العلمانية في ظل عودة المتغير الديني للساحة الدولية

بقلم: شروق مستور

إن العلمانيـَّةَ من أكثر المصطلحات المتداولة منذ القدم و حتى وقتنا هذا؛ و ظلت موضوع للجدل بين المفكرين و المختصين و حتى بين عامة الناس، فدائما ما يبرز السؤال الكبير في أذهان الجميع.

هل فعلاً مصطلح و مفهوم العلمانية ساري المفعول في سياسات الدول و قراراتها؟ أم أن المتغير الديني هو المحفز و المحرك وراء ستار و كواليس المشهد الدولي؟

ما هي العلمانية بمفهومها العام؟

إن مفهوم العلمانية بشكل مبسط هي الفصل التام بين الدين و الدولة؛ و أيضاً هي إبعاد كل الشخصيات الدينية عن النشاطات السياسية و السلطوية، و يعتبر من المبادئ و المفاهيم التي تدعو لها الدول الغربية و تروج لها بشكل كبير و تدعي تطبيقها، على الرغم من أن الدين يشكل أحد أهم الدعامات الأساسية في بناء ونشأة واستمرار وتقدم الحضارات الإنسانية إلا أنهم اختاروا  إلغائه من السياسة.

ما هي العلمانية في نظر الغرب؟

إن العلمانية في نظرهم هي الطريق للتحرر و التطور و هي من أساليب المحافظة على السلم و الأمن الدوليين
و لكن الأحداث الدولية المتتالية و مجموعة من القرارات العلنية عبر التاريخ قد ألغت هذه الفكرة، و بينت أن الدين في حقيقة الأمر هو المحرك لأهم القرارات و السياسات خاصة للولايات المتحدة الأمريكية، و مع بروز دور الأصولية اليهودية التي أضحت تؤثر على صياغة السياسة الخارجية الاسرائيلية و غيرها من المتغيرات كبروز الطوائف و الأحزاب الدينية.

ما هي العلمانية في الفكر السياسي الأمريكي على وجه الخصوص؟

في الفكر الأمريكي يُـعتبر صاموييل هنتغتون من المنظرين الذين صرحوا بأهمية الدين و دوره مستقبلاً في الساحة السياسية الدولية في خلق الصراعات و الازمات، و ذالك في مقاله ( صراع الحضارات ) الذي أحدث جدلاً كبيراً حيث وضح فيه أن الصراع القادم حسب تحليله بعد الحرب الباردة سيكون صراع بين الحضارات صراع قيم و صراع دين، و هذا التحليل لهينتغتون يبين حقيقة سياسة الولايات المتحدة الأمريكية و خلفية قراراتها و بالنظر لمعظم الصراعات في الفترة الاخيرة و الحروب في فترة القرن 20 و السنوات الاولى من القرن 21 لاحظنا تحول و عودة إلى الدين في الظواهر الاجتماعية والسياسية والأمنية، و أيضاً قد برز دوره في الخطاب السياسي كأسلوب من أساليب التعبئة الشعبية و كمصدر من مصادر الشرعية السياسية.

هل تحولت العلمانية إلى أداة بيد رجال الدين و الساسة؟

و بما أن متغير الدين يبرز بكثرة في مجال و حقل السياسة الخارجية، فقد برزت كثير من التحليلات و الدراسات التي طرحت هذا الموضوع و طرحت حقيقة كثير من الدول و توجهاتها، و من جهة أخرى في ظل العولمة و التكنولوجيا و التطور بدل من أن يتم استخدامها لتدعيم العلمانية أصبحت العولمة أداة في يد الجماعات الإرهابية التي تعمل تحت ستار الدين، و أيضاً أداة في يد رجال الدين و تأثيرهم على الشباب و المجتمع و أداة في يد الدول لنشر دينها و ثقاقتها بسهولة، على الرغم من كل هذا بقيت الدول الغربية تدعم فكرة العلمانية و تلغي و تنكر كل ما هو متعلق بالدين في سياستها.

علينا أن نقف على باقي المتغيرات و تأثيرها على مفهوم العلمانية

في النهاية لا يمكننا أن نعتمد على هذا المؤشر فقط و ننكر دور القوة الاقتصادية و العسكرية في تحديد سياسة و مكانة الدول؛ حيث تبقى هي أيضا من المحددات و المؤشرات القوية و المنطقية لكل تحركات القوى.
لكن هل سيصمد مفهوم العلمانية في ظل هذه التغيرات و في ظل بروز الدين و عودته للساحة الدولية؟ أم أن الغرب سيتخلون عن مفهوم العلمانية كمبدأ ستتغير و تخرج أفكارهم و توجهاتهم الدينية علانية دون ستار و دون حواجز.

فيديو مقال العلمانية في ظل عودة المتغير الديني للساحة الدولية 

إن العلمانية  هي الطريق للتحرر و التطور وهي من أساليب المحافظة على السلم و الأمن الدوليين.

https://pixabay.com/photos/cemetery-peace-angel-sculpture-1655378/

هل سيصمد مفهوم العلمانية في ظل هذه التغيرات وفي ظل بروز الدين و عودته للساحة الدولية؟

بقلم: شروق مستور

أضف تعليقك هنا