رأفةً بأرواحنا

على صفير سيارات الإسعاف نصحو، على صراخ أمهاتٍ نُمسي، بين أشلاءٍ هنا وأوجاع هناك، تُرسم لوحاتٌ حزينة لم تعطنا درسًا بعد. هي قصصُ حوادث السير التي نشهدها يوميًا، والتي تجاوزت حدود المعقول، حوادثٌ رحلت وبرفقتها أرواح الكثيرين. هي حكاياتٌ كتبوها ومازالو كل يوم بدمائهم، حكاياتٌ لم تترك مكان لنهاياتٍ سعيدة، حكاياتٌ انتهت ومازالت وستنتهي بموت محتم.

ما هي أسباب حوادث السير؟

بين شارعٍ وآخر، بين مدينةٍ وأخرى، حادثُ سيرٍ هنا وآخرٌ هناك.هي حقيقة لا بد منها.

  • السرعة

أحيانًا تقصير الدول في البنى التحتية وخاصة في البلدان النامية إلا أنه ومن المبالغ فيه دائمًا وضع اللوم على عاتق الدول فقط. فالسرعة هي السبب الأول والأكبر لمعظم حوادث السير.

  • قلة الوعي وعدم إدراك مخاطر القيادة

قلة الوعي وعدم إدراك مخاطر القيادة، إهمال الأهل ورمي أطفالهم بإيديهم إلى التهلكة، فكيف يمكن للأطفال القيادة دون وعي أو رشد. ما ذنب تلك الأرواح التي أخذ بها القدر لتكون ضحية أطفالٍ أردوا إنهاء حياتهم فقط ليتابهوا بالسرعة والقيادة أمام أصدقائهم.

ربما تعددت الأسباب والحوادث واحدة

ربما تعددت الأسباب والحوادث واحدة، إلا أن قيادة الأطفال التي تعتبر جريمة مروعة بحق الأطفال عينهم وبحق البشرية العامل الأول والأهم بحيث تكون خسائره فادحة. خسائرٌ بشرية، نفسية ” في حال تسبب الحادث بمقتل أحدهم ” فيعيش الطفل السائق ” عقدة ” الشعور بالذنب التي ترافقه إلى الأبد، وخسائر أخرى لا يحمد عقباها.

القيادة ليست حرية شخصية بل هي مسؤولية ووعي

هي ليست بحريةٍ شخصية، فالقيادة مسؤولية ووعي، القيادة أمل وألم، أملٌ في الوصول وألمٌ يفقدنا أرواح بريئة كانت ومازالت ضحية التسابق مع الوقت. ضحيةُ سرعةٍ غير مسؤولة تدعمها شوراع غير مجهزة وسلطات غير مسؤولة.

عواملٌ كثيرة أهمها السرعة، الإهمال وغياب الوعي المروري أودت ومازالت بحياة المئات. عواملٌ نتستطيع تجنبها بقليلٍ من الوعي والحفاظ على أرواحنا وصحتنا الجسدية. فكم من حادث سيرٍ لم يقتل، ولكنه أودى بحياة كُثر إلى الجحيم.

هي مشاهدٌ تمرُ أمامنا كل ساعة وكل يوم، مشاهدٌ تمرُ لتسلب معها أرواحٌ دون ذنب، مشاهد يمكننا محوها بقليل من الوعي والمسؤولية. فلتكن حوادث السير ” حدث في الماضي ” رحمتًا بأنفسنا وبأمهاتنا.رأ

فيديو مقال رأفةً بأرواحنا

أضف تعليقك هنا