صَفَاءٌ منَ الجنة _#قصة

القصة عبارة عن حلم ليس إلّا، مشاعر الشاب تبلورت كحلم في المنام

يحكى أنه في عهد الدولة السعدية  قد أسست أكبر مدرسة تدعى الزهروانية بمدينة فاس وقد تميزت بتخرج أكبر العلماء والأطباء والمهندسين، في أحد صفوفها الأولى اشتهرت إحدى العالمات اللواتي عرفن بخبرتها في المحاسبة والتدبير التجاري تدعى صفاء، في مرحلة الصبى والطفولة وخلال بداية المشوار العلمي عرفت صفاء بنباهتها الفائقة حتى ذاع صيتها بين صفوف المدارس الأخرى، كانت فائقة الجمال أنيقة اللباس والمظهر حكيمة النظرة والتأمل، سهل ابن أحد المهندسين الذين عرفوا بمهارة الهندسة هو الأخر كان فطنا وذكيا وكان يدرس رفقة صفاء ،سهل وقع منذ الوهلة الأولى في حب صفاء أو صفية أو صفصف كما ذكر أنه كان يناديها خلسة بذلك.

صفاء كانت متفوقة في دراستها وكان سهل يحاول أن يكون متقارباً منها

المرحلة الأساسية من التعليم في المملكة المغربية كانت مميزة في حياة الصبيين صفاء كانت متفوقة في دراستها وكان سهل يعمل دوما على أن يكون متقاربا منها ومتفوقا حين أخر، في زمان الصبا وحين كان الجميع يلهو ويلعب كانت حياة سهل وصفاء مختلفين إلى نوع ما بحيث كانت فترة الاستراحة الممنوحة للمتعلمين تخلو عندهم من تلك الأمور السائدة عند باقي الأطفال إنما كانت فترة للتأمل والأسئلة المرتبطة بالفلسفة كمنطق أو بين تلك التي تكون فيها المصارحة العلمية بدل المصارحة العاطفية.

سهل وقع في غرام الفتاة ولم يفصح عن حبه لها

سهل وقع في غرام الفتاة ولم يفصح عن حبه لها بحكم أنها ليست فترة يمكن لواحد منهما أن يقول أنه حب إلا أنه كان مدركا لذلك الشعور الغريب الذي يكنه لها، هي الأخرى كانت لا تكترث لأي شيء سوى للدراسة والعلم كان لباسها يوحي لشيء تاريخي محض ففي زمن ظهرت الملابس الحديثة لدى الشباب خصوصا مع بداية الهجمة الفرنسية بثقافتها الحداثية إلا أن صفاء كانت متشبثة بلباسها الخاص رغم أنها لا تضع على رأسها وشاحاً أو شيء كهذا.

تابعت صفاء دراستها في الجامعة العليا للاقتصاد في باريس

اختتم المسار التعليمي في المغرب ومع دخول الاستعمار الفرنسي لهذا الاخير فتحت الفرصة لها للرحيل إلى فرنسا لمواصلة المسير في رغبتها…الوجهة نحو الجامعة العليا للاقتصاد بباريس دشنت مسارها العلمي بتفوق متواصل ، باريس الحداثة آن ذاك بمفهوم الحداثة الغربي والجامعة العليا للاقتصاد بتفتحها الكبير لم تغير في صفاء أي شيء ظلت كما هي متشبثة بواقعها وأفكارها.

لحقها سهل ليدرس العلوم والقانون

سيلتحق سهل بعد تخلف سنة واحدة في الدراسة لأسباب صحية إلى فرنسا وتحديدا مونوبوليه لدراسة القانون والعلوم السياسية مساوئ الحياة بالنسبة لسهل أن يعرف وجد صفاء بفرنسا غير أنه كان يتابع دراسته بمدينة مونوبوليه لم تمضي سنة حتى انتقل إلى باريس وهناك علم بوجد صفاء بالمدرسة العليا للتجارة لقد حاول جاهدا التقرب منها فقد مضت قرابة 13 سنة لم يلتقي بها لقد كان الحظ معاكسا لكل أحلامه لم يكن يبعد مقر دراستها سوى ما يقارب عشر دقائق لقد تحطمت معنوية سهل خصوصا بعد تشبثه الكبير بصَفَاءْ ، قد تحول في فكره مفهوم الزمن إذ كان يقول ثلاثة عشرة سنة لا تناهز إلا عشر دقائق من الزمن ، سهل الدارس في شبعة القانون والعلوم السياسية تخصص العلوم السياسية و الاستراتيجيات لم يقوى على وضع أي خطة للقاء صفاء.

توقفت الدراسة بسبب تدمير جزء كبير من الجامعة بس الحرب

الوقت يسير بنا إلى أسوء المراحل الحرب العالمية الأولى قد انتهت بانتصار فرنسا المنتمية لدول الحلفاء الحرب العالمية الثانية كما عرفت تدق طبولها لبداية من جديد توقفت الدراسة بسبب تدمير جزء كبير من الجامعة وجزء هام من المدرسة العليا للتجارة بباريس.

كانت العلوم او الدراسة وسيلة لجذب أطراف الحديث

نحن الأن في وجهة إلى لوزان أحد مدن سويسرا وهي الدولة التي كانت موقف الحياد الحافلة التي تمضي بنا من شرق فرنسا إلى الحدود السويسرية حافلة خاصة تقيل حوالي 35 شخصا كانت الراكبة بجانب سهل صفاء وهذه المرة سيكون الحديث خاصا رغم وجود دمار وقنابل تلعلع في السماء هناك جو علمي وعاطفي من جهة كانت العلوم او الدراسة وسيلة لجذب أطراف الحديث ومن جهة ثانية لم يكن عرب سواهما في الحافلة وهو ما جعله يجد راحة واسعة في كلامه لها رغم خجله الشديد منها..لقد توقف لحظة وأخد نفسا عميقا وتحدث لها بصوت وازن البحة.

ماهو الحوار الذي دار بين سهل وصفاء؟

  • سهل :صفاء قد مضى وقت طويل لم نلتقي.
  • صفاء: لقاء الصفاء يجب أن يكون طالب اللقاء طاهر فالصفاء من الجنة وهي كالصلاة ولا يؤتى للصلاة إلا المتطهرين وها انت تأتي ولك أن تفهم طهارة قلبك كم هي كبيرة .
  • نظر لها نظرة توحي بخجل وقال…
  • سهل : 13 سنة من حب انفرادي كسجن مؤبد لقد تَوَلَدَ في داخلي حب خاص بك تعلق شديد بذكراك ولع كبير بلقاك، 13 سنة لم تكلف نفسك حتى الإطالة في النظر خلال اللقاءات العابرة بينا…

نظر لها و وجد وجهها قد احمر خجلا وقالت بصوت هامس…

  • صفاء: 13 سنة من حب متبادل لكنك لم تقترب وأنا فتاة وليست الفتاة من تطلب الحب إنما الرجال هم طالبوه…

قم يا سهل قد حان وقت المدرسة هكذا كانت أم سهل تناديه.

فيديو مقال صَفَاءٌ مٍنَ الجنة

 

أضف تعليقك هنا

ياسر ملكاوي

ياسر ملكاوي