عد إلى رشدك

رغم كبرنا سننا ووصولنا إلى سن الرشد وأصبحنا أكثر عقل ووعي وادراك وأصحاب مسؤولية وتحمل للواجب والمطالبة للحق بسلمية وعقلانية إلا أن البعد مازال عقله متأخرا ورائه ولم يصل لسنه بعد والطيش والتهور مسيطر عليه ومقصر في تحمل المسورلية والقيام بالواجب وحتى أنه لا يتمكن وغير قادر بمطالبة حقك كأي إنسان لقلة ادراكه وتمييزه للأمور وأعطاء الأهمية للمهم والضروري.

فمثل هؤلاء البشر يعيبهم كذا سبب أو الذي أدى لكبر حجمهم وصغر عقلهم أمور كثيرة وعديدة له يدا فيها وليس له يدا فالذي له يدا فيها هذا ما سيتم ذكره والتطرق اليه لأنه مهم ولا بد من الالتفات لهذا الأمر بأهمية وتركيز شديد وقوي.

الرشد وعلاقة بالسن

ان الرشد له علاقة بالسن وليس له علاقة بالسن ..حيث المفروض وما هو معروف لدينا وفي القانون سن 18 سنة هو سن الرشد أقل من هذا السن الشخص ليس راشد ويعتبرونه طفل مع أن سنة الذي في حدود 17 سنة أو 16 سنة أو 15 ليست بطفولة وبالأخص في عصرنا وهذا وزمننا هذا فمهما يعمل الشخص في السن الأقل من السن القانوني لا يتم محاكمته كراشد مع أن أصحاب سن 17 و16 و15 وحتى أقل يدركون لأمورة كثيرة قد لا يدركها الذي يكبرهم بعدة سنوات ويقومون بأفعال وأعمال وتصرفات وحتى جرائم لا تمثلهم كأطفال ولا يوجد فيها براءة الطفولة نهائيا لأن المحيط الذي هم فيه جعلهم كبار في العقل قبل السن وجعل منهم شبان وهم أطفال ففعلا الظروف تعلم الكثير وتكبرنا قبل حلول السن محله.

الطفولة والرشد

ان الطفولة أصبحت تقسم الى قسمين طفولة حقيقة وطفولة بالتسمية فقط اذ أن الطفولة الثانية أصحابها قد تركوا أو جعلوهم يتركو طفولتهم مبكرا والتحقوا بتحمل المسؤولية والقيام بالواجب وبعمل الكبار وهم أطفال فلم يعودوا أطفال بكل ما يقومون به وما يفكرون فيه فتفكيره قد تعدى لعبهم بالألعاب والرمل والتراب .. فهناك أباء قد علموا أولادهم ما لم يحن تعليمه بعد وجعلوا منهم كبار وهم صغار وهذا جيد وغير جيد ..جيد من ناحية أنهم يجعلونهم أكثر وعي وجاهزين وناجحين في الحياة بتحمل المسؤولية المبكرة وادراكهم المبكر.. ومن ناحية هذا انتهاك لطفولتهم التي قد دفنت بلا حق وعاشوا عمرهم الثاني قد حلوله فهم كبروا قبل الكبر.

الكبار بعقل الصغار

وفي المقابل هناك كبار أو شبان يعجزون عن القيام بربع ما يقوم به مثل هولاء الأطفال الذين هم بسن الطفوله كسن والعقل والتفكير في العهد الثاني ..فهم في الرشد قبل الرشد والذين هم في الرشد تحت الرشد ولم يودون بكل الطرق والمحاولات من الغير العودة الى رشدهم ليتمكنون من العيش الطبيعي المفروض ويكونوا أفراد في أماكنهم المخصصة لهم الا أن أمور أخرى كالطيش والجري وراء المتعة واللهو جعل منهم لا يتمكنون من تسيير الأمور والحصول على لقب رجال حقيقة.

هم في غفلة نائمين ولا يودون الاستيقاظ الى على جرس هواهم الذي جعل بعقولهم وتفكيرهم في الزمن السابق والجسد في الزمن الحالي ..فلا مال قد بقي وزاد في جيوبهم ولا اهتمام باللازم قد شهد عليهم ولا حقوق حصلوها ولا التزامات قاموا بها ولا أي شيء يدل أنهم راشدين فعلا ولا عمل أثبت بأنهم في الرشد حاضرين ..فهم يلعبون لعب الكبار بعقل الصغار مع اختفاء براءة الأطفال وللعب هذا سكرة لم تدعهم يعودون الى رشدهم بعد.

الطفل قد أصبح راشد

عد الى رشدك ما دمت راشد فالذي هو طفل قد أصبح راشد فالحياة الصعبة والزمن القاسي والليالي الموحشة والعباد المتوحشة والفقر القاتل والحروب الملتهبة والنيران المشتعلة والظلم الحاصل والدمار المدمر والمعاناة المبكية والهم والغم الموجع قد تسرب من الأباء الكبار الى الأبناء الاطفال فرمى طفولتهم جانبا وصنع منهم رجالا وراشدون قبل الأوان .. هذا هو الحال عند هذا وذاك وهذا الطفل الراشد قدوة والراشد الطفل عبرة.

مع أن هناك أمور كثيرة وظروف عديمة ومصائب متراكمة قد أهلكتنا وأرهقتنا جميعا ومع ذلك هناك من هو للرشد لم يعود ليواجه كل تلك الأمور والظروف والمصائب ..فعد الى رشدك لتسير حياتك على السلم الصحيح لتنعم بها ولتحقق أمنية وحلم وتترك بصمة تصنع من خلالها أجيال وعقول راشدة بعودتك الى رشدك الأن أيها الراشد بلا رشد.

فيديو مقال عد إلى رشدك

أضف تعليقك هنا