الصلاة أو الخمدرات

انتشر فيديو لطيف لاثنين من الصبيان، أحدهما ينصح الناس قائلا: أهم شي الصلاه، والثاني يضحك ويقول: أهم شي الخمدرات، يقصد المخدرات بلغته الطفولية. ومن هنا يبين لنا الصَبيّان طريقين في الحياة: طريق الصلاح وطريق الانحراف الذي يتصدره تعاطي المخدرات.

ما هي المخدرات؟

هي مواد طبيعية أو كيميائية أو مزيج منهما، تسبب ما يلي:

  • الإدمان.
  • تسمم الجسم.
  • الاضطرابات السلوكية.
  • الاضطرابات النفسية والعقلية.

أسلوب التعاطي

لا يوجد فرق بطريقة التعاطي للمادة المخدرة من ناحية الخطورة، فالتدخين وضرب الإبر وبلع الحبوب واستنشاق المساحيق أو الأبخرة كلها شديدة الضرر، فلا توجد مادة “بنت حلال” ومادة أخرى “بنت حرام” كما هو شائع بين المدمنين، بل كل المواد من الحرام وإلى الحرام.

أسباب التعاطي

التعاطي الأول للمخدرات، يكون غالبا بمادة الحشيش، وله أسباب يرددها المدمنون هي:

  • رفاق السوء.
  • الحشرية وحب التجربة.
  • العنف الأسري.
  • الحرمان المادي والعاطفي.
  • الدلال المفرط.
  • الإهمال وغياب السلطة الوالدية وخاصة الأب بسبب الطلاق أو السفر.

أضرار المخدرات

تسبب المخدرات العصبية والتوتر والغضب والاعتداء على الآخرين وإهانة الوالدين، وترك العمل والانهيار المالي فتكثر السرقات لتأمين ثمن المخدرات. ويسيطر الإدمان على يوميات المدمن، فلا يتحرك ولا يأكل ولا يشرب ولا يعمل ولا ينام ولا يستيقظ إلا بالمخدرات. ويضاف لذلك انهيار القيم والأخلاق لدى المدمنين وخسارة ثقة الأهل والناس عموما. ويعرض التعاطي للانتحار والقتل والموت بجرعة زائدة.

علاج الإدمان

ينبع الشفاء من عزيمة المدمن الصادقة للتعافي، ويشمل العلاج الطبي وعادة يكون داخل المستشفى لأيام قليلة، ويتلوه مباشرة العلاج النفسي والاجتماعي في مؤسسات التأهيل، ويستمر لسنة أو أكثر، وتشمل أنماط علاجية عديدة، منها: العلاج بالعمل والمسرح والصلاة والفنون، والأهم هو العلاج النفسي الفردي والأسري والجماعي.

ومن المهم جدا إرشاد أسرة المدمن، لأنهم غالبا لا يعلمون مسؤولياتهم ولا كيف ينبغي احتضان المدمن، وكيفية التصرف خلال مراحل العلاج وما بعده، حتى لا يتعرض لانتكاسة، علما أن الانتكاسة متوقعة وإن حصلت فهي فرصة لمعرفة الثغرات ومعاودة التأهيل بشكل أفضل.

وخلال العلاج على المتعافي اكتساب مهارات مهمة للصمود أمام الإغراءات، أهمها: حل المشكلات، مواجهة التحديات، وكذلك فنون التواصل مع الذات ومع الآخرين. ومن المهم للمدمن أن يتحمل مسؤولية العلاج أولا، ثم العمل والانتاج بعد الخروج من مؤسسة التأهيل. ولا ينبغي دعم أعماله ماديا قبل الانتهاء من العلاج، لأن الأموال ستتحول ثمنا للمخدرات. ولا تشمل المسؤولية بالبداية الزواج والانجاب حتى لا تتورط الزوجة وأولادها بمشكلة والدهم، وهنا أقترح أن يكون فحص المخدرات إلزاميا قبل عقد الزواج والإنجاب لتفادي هذه المشكلة.

سجن المتعاطي

يدخل المتعاطي السجن بسبب المخدرات إن لم يكن لديه مخالفات أخرى. ومن سيئات السجن أن المسجون يتعلم أنواع الجرائم وينخرط في بيئة الانحراف المكثف، ويوسع معرفته بها ويكتسب من عاداتها وأساليب العيش فيها.

ما البديل؟ أقترح أن تكون عقوبة المتعاطي حكم قضائي بالعلاج من سنة إلى ثلاث سنوات حسب سنوات التعاطي وحالته النفسية والاجتماعية. وبالتالي ينبغي تجهيز مؤسسات التأهيل وتوسيع دائرة عملها.

الوقاية

ليتوقى أولادنا من المخدرات علينا العمل بثلاث مستويات:

  • الإرشاد الزواجي: فهم العلاقة الزوجية وإدارة الخلافات، قبل الزواج وخلاله وحتى بعد الانفصال إن حصل.
  • الإرشاد الأسري: تعلم أصول وتطبيقات تربية الأولاد وإدارة شؤون الأسرة.
  • الإرشاد المدرسي: التحذير من مخاطر المخدرات من أعمار صغيرة تسبق حالات الإدمان، عشر سنوات مثلا.

فيديو مقال الصلاة أو الخمدرات

أضف تعليقك هنا