فراقهم خير وجنة

إن الواحد منا لا بد أن يختار الأشخاص الذين يكونون ضمن حياته بعناية شديدة وحتى أنه يحدث أحيانا رغم التدقيق في الاختيار وانتقاء الأفضل بعدها بفترة نفاجأ بأشخاض أفضلهم سوء وأسوأ فهنا نقع في حيرة من أمرنا ان كنا نقرر ونتخذ اجراء الرحيل ان كنا نحن ضمن حياتهم أو قرار طردهم وفتح الباب لهم ليخرجوا من حياتنا ونغلق بعدها الأبواب في وجوههم دون فتحه ثانية ..من أجل كل هذا قد نختار صح ويكون اختيارنا صحيح دوما وقد نختار صح ويتضح مستقبلا أنه قرار ليس بالصحيح بتاتا فالنفوس كما نعرف ليست على قثواب فهي تتغير وتؤثر فيها التغيرات والتطورات التي تطرأ على العالم وأصحابه.

إن فراق البعض يقتلنا وفراق البعض الآخر يريحنا

ان فراق البعض يقتلنا وفراق البعض الأخر يريحنا من شدة ما أوجعونا وأتعبونا وجعلونا نشاهد النجوم بالنهار فتواجدنا بحياتهم أو تواجدهم بحياتنا لم يكن بالقرار الصائب أو خطأ في الاختيار أو نصيب قد أوقعنا بلا اختيار منا ولا قرار منا في علاقة ورابط وروابط مع هؤلاء.

خسرنا الكثير من البشر ومن الأحباب والناس الجيدة بسببهم

فراق البعض خير وجنة لأننا قد حظينا براحة عظيمة وطمأنينة وأعصابنا لم تعد مشدودة طوال الوقت بسببهم ولا نحن في حيرة من أمرنا ونسمع ونسمع ونسمع منهم ما جعل حياتنا غير متزنة وحتى أننا خسرنا الكثير من البشر ومن الأحباب والناس الجيدة بسببهم ..فرحيل هؤلاء لن يترك أثرا ولا يجعلنا نتوجع ولا نتألم ولا نندم يوما أننا قررنا أو أخرجناهم من حياتنا أو بالصوت العالي طلبنا منهم الرحيل كأمر منا لا نقاش ولا جدال فيه ووجب تطبيقه في الحال.

من قرر بصرامة وجدية لن يندم يوما

من قرر بصرامة وجدية لن يندم يوما ومن قرر بصرامة وجدية لا يتأثر بشيء بعدها .. ومن قرر بضمير حي لن يبكي على مخلفات القرار ونتائجة بالعكس يكون جد راضي وقنوع ومقتنع بكل ما حصل وكان وجاء لذا لا بد منا دوما في جميع أمورات الحياة أن نقرر بشكل سليم وصحيح لكي لا نقع في قبضة الندم القاتل الموجع جدا ولا نكون ضحايا الحزن الشديد لأن قرارنا كان بعيدا كل البعد عن التردد والتوتر والتسرع والتهور والفوضى والعواطف فالعقل لا سواه كان في جلسة هدوء تام خرجنا من خلاله بقرار يجعلنا سعداء وفخورون بأننا قد سرنا في هذه الخطوة مبكرا وان كان متأخرا الأهم أننا اتخذنا القرار الصحيح الذي يخدمنا بالدرجة الأولى وهذا ما نبحث عنه دوما.

من قرر وبقي يبكي على القرار الذي اتخذه فانه سيعود ويتخلى عن قراره

من قرر وبقي يبكي على القرار الذي اتخذه فانه سيعود دوما ويتخلى عن قراره ويترجى من فارقهم وفارقوه بسبب ذلك القرار الملعون الذي هو في حقيقته سليم وصائب جدا وبشدة الا أن العواطف والمشاعر والقلب الحنون المحب قد تأثر كثيرا بسبب ذلك الفراق ويعيش بجحيم وشر عكس ما يفترض أن يكون فراقهم جنة وخير ..هنا المقرر في هذه الحالة دون شعور منه يرى نفسه يفتح ليس بباب وانما أبواب عديدة ليمكن ويتيح لمن طردهم من حياته أن يعودوا من جديد ولكن عودتهم هذه المرة ليس كالسابق فسيكونوا هم الأساس وهو تابع للأساس فيفرضوا سيطرتهم ووجودهم بدرجات عن الأول وهذا لن يخدم صاحبها نهائيا.

اتخذنا القرار نكمل في تنفيذه وتطبيقه مهما كان الأمر

وانما يزيد من الحال الذي كان يعيشه في الأول وتصعب حياته ولن يكون سعيدا معهم بعد العودة مطلقا فالجحيم الحقيقي يظهر في هذه الأثناء لا عند الفراق ..وهذا النوع من الاجراء يتعب ويرهق المرء كثيرا فمن قرر بعد طول تفكير وبعد عدة مسامحات وتنازلات فليدع قراره في محله يقوم باللازم ويؤدي واجبه وما المفروض عليه ويبتعد كل البعد عن مجرد التفكير في العدول عن هذا القرار أو تقرير غيره بالعكس تماما فكما تحمسنا وبكل قوة وشجاعة وعن قناعة ورضا اتخذنا القرار نكمل في تنفيذه وتطبيقه مهما كان الأمر ومهما تألمت المشاعر وتدهور حالها فمن غيرها المشاعر وعواطفنا الدافئة البريئة جعلنا نعاني ونعاني مع أناس لا يقدرون ولا يحترمون مثل هذه المشاعر.

إن فراق الأشخاص المتعبة التي جعلنا بالوراء لم تجعلنا نتقدم

ان فراق الأشخاص المتعبة التي جعلنا بالوراء لم تجعلنا نتقدم ولم تقدم لنا سوى الحزن والتعب والمعاناة فراقهم خير وجنة والبعد عنهم أحسن قرار قد يتخذ الا أن هناك أشخاص رغم ما نحن نعاني معهم الا أننا لا نستطيع التخلي عنهم لأنهم هم منا ونحن منهم كالأباء والاخوة فصلة الدم والقرابة تلزمنا وتشدد علينا تحملهم حتى تلهمنا الصبر وقوة التحمل وتسير الحياة نعم مع تعب وارهاق شديد الا أنها تسير اضطرارا في غالب الوقت.

فيديو مقال فراقهم خير وجنة

أضف تعليقك هنا