دعوات داخل حماس لتجنب الفرقعات الإعلامية

بقلم: أسامة قدوس

يبدو أن التوتر المتصاعد كل يوم بين واشنطن وطهران لن يمر هذه المرة في سلام , فبعد معركة التصريحات الإعلامية الخشنة التي عقبت انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي المبرم في مدينة لوزان بسويسرا السنة الماضية, بدأنا الآن نشهد تحركات ميدانية من الطرفين تنبئ باقتراب موعد المواجهة المباشرة.

ماذا بعد إعلان أمريكا مقتل سليماني؟

بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية صباح الجمعة مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في بغداد , توعدت طهران بإنهاء التواجد الأمريكي في المنطقة نهائيا ما جعل العديد من الأطراف الدولية تتدخل لتهدئة الأوضاع و ضمان عدم انزلاق المنطقة لحرب شاملة واسعة النطاق ستضرب فيها مصالح الجميع بمن فيهم ايران.

العملية الأمريكية لاقت استنكارا وسعا لدى الفصائل المقاومة داخل فلسطين و التي تربطها  علاقة خاصة بسليماني مهندس العلاقات بين طهران وحلفائها بالمنطقة  , ما دفعها للمسارعة في نشر بيانات تعرب فيها عن اسفها لفقد رجل ايران القوي و مساندتها المطلقة لنظام الملالي في خطواته التصعيدية للرد على العدوان الامريكي.

حماس تعيش أزمة مالية

حماس و التي تعيش ازمة مالية خانقة دفعت رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية للقيام بجولة خارجية يراهن عليها رجال الحركة لحل الملفات العالقة مع الحلفاء بالمنطقة من اجل زيادة الدعم و تطويرها , اعربت في بيان شديد اللهجة عن رفضها لعربدة امريكا بالمنطقة واصفة تحركات واشنطن بالمشبوهة و الساعية لتوتير المنطقة و اشعال فتيل حرب ضروس .

الفرقعات الإعلامية

الاخبار التي تصلنا من اروقة المكتب الداخلي لحماس تتحدث عن بعض التململ داخل حماس , فرغم الاجماع على عظم المصاب الا ان بعض الاصوات داخل حماس ترى انه من سوء التقدير الدخول في حرب تصريحات قد تضر الحركة على المدى الطويل , ففي ظل التغييرات في موازين القوى بالمنطقة كان الاولى بالحركة النأي بنفسها عن مثل هذه الفرقعات الاعلامية التي قد تكلف الحركة غاليا.

يبدو ان حماس قد تعلمت الدرس من تجربة ما بعد 2011 , فدخولها في موجة المد الثوري الذي شهدته المنطقة من خلال تصريحات قيادييها كادت ان تكلف الحركة خسارة فادحة بعد ان شهدت علاقتها مع حليفها الاول ايران حالة جفاء شحت اثرها موارد حماس بشكل ملحوظ قبل ان تعود لسالف عهدها بعد فترة قصيرة

بقلم: أسامة قدوس

أضف تعليقك هنا