عم فينا الفساد وطغى إلى أن دمر كل فرد فينا، بسط يده ومس كل جانب يخصنا ، فرض علينا أخلاق غير أخلاقنا و أعمالنا لا تناسبنا ،وأشياء تمس مقدساتنا وديننا.
الجانب الأخلاقي الذي تدمر عن بكرة أبيه
و الجانب الذي تضرر كثيرا و الذي يعتبر الأساس و هو الجانب الاخلاقي الذي تدمر عن بكرة أبيه ، حيث أصبحت أخلاقنا نحن كمسلمين لا تمد صلة للإسلام ولا المنطق الاسلامي . أصبحنا على عكس ما أمرنا الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه و التابعين ، أصبحنا نذل أنفسنا بافتخار بأخلاق ينبذها الملحد و الكافر و المسيحي و اليهودي و المجوسي و غيرهم ، أصبحنا نساوي الأرض بالأخلاق و ما الأرض الا في الحضيض . فكيف انحطت اخلاقنا ؟ و كيف يسر فسادها في المجتمعات ؟ و ماهي الحلول المثلى للنهوض و اتباع ما أمرنا به؟
الأخلاق هي أساس كل مجتمع وكل عائلة وكل أسرة
الأخلاق هي أساس كل مجتمع و كل عائلة و كل أسرة ، فإن فسدت زالت أمم و ذهب بريقها و ضاعت في غيابات لا خروج منها ، و إن صلحت راقت و علت و كما قال الشاعر الفضيل أحمد شوقي : «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا» . بطبيعة الحال أخلاقنا الان تناقض المنطق و لا صلة لها بالإسلام ، اذ نجد الكلام السيئ و المفردات التي يستحسن وصفها بالسوقية في كل حديث و في كل مجلس ، النميمة و أكل لحوم الناس جراء كل حسد ، الشتم و السب في كل خلاف و سوء تفاهم ، الكذب في كل مشكلة الى ان أصبح عادة للافتخار و التباهي ، عقوق الوالدين و عدم اتباع اوامرهما و الخروج عن طاعتهما ، احتيال التجار للربح السريع و غيرها من الأخلاقيات الذميمة التي تجعل منا أذلة في وسط العالم كله.
كل هذا لم يحدث هباء بل جاء من سذاجتنا واتباعنا للغرب
و كل هذا لم يحدث هباء بل جاء من سذاجتنا و اتباعنا للغرب الخبيث و لأنفسنا الأمارة بالسوء و ارضاء غاياتنا و أطماعنا . و كل هذا لا يعني أنه لا وجود لمن يحمل لأخلاق حميدة و روح صالحة بلى يوجد و كثيرون ولكن أقلية فقط من ينهون المنكر و يصمتون في كل المواضع و عن كل سوء يرونه و هذا خطير نوعا ما إذ يعد السبب الأقوى لانتشار الأخلاق السيئة و استمراريتها ، فالصمت لا يأتي بنتيجة ترضي النفس و الخالق أيضا.
الفساد الأخلاقي مشكلة وعلينا أن نضع حدا لها ولاستمراريتها في مجتمعاتنا الإسلامية
دائما ما نبحث عن حلول لمشكلات نواجهها و تهددنا ، و أيضا الفساد الأخلاقي مشكلة و ما علينا الى أن نضع حدا لها و لاستمراريتها في مجتمعاتنا نحن كمسلمين . في كل مرة تواجهنا مشكلة نجد أن الاسلام قد وضع حلولا بسيطة ما علينا الا اتباعها و فقط ، فتخطي الأخلاق السيئة و اجتثاثها من جذورها تحتما ل:
- نشر العلم الشرعي ، اذ يعد العلم الشرعي محتويا لكل حل لمشكلاتنا و قضايانا .
- اتخاذ الرفقة الصالحة و صحبة حسنة ، اذ يعد الصديق نصف اعتدالك و استقامتك فاذا كان صالحا صلحت أن و رقيت و اذا كان سيئا فهيهات لأخلاق الاسلام فيك .
- تطبيق الشرع بحذافره و عقوباته ، وذلك بردع البغات و المجرمين و المتعدين على الحقوق .
- استعمال وسائل التواصل للحث و الوعظ .و بهذا نصنع و لا نتصنع ، نرتقى و لا نهترئ ، نطغى ولا يطغى علينا ، نصل ولا نتوفق عاكفين .
و أخيرا ما علينا الا أن نقول الحل وارد اذا اردنا أن نعلو الى المراقى الا اذا أحببنا الذل و السوء . وأيضا نحن مسلمون و للصلاح جاهزون و للمراقي صاعدون و لرضى الله مبتغون.