حماس السند الذي لا تستند عليه إيران في مواجهة أمريكا

بقلم: أسامة قدوس

استيقظ العالم أجمع صبيحة الجمعة على الخبر المفاجئ: اغتيال أبو مهدي المهندس نائب رئيس «هيئة الحشد» ، وقائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليمان، وذلك أثناء قصفٍ جوّي استهدف الموكب الذي كان فيه.

حركة حماس وإيران

ونظرا للتقارب الأخير الحاصل بين حركة حماس وإيران، فإنّ موقف القيادة المركزية بحماس جاء مساندا لإيران التي نُكبت في أحد أفضل رجالاتها في الساحة. في الحقيقة، اعتبرت حركة حماس سليماني شهيدا، وفي ذلك دلالة واضحة على وقوف حماس إلى جانب إيران، حماس التي سارعت لإصدار بيان نعي وتنديد لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية الطائشة في المنطقة.

تصريحات قيادات حماس الكبرى

ورغم هذا التقارب والتحالف المبني على قاعدة “العدوّ المشترك” أي إسرائيل، فإنّه، وبناء على تصريحات قيادات حماس الكبرى، من المستبعد للغاية تدخّل حماس في الصراع الأمريكي الإيراني، وحجّتها في ذلك انكبابها على مشاغل وطنها والذود عن حياض بلدها أمام عدوّ متيقّظ وجاهز بدوره للمواجهة، هذا السبب يبدو منطقيا ووجيها، يُضاف إليه سبب أكثر وجاهة يتمثل في عجز حركة حماس عن الدخول في معركة مثيلة، هي ليست جاهزة لها ولن تعود منها بشيء سوى مزيد من الأثقال السياسية والعسكريّة.

وأثناء معركة التصريحات والحرب النفسية أفاد السيناتور جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي أنّه و”بالنيابة عن كل جندي وجندية أمريكية قتلوا أو جرحوا بسبب عبوة ناسفة أو صواريخ قدمتهم إيران إلى العراق أقول، لقد اتخذت العدالة مجراها اليوم”.

موقف إيران من أمريكا

من غير المتوقع طبعا أن تكفّ إيران لسانها أمام تطاول أمريكا سواء في التصريحات أو في أرض الواقع،  وهذا الذي دفع شعبها للخروج في مظاهرات شعبية في طهران عقب صلاة الجمعة، بعد دعوات على صفحات المواقع الاجتماعية.. ودفع الحكومة من ناحية أخرى لإيعاد أمريكا بالانتقام من مقتل سليماني على لسان آية الله خامنئي الذي ردّ مباشرة على التلفزيون الإيراني متوعدًا الولايات المتحدة بالانتقام، قائلًا: «على الأعداء أن يعلموا أن جهاد المقاومة سيستمر الآن بدوافعٍ مضاعفة، وأن هناك فوزًا ينتظر المقاتلين على الجانب الآخر من تلك الحرب المقدسة».

من السهل القول إذن، أمام تعقيد المعركة الإيرانية الأمريكية وخطورتها، أنّ حركة حماس ستسعى جاهدا لتجنب الدخول في دائرة الدعم المادي المسلح لإيران في معركتها القادمة، هذا طبعا إذا افترضنا أنّ تصريحات القيادات الإيرانية وعيد يتبعه تنفيذ، لا إنذار يلحقه الريح.

 

بقلم: أسامة قدوس

أضف تعليقك هنا