14جانفي: بماذا ولماذا احتفل

بقلم صلاح الشتيوي

بماذا ولماذا سأحتفل؟ ووطني يعاني من الفوضى وعدم الاستقرار بماذا سأحتفل؟ بثورة لم تحقق اي شيء.

ثورة 14جانفي

قامت ثورة واطردت نظاما، كان شعار الثورة “حرية. شغل. كرامة وطنية.” صاح الشباب وانتفضوا. حرق الشباب اجسادهم قهرا وغضبا بسبب شعورهم بالإهانة والظلم والخساسة، مات ابنائنا اما حرقا او غرقا.

هرب الحاكم واهله وما انتظر فالبلد ضده انقلبت ومنه من جماعته انتقت فاحرقوا ننازلهم واستولوا على ممتلكاتهم سياراتهم اثاثهم مصانعهم وكل ما يملكون، هرب بن علي وبقي الوطن وسجن اتباعه.

اغلقت مصانع دخل اتحاد الشغل في الثورة، نهبت الممتلكات، وقيل تحررنا من الدكتاتورية ووصلنا شاطئ الامان.صفق لنا العالم وابتهج بما فعلن وشجعنا على مواصلة الثورة فالثورة مصلحة عالمية ستجرب في دول اخرى.كتبنا دستور واكثرنا من الاحزاب والجمعيات حتى اننا ضربنا الرقم القياس عالميا في عدد الاحزاب، وقمنا بانتخابات وتخاصمنا بديمقراطية وتجادلنا بديمقراطية واتبعنا نصائح المنظمات الدولية وطبقنا ما طلبته منا بكل صدق وامضينا قروض ومعاهدات والكل في مصلحة الشعب.

أصبح لدينا دستور وقانون انتخابات

أصبح لدينا دستور وقانون انتخابات ومنصة لمقاومة الفساد، امتلئ مجلس نوابنا بكل المشارب ولم يغب اي نائب وتائب واصدرنا قوانين وعاقبنا المجانين.

بعد الثورة

مرة الايام بسرعة وشاخ الكهل وكبر الطفل وتزوج الشاب وولد جيل جديد وازداد وضعنا سوءا، غرق ابنائنا في البحار هربا من الفقر والتعاسة.مات جنودنا في الجبال وهم يحاربونا افة لم تكن من قبل موجودة، اتى الارهاب ليحتفل معنا بالثورة وعشش في مدننا وجبالنا ليكوّن دولة “دواعش.”

المعيشة صارت أصعب واتعب فالمواطن لم يعد يجد قوت يومه فلا اكل ولا شرب ولا دواء ولا كهرباء الكل اما مفقود او يصعب شرائه بسبب غلائه الدينار تقهقر والاستثمار توقف.

المصانع تغلق كل يوم بسبب الوضع الاجتماعي وصعوبة المنافسة

ابنائنا يهجرون التعليم بسبب الفقر والخصاصة والموت يعصف بصغارنا وشبابنا بسبب وضع ورداءة الخدمات الصحية، الارهاب ينتشر ويستنزف قوتنا الامنية ويلهيها عن محاربة الجريمة والتي انتشرت بع الثورة وأصبح تجار المخدرات يرتعون في ربوع البلاد.الفلاحة همشت رغم الانتاج الغير المسبوق ولا من يخطط ويستشرف المستقبل الحرب صارت على الكراسي والتموضع ولم نعد نتحدث عن ثورة ولا مصلحة شعب ولا بلاد.برامج انتخابية فاشلة وسباق انتخابي غير اخلاقي هذا يشرى والاخر يباع من اجل كرسي يجلس عليه الضباع.

الحصيلة

إذا قيمنا النتائج والحصيلة الايجابية للثورة لوجدناه تتمركز في شيئ واحد ايجابي هو الحرية حرية الفرد في التعبير في الاختيار في اخذ القرار، اما غير ذلك فهي سلبية في الاقتصاد في التعليم في الصحة في المعيشة في الشغل، ربحنا الحرية وحسرنا كل شيئ. حتى الدستور الذي فرح بصدوره الجميع أصبح مشكلة، انتخابات تليها انتخابات والنتائج تحت صفر في كل شيئ،السياسة صارت تحت الصفر، الاخلاق صارت تحت الصفر، الامل تحت الصفر، المحبة تحت الصفر، الكل ومع الاسف تحت الصفر.

سقط كل شيء ولم تسقط الدولة

المفرح انه سقط كل شيء ولم تسقط الدولة، وقف رجال دولتنا واستمرت الحياة ورغم سقوط السياسة وبلادتها بقت الادارة ورجالها ونجحت الدولة وسقطت السياسة، جنودنا مرابطون وأمننا يقض وعمالنا واعوان ومسيري المرفق العمومي لم ولن يتقاعسوا من اجل خدمة المواطن والوطن، تحيا تونس ويحيا الوطن في كل يوم وساعة اللهم ارحم شهدائنا الأبرار واحشرهم اللهم في جنات الخلد.

سبب قيام ثورة تونس؟

ان الثورة في الواقع لم تكن ضد الدولة بمختلف أجهزتها التي تنشط في مختلف المجالات، بل قامت ضد السياسيين وبرامجهم الفاشل التي اضرت بالشعب وتسببت في صعوبة الحياة بكرامة للمواطنين.

المشكل والغير طبيعي والغير معقول ان تستهدف بعض التيارات وترمي فشلها في تسيير البلاد على مؤسسات الدولة وأجهزتها في محاولة منها لإقناع المواطن ان الثورة قامت من اجل استهداف الإدارة.

الا ان المواطن التونسي كان متفطنا لهاته الألعاب والمخططات لإنهاء الدولة وتركعها، لقد أدرك المواطن ان هناك فرق بين الدولة التي يعتز بالانتماء اليها وبين النظام السياسي الذي يعبر عن توجهات حزب سياسي.

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي 

 

أضف تعليقك هنا