‌طفولة ضائعة على أرصفة طرقات أم الربيعين

بقلم: رسل المعموري

مشاهد أراها ويراها الجميع ربما من تمر عليه اللحظة ويتجاهل..وربما هناك آخر من يلوكه الوجع لما يرى وليس بيده ما يستطيع تقديمه ..وهناك من يلجأ إلى قلم أوجاعه وأوراقه الباكية فيمسك ليقول ما يخالجه.

الأطفال أكثر المتضررين من الحرب في الموصل

الاطفال سادة القلق والجوع .. امراء الضياع في هذه الحرب اللا اخلاقية .. اطفال الدمار والموت البطيء والتشرد والتشرذم ..
انتهت الحرب كما يقولون ولم تنتهِ برايي .. ليس المهم انهاء الحرب المفتعلة والمرتبة والمصنعة .. المرسوم لها لكن المهم ما بعد الحرب وما السبل والحلول التي يجب ان تكون .. والوسائل للخلاص من تبعاتها .. ومخلفاتها.

حرب الأطفال المعدمين الحفاة العراة

انتهت الحرب ولم تنته .. فحرب الشوارع عند الجياع امر في غاية الضرورة .. حرب الاطفال المعدمين الحفاة العراة المتسكعين ..ابناء الموت الذي اختلقته الحكومات الرعناء .. بسياستها المستهترة ..والمتهرئةدخلنا عامنا الجديد 2020 ومازال مأساة الأطفال تزداد سوءً دون إيجاد أي حل لإنهاء معاناة الأطفال أمام موت الضمير… لا يخلو رصيفٌ أو شارعٌ في الموصل إلا وفيه طفل أو أكثر إما يكون نائماً وملتحفا العراء يسلخ جلده البرد أو جالساً وهو ينتظر من يسد رمق جوعه بكسرة خبز .. او قطعة نقود ليشتري بها ما يقيته.

يقف الطفل احمد عند التقاطع المروري يومياً ، حاملا بإحدى يديه مناديل بعدد منها بيده الأخرى يحمل ماء لمسح زجاج السيارات. يوقف المارة راجيا أن يشتروا منه كيس منديل واحد. أو يرجو لأعطائه ربع دينار… سألته في يوم وانا ذاهبه إلى الجامعة عن سبب عدم ذهابه للبيت فقال: «أفضل الشارع على البيت، فهناك دائما مشاجرات بين والدي وأمي، دائما صراع بينهم».

طفلة لم يتجاوز عمرها بعد ٨ أعوام ، تقف قرب باب الملعب جامعة الموصل ، تمسك بالمارة مطالبة اياهم بإعطائها النقود لتتناول الغداء. لأنها جائعة٠وهناك وهناك وهناك الكثير من الأطفال غيرهم.

ألف دينار يومياً تنقذ عائله زينب من الجوع زينب كل ما تريده فقط هو الف دينار . قالت زينب وهي تجهش بالبكاء: «ابي توفي في حرب داعش وامي لم تجد عملاً، وهي تستدين بعض المال كي تؤمن لنا المأكل والمشرب». وبحزن وشوق عبّرت زينب عن اشتياقها للمدرسة ومنزله «اريد العودة الى غرفتي وألعابي وأصدقائي.

يجب معالجة هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن

يجب معالجة هذه الازمة بأسرع وقت ممكن ، حيث أن هذه الظاهرة استشرت وانتشرت بشكل مخيف وتؤدي بالأطفال الى الجحيم، فمن الافضل ان تسعى الحكومة المحلية او المركزية الى وضع برامج وانشطة موسعة لمواجهة هذه المشكلة والعمل على حماية الاطفال بشكل رئيسي، فعودة الاطفال الى مقاعد التعليم يشغل بالهم بالدروس ، ويبعدهم عن التفكير بالأحداث ومجرياتها،.فالله الله في ابنائنا وبناتنا … والله الله في وطننا وبما سرقتم منه تصدقوا .. فاقيموا ميزان الحق عليكم وراقبوا انفسكم قبل ان تغادروا ولا مناص من حكم الله .. فكلكم راعٍ وكل راعٍ مسؤول عن رعيته.

بقلم: رسل المعموري

أضف تعليقك هنا