المغرور وغروره البشع

إن الغرور موجود من القدم ونشاهد الغرور كثيرا في أوساطننا ومع الكثير من البشر الذين نتعامل معاهم يوميا أو ببعض الأوقات والمناسبات إلا أن الغرور أصبح ظاهرة منتشرة كثيرا وسيطرت على الكثير من البشر اذ تحول بهم الحال من التواضع الجميل المشرف الى غرور بشع قد أهلكهم وأتعبنا نحن الذين نتواجد معهم ونتعامل معهم ونتعايش معهم حيث أصبحت العلاقة التي تجمعنا وتربطنا بالمغرور حبلها قد رق وبدأ يفقد صلابته لأن ببساطة الحديث فقط مع الغرور يجعل الحديث والجلسة مملة وكلها تباهي وتعالي وتكبر لا يحبه الله ولا عباده الصالحين أصحاب التواضع والبساطة والأخلاق ..فالغرور ليس من الأخلاق ولا في الأخلاق غرور بتاتا.

المغرور يرى نفسه فوق الجميع

المغرور دوما يرى نفسه أنه فوق الجميع ولا أحد مثله ولا شبيه له على الأرض مع أن هناك الذي أحسن منا والذي أقل منا الا أن المغرور يرى الجميع أقل منه وأنه هو مخلوق ليس مثلهم وعالمه ليس هذا العالم الذي هو والبسطاء والمتواضعين معا ..فنظرة المغرور لنفسه وعرضه لما عنده ولما حتى ليس له وعنده غروره قد جعل منه شخصية لا يتشرف بها أحد ولا يحترمها الجميع وهو فقط من يتشرف بشخصيته المصنوعة المتكونة من غرور بشع جعل منه انسانا لا يصلح الا للتباهي وسوى التكلم عن الذي هو ليس موجودا ومتوفرا ضمن شخصية وقلب وروح وعقل المغرور .

لا أعلم لما الغرور الذي لا أساس له ولا نفع من وراءه سوى اظهار عكس ما هو ظاهر وموجود أو لما هو ظاهر وموجود حقيقة الا أن الجميل أو النجاح أو السلطة أو المال أو التواجد بالقمة أو الشهرة ..كل هذا لا يستدعي للغرور وانما وجب التواضع في هذه الحالات التي هي أصحابها معروفين بالغرور لما هم فيه ووصلوا اليه.

الغرور دون سبب

الغريب والعجيب في غرور البعض أو الكثرة غرورهم الذي لا أساس له من الصحة اذ أنهم لا هم مشاهرين ولا هم شخصيات عامة ومهمة ومؤثرة بالمجتمع ولا هم أصحاب مال وأعمال ومشاريع وانجازات ولا هم حضيو من النجاح الجزء الذي يوصلهم للقمة ..فكل هذا غير موجود وهم كله غرور وكل الغرور اجتمع فيهم ..فمثل هؤلاء الأشخاص يعانون حالة نفسية ووهم دون شك لأن غرور البشع الكبير هذا مع انعدام الذي يؤدي للغرور يجعلنا نضعهم بكفة المرضى نفسيا الذين تمنو شيئا وسعو وراء شيئا عظيم وناجح الا أنهم أخفقوا ولم يحالفهم الحظ أو لانعدام المميزات المطلوبة ليكونوا أصحاب شخصية مهمة وهامة وجيدة يتمنى الجميع اكتساب مثل هذه الشخصية.

فهؤلاء المغرورين بلا سبب ولا داعي ولا دافع موجود فعلا ومعروف قد جعلو من أنفسهم أصحاب أهمية من العدم و من وهمهم وخيالهم وحلمهم الذي صاروا يعيشونه بعد أن سيطر على تفكيرهم وعالمي الداخلي سيطرة كلية دعلت من عالمهم الحقيقي الواقعي عالم وهمي وحلم قد خدر واقعيتهم ومنطقهم الذي يجعلهم في حقيقة لا خيال يتعبهم ويتعب من حولهم.

الناجح المغرور فاشل

لا بد أن نعذر مثل هذه الحالات من المغرورين فهم بحاجة الى علاج ومساندة ومساعدة للوصول الى حلمهم الذي جعلهم في غرور بشع يكرهه الجميع سوى هو يتباهى به وسعيد ورفع نسبة الغرور عنده ..فهؤلاء حالتهم خاصة تحتاج الى عناية واهتمام من المحيطين بهم ومن الجيميع ليتم ادراكهم للغرور الذي هم فيه والى ماذا أوصلهم فيستيقظون ويعوضون ذلك الغرور البشع بتواضع جميل راقي عظيم أنيق يجبب الجميع فيهم ويجعلون ذوي مكانة وقيمة من تواضعهم فقط الذي هو شهرتهم ونجاحهم ومالهم وشخصيتهم العامة المهمة المؤثرة.

أما الناجح المغرور فهو فاشل بغروره والغني المغرور فقير بغروره والمشهور المغرور هو بلا حب واحترام فالغرور مخرب لكل جميل ومدمر لكل نجاح وتميز قد يحظى به المرء في حياته وحتى أن الغرور يوصل بالمغرور في أنه يخسر من حوله والجميع لأن أغلبيتنا وجميعنا لا نحب المغرور وحتى المغرور لا يحب المغرور أخيه في الغرور.

الأحسن لنا أن لا نتعلم الغرور ولا نحث على الغرور ولا نسعى للغرور ولا نتقرب من الغرور حتى ولا نحاول أو حتى نفكر في تعليم غيرنا وأولادنا الغرور فهو سيمة سيئة وبشعة تجعلنا نخجل وونستحي لا نفتخر ونتباهى.

فيديو مقال المغرور وغروره البشع

أضف تعليقك هنا