هكذا تكلم “مُلاَّ”

الديانة السيخية: مزيج بين الإسلام والهندوسية 

عتبر الديانة السيخية من الديانات الحديثة و نموذجا للديانات التوفيقية، فقد وفَّق مؤسسها المفكر الهندي Nanak- نانك 1469-1538م بين عناصر مستمدة من الاسلام و أخرى مستقاة من الهندوسية و ذلك لنفوره من النزاعات و التفرقة  القائمة لدى الهندوس و المسلمين.

ينتسب السِّيخيون إلى السيخ

ينتسب السِّيخيون إلى السيخ، وهو مصطلح يعني “العارف” أو “المريد” و قد تم إطلاقه أول مرة على أتباع المعلم Nanak.
ظهرت دعوة مؤسسها في البنجاب (الهند) و مازال أتباعه يرتكزون فيها حيث توجد العاصمة الروحية للسيخ Amristar التي تضم المعهد الذهبي المكان المقدس لدى السيخ، و نجدهم أيضا متوزعين على كثير من العواصم العالمية حيث يبلغ عدد هذه الطائفة الدينية اليوم حدود 25 مليون(1*) من البشر.

المقدس للديانة  السيخية

يعد “ݣرانت صاحب-Granth Sahib” الكتاب المقدس للديانة  السيخية و هو مصدر التشريع عندهم تم تجميعه في عهد الخليفة الرابع للمعلم Nanak “الغورو أرجان ديف”  ما بين 1603-1604م  (حيث كان يطلق السيخ على قائدهم مطلح “الغورو” أو “المعلم” ابتداء من Nanak إلى آخر خليفة  ݣوبند سينغ-Gobind Singh).

يضم “ݣرانت صاحب-Granth Sahib” مجموعة من الترانيم و الاناشيد و التراتيل تقع في 1200 صفحة منها أقوال و حكم و وصف للذات الالهية التي ألفها المعلمون الخمسة الاوائل(نانك،أنجاد،أمار داس،رام داس،أرجان ديف) و بعض إضافات المتصوفة و الشعراء و المصلحين…يستخدم السيخ بعض فقراته ليرددونها بينهم و بين أنفسهم  خلال اليوم و عند النوم…
يشتهر السيخ بلباسهم و وضعهم عمامات كبيرة على رؤوسهم و عدم قص شعرهم و لحيّهم و هذا بسبب التزامهم بالأصول الخمسة فيما يعرف ب”الكفات الخمس”  و التي بدونها لا يعد الفرد سيخيا و هي كالآتي:

الكفات الخمس

1.الكش : عدم قص الشعر الذي ينبت على الجسم أينما نبت،و ذلك من المهد إلى اللحد.
2.الكرا : أن يلبس الرجال سوارا من الحديد في أيديهم.
3.الكنغا : أن يضعوا في شعر رؤوسهم مشطا لترجيل الشعر كي لا تستقر به الحشرات.
4.الكجة : أن يلبس الرجال تبانا(سروالا قصيرا) مثل تبان السباحة فلا يخلعونه أبدا، و ذلك إشارةإلى شرف الرجل المقاتل.
5.الكريان : أن يتمنطقوا بحربة أو بخنجر كي يدفعوا بها عن أنفسه العدو و يستوحوا منها الشجاعة !
و من أهم العناصر المشتركة مع :

الإسلام :

فكرة التوحيد و الاعتراف بإله واحد و إن كان إسم هذا اله غير محدد فهو تارة Ram  و تارة Brahma  و تارة Hari و هي أسماء تعود إلى مصادر هندوسية؛ بيان الذات و الصفات الالهية و تظهر التأثيرات الاسلامية في وجود الكثير من الألفاظ العربية و الفارسية و التركية في الكتاب السيخي “ݣرانت صاحب” : “الله،آدم,حديث،أولياء،رمضان،سجدة،  صوفية، مسجد،مسلم،مكة،وضوء…)

 الهندوسية :

فكرة التخلص أو التحرر، حيث يتم الخلاص عن طريق ما يسمى “البهاكتي-Bahakti” ، تجديد الخليقة في مواسم معينة،و من الهندوسية أخذت العقيدة بتحديد حياة الفرد، ترى أن الشخص حين يموت لا يموت منه إلا جسده أما روحه فهي باقية، ولكنها تلبس جسدا آخر، قد يكون إنسانا أو حيوانا ضئيلا أو حقيرا، و ذلك حسب عمل الشخص قبل موته.

بقلم: المهدي نور

أضف تعليقك هنا