولا غش ولا يقبل بكل هذا، ولأن الخير فيه كل الصفات الدنيئة؛ استطاع بتنكره أن يكون الخير في النسخة طبق الأصل غير الأصلية ولأن الشر ماكر وفنان في النفاق والخبث تمكن من إيهام الكثير بأن شره خير وخير… خير وخير عظيم، يفيد الجميع، ويعادي الشر وأصحابه..

هل يمكن للشر أن يغلب الخير؟

فإذن الآن الشر قد غلب الخير.. غلبه بالاحتيال واستغلال مميزات الخير الحسنة الجيدة النبيلة، فاستعان بها في خدمته في إقناع كل كاره للشر ومحارب للشر أن الشر خير مادام قد ظهر على هيئة خير في المظهر وبعد الاتقان في الأمور الداخلية التي تسكن وراء المظهر.. فهنا استطاع الشر أن يغلب الخير وتغلب عليه خداعا لا عن جدارة واستحقاق لأن من المستحيلات جميعها أن يتغلب الشر على الخير بجدارة واستحقاق، وعن حقيقة، فالحقيقة الموجودة المعروفة الثابة التي لا تتغير أن الخير سيد الشر والخير في أعالي السماء، والشر في أعماق الأرض يسكن ويقيم فشتان بين الذي بالسماء والذي تحت الأرض.

حتى أن صاحب الشر لا يستوعب ولا يصدق أن الشر قد غلب الخير، وهو يعلم كيف للشر أن يغلب الشر وذلك بالتحايل وباللجوء للطرق والأدوات غير المشروعة لكنه يتم استخدامه بالوجه المزيف غير الحقيقي ليتمكن الشر من غلبة الخير إلا أن تغلب الشر عن الخير فهذا ليس بالتغلب الذي يجعل للشر أن يفوق الخير ويأخذ مكان الخير ويحول أصحابه فيتركون الخير وينضمون إلى الشر فهذا لا يحدث الا أن الشر لا يستسلم ويحاول دوما بجميع ما أوتي من قوة وبحكم أفكاره الشيطانية فهو متمكن ومتميز في أعمال الغش والخداع التي لن تقوى على صدق وعظمة الخير فالخير مدعم بقوة الاهية والشر محارب من قبل قوة الاهية ان نسفته أخفته للأزل دون عودة ورجوع.

إن الخير يغلب الشر دوما، وفي الحالة التي يغلب فيها الشر الخير فهو لم يغلبه واقعيا ومنطقيا وحقيقة فلا غلبة بالغش وبالتمثيل والمكائد وهذا ما يعتمد عليه الشر دوما في مواجهة الخير وفي محاولة إسقاط الخير الذي لا يسقط تحت أي قوة كانت.

إن الأغبياء من جعلوا من الشر يتمكن من خداعهم، والشر واضح على ثياب الخير الذي يرتديه لأنه ليس من مقاسه ولم يكن أنيقا وجميلا بارتدائه ورغم جمال هذا الثوب الا أن القبح والبشاعة ظهرت على الشر المتنكر بثياب الخير المسروقة من طرفه أو المفصلة المصممة التي تم خياطتها بأفكار وخطط شيطانية جهنمية.

فيديو مقال الشر غلب الخير

أضف تعليقك هنا