أثر الخلافات الأسرية على الطفل والمجتمع

الكاتبة: بن عـشورة أســمـاء

مختصة في تربية الطفولة

لقد أصبحت ظاهرة الطلاق منتشرة في مجتمعاتنا العربية وهي تزداد من سنة الى سنة  سأوضح في هذا المقال أسبابها ونتائجها  وطرق علاجها كمحاولة مني لحماية الطفل وتوعية الوالدين و أفراد المجتمع من  خطورة  التفرقة والعنف الأسري  و بإحترام قانون الأسرة الذي أصدرته الجهات القضائية.

الطلاق الكثير في المجتمع

لقد ارتفع طلاق الأسر الشابة و للأسف حتى طلاق المسنين و ارتفع عدد المستفيدين من صندوق النفقة مما كلف الدولة عبئا معتبرا و مع الغلاء المعيشي ارتفعت القيمة المالية للنفقة فأصبح الأولياء يكثفون من عملهم بالأنشطة الإضافية لسد النفقة. ففي سنة 2019 بلغت حالات الخلع الزوجات لأزواجهن 19% مما أدى الى زعزعة المجتمع الجزائري و عزوف الشباب عن الزواج مما يسمعونه من خلافات أسرية.

الأطفال وظروف الأسرة

قد نعتقد أن الأطفال لا يهتمون بظروف الأسرة  وبمعاملتهم  من قبل والديهم  أو من قبل المجتمع , و لكنه أثبت العكس فالأطفال فئة حساسة جدا ويعبرون على مشاعرهم بكل طلاقة . تتكون شخصيتهم حسب الوسط الأسري الذي يعيشونه لأن الأسرة هي المجتمع الأول الذي ينشأ فيه الطفل إما  بظروف أسرية عادية و هادئة.

فينشأ  طفل  سوي نفسيا أو أسرة  بضغوطات و خلافات أسرية متواصلة فينشأ عنها طفل مضطرب نفسيا و ممكن أن يكون شابا  جانحا وقد يعاقب و يسجن أو يصبح يحتاج الى متابعة من الإخصائيين النفسانيين بدل أبويه  الذين يعنفانه جسديا أو يحرمانه من ضروريات الحياة.

أزمات المجتمع وتشرد الأطفال

تسجل الجهات القضائية تزايدا في  جنوح الأطفال مما يزيد من أزمات المجتمع و تشرد الأطفال في سن مبكر فيتوجهون للشارع بدل المدارس ويقومون بالعمل في سن مبكر أو بالتسول في الأسواق . و السبب في ذلك عدم الإتفاق بين الزوجين في تسيير أمور  أسرتهما  فقد يهمل الأب رعاية أبنائه وزوجته و قد تهمل الزوجة زوجها و أولادها و خاصة إن كانت عاملة.وربما لإختلاف المستوى الفكري للزوجين أو إرغام أحد الزوجين على الزواج دون رضاه .صفات الزوجة الصالحة.

استحدثت الجهات القضائية عدة تدابير من بينها قانون الأسرة  و قاضي الأحداث الذي يدافع على حقوق  الأسرة و الطفل  في المجتمع حتى لا يكون ضحية سوء المعاملة أو الإعتداءات أو التحرش من قبل الآخرين.

وللأسف عندما ينقل الطفل أو الشاب  بأمر قاضي  الأحداث أو قاضي المحكمة الى مؤسسات الرعاية أو مؤسسات إعادة التربية  عوضا عن  إقامته  بأسرته المتناحرة إن كان جانحا فهو لايزيده إلا تألما فهو لا يشعر بالدفء العائلي الحقيقي وحتى القائمين على رعايتهم يعتبرهم الطفل أو الشاب غرباء عنه و لا يرتاح لهم.

تربية الأطفال أمانة في أعناق الآباء والأمهات

إن التربية العائلية  للأطفال أمانة في أعناق الآباء و الأمهات , فكما يزرع الوالدين في أبنائهم سوف يحصلون عليه إن كان إيجابيا أو سلبيا, و السبيل الى التخلص من التشتت العائلي هو حسن إختيار الزوج أو الزوجة من البداية و الصراحة و الإتفاق على الشروط بداية من فترة الخطوبة. وتوعية المجتمع من خلال المساجد و الخطب الدينية وحضور محاضرات ودورات تدريبية في أسس الحياة الأسرية الناجحة.

 

الكاتبة: بن عـشورة أســمـاء

مختصة في تربية الطفولة

أضف تعليقك هنا