عدن: أعجزتِ أن تكوني مثل هذا الغراب!؟

بينما طلاب العالم أجمع يدرسون في مدارسهم بأي حالٍ كانت: سواء راقية أو من قصب وتحت شجر، عدن تخرج اليوم بعزلة ينفذها موساد خطير جداً متصف بـ الجهل المركب لأكثر من شهر و مدراس عدن تعيش إضراباً مفتوحاً عن فتح أبوابها أمام الطلاب.

الفارق الثقافي بين صنعاء و عدن المحررة:

عندما نتكلم عن سياسة شعوب وثقافة أمة “أقرأ” لا نحتاج أن نسبح بعيداً، فبالمقارنة بين مدينتين يمنيتين صنعاء و عدن ندرك معنى الفارق الثقافي الكبير للأسف الشديد، بين صنعاء المحتلة التي لا يمكن أن تغلق مدارسها أبداً في وجوه الطلاب حتى في العطل الصيفية الطويلة؛ لأن ثقافة الشعب هناك تنظر للتعليم كجزء أساسي من كيانهم الخاص، بغض النظر عن ظروف البلد و سياسة الدولة حتى وأن ربطوا على بطونهم أحجاراً. على العكس في عدن التعليم هو كبش الفداء ووسيلة للضغط السياسي الفاشل، يقوده موساد خطير ويتبعه الجهلاء من الناس والقطيع بعد أن كانت عدن رمزاً للثقافة العربية في الزمن الجميل.

عدن: أعجزتِ أن تكوني مثل هذا الغراب؟!

بالأمس كنت ألعب مع صغيرتي في حوش المنزل عندما بدأت مجاميع الغربان تتكاثر في الجوار مصدرة أصواتاً مزعجة، فخرجت مع صغيرتي نستكشف حقيقة أمر الغربان التي تموج في الجو، فرأيت كلباً يلعب بجيفة غراب ميت سبق على موته أسبوعاً تقريباً، هنا أيقنت يقيناً تاماً عن الحكمة الإلهية عندما وصف لنا قصة هابيل و قابيل و كيف الأخير قتل أخيه:” أعجزتُ أن أكون مثل هذا الغراب”. الحيوانات لا ترضى على نفسها حتى و إن كان بعضها ميت و جيفة نتنه فهم يتوحدون يتجمهرون  في حفظ الحقوق الخاصة والعامة على مبدأ ويقين توقيفي لا أحد يمكن يتجاوزه، كم أنت عظيمه يا أقذر الحيوانات.

اللهم عافِ نعجتي فإن لعدن ربٌ يعافيها:

أنزعجت كثيراً عندما سمعت أن إحدى نعاجي أصابها المرض، و أنها أصبحت لا تأكل جيداً، أصبحت أدعي لها في صلاتي أن تتعافى، فـ بالرغم من أن الوضع في عدن كارثي جداً، لا يمكن يحول بيني وبين الاهتمام بحيواناتي وأشجاري أو إرساء النظام في أسرتي وسط التخبط التي تعيشه عدن بعد التحرر 2015م…
كنت قريب من منتصف ليلة أمس وسط عدن أستقل دباب تاكسي يوصلني إلى سيارتي ومعي بضاعة، فإذا بأصوات طلقات نار بالجوار والناس تتجمع و تذهب إلى الأزغاط و الطلقات بأسلحة عادية و فوق العادية كالرشاش و الدشكة مازلت تدوي في مشهد قتالي و أحتدام حقيقي، توقف صاحب التاكسي تماماً رغم طلبي منه مواصلة الطريق ويقول لي: ” يـ أخي الوضع مخنث فين نروح..”. و بعد دقيقتين تطلع إلى السماء الألعاب النارية ليتضح لجميع المساكين أنه موكب عرس زواج مر بوسط المدينة وحسب.

الوضع رمّة في عدن:

على جميع الأصعدة: التربوي والثقافي، السياسي والعسكري، الاقتصادي والاجتماعي، الوضع لا يبشر بخير البته؛ عدن حُبلى بموساد لن تشهد لولادته مثيلاً عجب أن تصير اليمن واحدة ممن تتربع قائمة الدول الأخطر والأكثر هشاشة في العالم، عندما تتكلم عن قطيع من الغنم السوداء كل له عبائته الخاصة التي يخدع ويتاجر بها في الوطن والمواطن، الوضع رمه بجد.. والتعليم والمساكين هم كباش الفداء فقط.

فيديو مقال عدن: أعجزتِ أن تكوني مثل هذا الغراب!؟

https://youtu.be/qji9oZnCYXo

أضف تعليقك هنا