فساد وظلم سياسيّي لبنان يبلغ الحضيض!

تصادفنا ذكرى الميلاد المجيد مع حلول عامٍ ميلادي جديد، في وقتٍ طغى فيه الحرمان وضرب الفقر وعمّ الجوع ربوعَ العالم هنا وهناك. شعوبٌ مقهورةٌ مغلوبٌ على أمرها، ما عرفت الحياة إلا بلونٍ واحد، لونٍ رماديٍّ شاحب، كأنّما لوحةٌ رسمَتها ريشةٌ سوداء لرسّام شهير، فلا مجال للنّقد او التّغيير.

واقعٌ مأساويٌّ مرير

واقعٌ مأساويٌّ مرير، قرونٌ من الفساد المُمنهج، عُهودٌ من القمع المٌفرط والظّلم المُستبد إلى أن أتت السِّنين العِجاف لتُيقِظ الشُّعوب من سُباتٍ عميق إلى انتفاضةٍ في وجه الطّغيان وأربابه.

هذا وشاءت الأقدار أن رست سفينة الظّلم والمأساة في وطني المتعطّش للسّلام، التّائق للحريّة والمتلهّف شعبه لبصيص أملٍ لحقّه في الحياة. فسادٌ مستشرٍ في السّلطة من أعلى الهرم إلى أسفله، على كلِّ المستويات وفي كلِّ المجالات. آفّةٌ أنهكت المجتمع بكلّ فئاته وأديانه وحتى إنتماءاته، لتكون شرارةً لإشعال ثورةٍ كانت حتميّةً رغم طول انتظارها.

في وقتٍ يُصارع فيه الأهل والخلاّن والأحبّة في سبيل لقمة العيش، في وقتٍ يتوسّل فيه المواطن للسّياسييّن وأصحاب القرار، الطّغاة القابعين لعقود على عروشيهم، متسوّلاً أبسط متطلّبات الحياة لا أكثر، في وقتٍ يدُوس فيه المسؤولون لا مُبالون على كرامة الإنسان، على أرواح أُناسٍ لا حول لهم ولا قوّة، وفي وقتٍ يُحرَم فيه الطّفل من حقّ الإستشفاء والطّبابة، من الحقّ في الوجود، ليموت على أبواب المستشفيات، في وقت سادت فيه شريعة الغاب، أحمد الله لوجودي في بلدٍ يحسبُه الأولياء على وطني عدُوّاً لدوداً وشيطاناً أكبر. أحمد الله أن رَحِمني (وللأسف) بغير أبناء جلدتي من حولي من لديهم من العطف والرّأفة والإنسانيّة ما يفوق مثيلها إن وُجدت لدى كلّ مسؤوليينا ورؤسائنا وزعمائنا ووُلاة الأمر في وطني المتعثّر الأليم لبنان.

غُيِّب الضّمير وفُقِدت الإنسانيّة

ثلاثون عاماً مضت ومسلسل الإرث السياسيّ قائمٌ بإخراج مُتقنٍ من زعماء لميليشياتٍ قادوا حينها حرباً أهليّةً ضاريةً، أبادت الوطن وشرّدت أبناءه في كلّ أصقاع العالم. غُيِّب الضّمير وفُقِدت الإنسانيّة، لتُبنى من بعدها منظومةُ فسادٍ تقوم على نهبٍ مُقوننٍ للمال العام، تمتهنُ فنّ الإفقار والتّجويع وتتجاهل وتزدري ببربريتها حقوق الإنسان. أين أنتِ يا شِرعة حقوق الإنسان من وطنٍي الجريحٍ الأنينٍ إذ ينزف فيه الإنسان كرامةً وعزّة نفسٍ في اليوم ألف مَرّة؟

حَمى الله موطني

حَمى الله موطني وأحبّتي فيه من كلّ طاغيةٍ ظالمٍ مُستكبرٍ مغتصبٍ للسّلطة حاكمٍ بالعُبوديّة. عساها ذكرى الميلاد المجيد تكون بداية النّهاية لعصر القهر والاستبداد، لتعُمّ العالمَ عدالةٌ في الأمن والسّلام، في العيش وكرامة الإنسان.

قد يطول الألمٌ ويُمهَلُ الطّغاةُ والظُلاّم، ولكن لا بُدّ للّيل أن ينجلي ولا بُدّ للقيد أن ينكسر. كلنا أملٌ أنّ ساعة الصّفر قد دقّت، وعدالة السّماء قد إقتربت، وهذا أقلّ ما نتمناه لأطفالٍ أبرياء، قدَرُهم أن جِيء بهم إلى هذا العالم في زمن القهر والذّل، عهد البطش واستباحة الصّلاحيات، عهد الفرعنة، عهد الإقطاع والتّدمير.

فيديو مقال فساد وظلم سياسيّي لبنان يبلغ الحضيض!

 

أضف تعليقك هنا