بقلم: عبد العزيز جميل القطراوي

في الصميم..
أعادت زيارة رئيس المكتب السياسي لحماس لإيران الجدل مرة أخرى حول آلية إدارة حركة حماس لعلاقاتها مع بعض الدول وخصوصا إيران ومصر ويرى أصحاب هذا التوجه أن في ذلك تخلى عن المبادئ في سبيل المصلحة وهذا شرعا غير مقبول ، فإيران كما يرون وعبر اذرعها في المنطقة عليها ما عليها حيث يحملونها ماحدث ويحدث في العراق وأفغانستان من قبل وسوريا واليمن ومصر أيضا ما عليها من وزر ما يحدث في ليبيا وغزة لكن السؤال الذي يطرح نفسه:- هل بالإمكان النظر بشكل موسوعي وموضوعي لهذه العلاقات وتبريرها؟وما علاقة ذلك فيما تعده حماس لمواجهة صفقة القرن؟
يمكن للسطور القادمة أن تجيب على النحو التالي:-

حماس وصفقة القرن 

1. بوصلة الصراع.. حماس تسعى لجعل محورية الصراع هو العدو الصهيوني وتسعى في سبيل ذلك لحشد الأمة حول هذا الهدف بغض النظر عن مذاهبها،فلا عدو لحماس إلا العدو المغتصب للأرض القاتل ألا وهو العدو الصهيوني.
2. مراكمةالقوة… لا يخفى على اي متابع أن حماس وضعت هدفا واضحا تمثل في مراكمة القوة استعدادا لمواجهة العدو المجرم الذي لا يفهم سوى لغة الحراب، وحتى تتمكن حماس وجناحها العسكرى من ذلك طرقت كل الأبواب لجلب الدعم ودون أثمان سياسية وعلى ذلك تسير ولا أدل ذلك الدعم الإيراني الذي كان له بعد الله عزوجل الفضل فيما *وصل إليه الجناح العسكري لحماس والذي يمكن لنا وبكل فخر أن نفتخر أن لنا جيشا بألوية وقوة صاروخية ضاربة ووحدات نخبة بات العدو قبل الصديق يرفع لها القبعة العسكرية ويحسب لها ألف حساب*.
3. خصوصية القضية ..فقضية فلسطين لها خصوصيتها فهي من القضايا محل إجماع الأمة العربية والإسلامية بل يمكن القول أكثر من ذلك بأنها محل إجماع الإنسانية لذلك من الطبيعي وحماس إذ تدرك هذه الخصوصية أن تسعى لنسج علاقاتها مع كل من يقف مع الحق الفلسطيني او حتى يقف على الحياد.
4. فقه الواقع… فطبيعة الجغرافيا والجغرافيا السياسية تحتم على حماس أن تتعامل مع الجميع على قاعدة المصلحة الوطنية بمعنى أنك عندما تعترض على علاقة حماس مع مصر مثلا والتي بحكم الجغرافيا تمثل متنفس القطاع الوحيد للعالم الخارجي انت بذلك كمن يدعو حماس للانتحار وهذا مرفوض…كما أنه في ظل حالة الخذلان العربي ليس من المنطق ان ترفض علاقة حماس مع إيران ما دامت على قاعدة حماية وتدعيم مشروع المقاومة بعيدا عن اي أثمان هنا او هناك،وعلى ذلك حماس تخطو خطواتها.
5. مواجهة صفقة القرن ..فلا يخفى على أحد ان الإدارة الأمريكية ومن دار في فلكها تسعى لتصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمى بصفقة القرن وعلى ذلك تضع حماس في اجندتها علاقاتها وتسخرها لمواجهة هذه الصفقة،فليس من المنطق خلق عداوات وانت في أمس الحاجة لتشكيل جبهة رفض واسعة لصفقة القرن وذلك على طريق إفشالها وقبرها قبل ان تولد.
   خلاصة القول….حماس تجتهد في مواجهة العدو الصهيوني وتنسج علاقتها على اساس المصلحة الوطنية والاحترام المتبادل لمواجهة صفقة القرن ومن يعترض على سلوكها السياسي والعسكري ليتفضل ويقدم لنا البديل أما النقد لمجرد النقد أضحى غير مقبول …مع التحية.

بقلم: عبد العزيز جميل القطراوي