المناسب بغير مكان

دوما ودون ملل أو يأس نحن نبحث عن المناسب لنا الذي يناسبها سواء في لبسنا أو عملنا أو علاقاتنا وحتى أننا نختار ونركز ونبحث سوى على المناسب لنا وان عشنا الذي لا يناسبنا فاننا لا نكون في مستوى الرضا والقناعة المطلوب والضروري واللازم ولنعيش مرتاحين ونتمتع بالرضا ونستمتع بحياتنا فعلينا أن نسعى دوما الى تحصيل المراد والذي نرغب به ونراه مناسبا لنا لكي تكون الحياة وأمورها سهلة علينا ونحظى ببعض السعادة والراحة التي نشتهيها ونتمناها.

الا أن الأمور أحيانا ان لم نقل كثيرا وغالبا تمشي عكس ما نريد ونرغب ولا تتفق معنا في الحصول على ما نحب رغم اجتهادنا وسعينا الطويل والمتواصل والمكثف الا أن الحظ لا يكون في صفنا اما لأنه لم يقتنع ولم يرضى بما قدمناه وقمنا به أو لأن أجل ونصيب الحصول على المناسب لنا لم يحن بعض أو الذي لا يدريه الذي الحياة والأمور معه تمشي عكس اتجاهه وتياره.

المناسب الظاهري المزيف

كثيرا ما نلاحظ في الحياة وما حولنا وما يحيط بنا أن المناسب بغير مكان وقد حدث معنا هذا اما نكون نحن غير مناسبون والذي نحظى به يقعون في المناسب بغير مكان  وهذا ما يجعل الأمور في تصادم مستمر بين الناس وبين الانسان والحياة وان فتشنا وقلبنا في الأسباب الذي جعلت من المناسب بغير مكان اما هو شيء منا ناتج عن سوء اختيارنا أو انخداعنا في المظهر الذي بين لنا أن هذا هو المناسب الا أن المناسي في الوقت التي رأينا المناسب الظاهري المزيف هو بغير مكان تواجدنا لأن ببساطة الحقيقة تهرب من الغافلين أو بالأحرى نحن من نترك الحقيقة جانبا ونتجاهلنا لماذا ؟ قد ندري لماذا وقد لا ندري الا أننا بشر نهتم بالمظاهر وتؤثر فينا المظاهر بلا ولا شيء يستاهل ويستحق.

الزواج المناسب وغير المناسب

كم زوج متزوج بزوجة هي لا تناسبه أو العكس فيجتمعان في بيت الزوجية وهم بالقلب والروح مفترقان وغائبان ولا يلتقيان ..وكم من عامل في عمله لا يطيق الساعات التي يمضيها لأنه يرى هذا المنصب لا يناسبه اما أقل منه أو أكثر منه مع أن الذي أكثر منا ويكون حسن وجيد لا نقول أننا أقل منه بالعكس نرضى كل الرضا ونسعد وتمسك به.. وكم من ناجح لا يستحق هذا النجاح أو النجاح الذي نجحه أقل من امكانياته ولم يصل بعد الى درجة مستوى قدراته ومع أنه اجتهد وأعطى الكثير الا أن النتيجة كانت أقل وغير عادلة فهنا نقزل المناسب بغير مكان اما يكون المناسب ينتظر منه السعي ثانية اكثر وتقديم المتبقي ليصل للمراد المناسب الذي يسكن قمة النجاح.

المناسب هو من ظلمنا

ليس المناسب هو من ظلمنا وانما نحن من ظلمنا أنفسنا باختيارنا وتسرعنا وتهورنا وعدم تركيزنا والأخذ بالنصيحة وقلة الخبرة والتجربة والبعد عن الاستناد الى مشورة الغير والاكتفاء بالمظاهر الذي جعلتنا بغير مكان والمناسب بغير مكان .. كما أن المناسب قد يختار الأشخاص الغلط أحيانا اما لحيلة منهم أو كعقاب للمناسبين الذين اخطئوا فعوقبوا بالغير مناسب لهم وهذا جائز وقد يحدث ويكون والكثير يعتقد ذلك .

لو سردنا العدد الهائل للأسخاص المناسبين الذي بغير أماكنهم والغير مناسبين في الأماكن المناسبة نقول أن هذا غير عدل وظلم للمناسب وحظ ورزق لغير المناسب الا أن المناسب لن يدوم طويلا مع الغير مناسب ولن يتأقلم مع مكانه الذي هو ليس مكانه وطال الزمن والوقت بل يستمر في البحث والاجتهاد للوصول الى مكانه الحقيقي الذي هو له ومن نصيبه فتواجده بغير مكانه يحفزه ويشجعه على عدم الرضا والاستسلام والبقاء في دوامة الصراع بين المناسب والغير مناسب الا أن القليل من يأخذ من مكانه الغير مناسب ومن وضعه الغير لائق درس وتحفيز قوي للنهوض والصعود لما يليق به.

التغيير يبدأ منا لينتقل إليهم

في المقابل الغير مناسب يتأقلم مع المناسب الا أن المناسب لن يتحمل الغير مناسب طويلا فلن يقوى المناسب على التواجد طويلا عند الغير مناسب والعكس وهذا يترك بصيص أمل أن المناسب بغير مكان سيكون بمكانه ومع أناسه الحقيقون عاجلا أم أجلا مما يرفع فرص عودة المناسب لمكانه وعودة الغير مناسب لمكانه ولكن ليس كل العقول تحل هذه المسألة وتتبع هذه القاعدة والقناعة بما ليس لنا أو بما أقل ما نستحق أو بما أكبر منا على أساس أنه نصيب ليس خطأ في العنوان أو أنه ليس لنا وليس من حقنا جعل قناعة الكثير تقنع وترضى بما وجد وكان وحل وحصل وهذا ما جعل الأمور تتأزم والكل بغير مكانه يتخبط ويعاني ويقاسي .. اذن فالعيب فينا ومنا أولا وان صلحنا هذا العيب واجتهدنا على تغييره وتصليحه لكانت حياتنا في المسار الصحيح والسليم ولما كنا نضحي على الذي لا تضحية فيه ولا يستحق التضحية ولما كنا تحملنا الذي هو ليس منا ولنا الا أننا جعلناه منا وتحملنا مسؤوليته بدل من صاحب المسؤولية الأصلي.

لا بد من طريقة تفكيرنا تتغير ولا بد من فرز ما لنا وما ليس لنا يتتضح الحقوق والواجبات ويأخذ كل ذي حق حقه بيده وبعقل حكيم وراجح ورزين،ان المناسب الذي بغير مكان بخطأ منا ومن أسباب أخرى تتفرق وتختلف ..اذن المناسب الذي بغير مكان له أن يعود الى مكانه وهذا وارد والمفروض متى تحرك الشخص المناسب وطلب بالمناسب له وبالانتقال الى مكانه كما يجب أن يكون، ان التغيير يبدأ منا لينتقل اليهم.

فيديو مقال المناسب بغير مكان

أضف تعليقك هنا