وأهلها مصلحون

يقول الله عز وجل في القران الكريم ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } (هود : 117 }

من يقرأ هذه الأية وعنده اطلاع على الحديث النبوي الشريف عن زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي ﷺ دخل عليها غضبان يقولويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا، وحلق بين أصبعيه السباحة والوسطى فقالت له زينب رضي الله عنها: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟! قالنعم إذا كثر الخبث! يعني إذا كثرت المعاصي عم الهلاك ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إصلاح الفرد 

للوهلة الأولى قد تشعر أن هناك تناقض بين الحديث الصحيح وكلام الله عز وجل لكن في الحقيقة كلاهما صحيح والمقصد الإلهي من كلا الحديث والأية أن يوصل لنا فكرة ويبين لنا سنة من سننه على الأرض وهي الإصلاح إذا اكتفى المسلم المؤمن الفرد الواحد فينا في المجتمع بنفسه فقط أي كان يحافظ على جميع صلواته وقيامه وزكاته والخ من اركان الاسلام فقط دون الإصلاح فهذه مصيبة، مثلا لو اكتفى الأب بنفسه واطعام أولاده وبناته دون توعيتهم وتعليمهم الفروض وأن يجعلهم ذرية صالحة تخدم مجتمعهم بأخلاقهم وتربيتهم وينطبق المثال على الطبقات الأخرى من المجتمع كالدولة والحاكم أو المسوؤل .. فيجب أن يكون الفرد المسلم مطبق للمعادلة ( صالح + مصلح = نجاة الشعوب ومنزلة عليا في الاخرة ) .

والله عز يقول ﴿ ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ ﴾.
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي:  ﴿ ذلك ﴾ الذي قصصنا عليك من أمر الرُّسل لأنَّه ﴿ لم يكن ربك مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ ﴾؛ أَيْ: بذنوبهم ومعاصيهم من قبل أن يأتيهم الرَّسول فينهاهم وهو معنى قوله: ﴿ وأهلها غافلون ﴾؛ أَيْ: لكلِّ عاملٍ بطاعة الله درجات في الثَّواب ثمَّ أوعد المشركين فقال: ﴿ وما ربك بغافل عما يعملون ﴾.

المصلحون

لذلك يجب علينا أن نكون من الغرباء ( المصلحون ) وفي الحديث النبوي الشريف ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) والغرباء هم المصلحون إذا فسد الناس وعمت المعاصي والفتن والافكار الغربية السامة والمضللة والمنتشرة في الفضائيات ومنصات اعلامية في السوشيال ميديا ومواقع اباحية لا تعد ولا تحصى بتمويل غربي وعربي ولا حول ولا قوة إلا بالله التي تضرب بالدين عرض الحائط وتضلل المسلمين والمسلمات عن طريق المستقيم وتغرس في قلوبهم حب الشيطان والشهوات وملذات الدنيا الزائلة.

الصالح المصلح

فالدول الكافرة الغربية تحرص اليوم بواسطة حكام الدول العربية على تغييب دور المسجد بشكل كلي ورقابة على الحلقات تعليم الاطفال حفظ وتجويد القران لكي لا يصنعوهم رجالا يقولون كلمة الحق وأشغلو الناس بمتاعب الدنيا كافة كالزواج وتكاليف البيت وضرائب وفتحو لهم البنوك من أجل تسهيل الحرام كالقروض وغيرها الخ من تكاليف أثقلت كاهل الفرد المسلم في مجتمعاته ودولته .. وعودة انتشار الحركات الماركسية والإشتراكية والليبرالية والعلمانية وحركات الإلحاد والجمعيات النسوية الممولة بدعم من المخابرات الأمريكية جميعها تضرب بأحكام الدين بعرض الحائط وهدفها انحلال المجتمع وعدم وجود مفاهيم ومصطلحات نشأنا وتربينا عليها كالشرف والعرض وغيرها .

فإذا لم يكن هناك مصلحون واكتفى بنفسه فسيحل علينا غضب الله وعقابه لأن الفساد وطغيان انتشر بشكل مفجع في مجتمعنا نسأل الله السلامة ، لذلك فدور ( الصالح المصلح ) مهم جدا جدا في المجتمع وعليه التسلح بكافة وسائل المعرفة والأهم بالقرآن والسنة أولا ثم الكتب شرعية أو سياسية الخ .

المسلم المصلح

فلتحرص أيها المسلم المصلح في هداية وتوعية الناس ومحاولة تخليصهم من ذنوبهم وتذكر قول الله عز وجل [وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِين ]الأعراف 170وتفسير الشيخ محمد صالح المنجد : أمر الله بالإصلاح، وأثنى على المصلحين \ الغرباء، وأخبر: أن ثوابهم لا يضيع: إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ فلهم أجر عظيم، وأجر كريم، وأجر كبير، وأجر حسن، وغير ممنون.

وفي الختام نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والاخرة وأن يفرج هم أمتنا وأن يهدي شبابنا وأن ينصرنا على القوم الكافرين.

فيديو مقال وأهلها مصلحون 

أضف تعليقك هنا