التكنولوجيا والتمنية السياسية في زمن الإرهاب

يشهد العالم تطوراً سريعاُ في العلوم وتكنولوجيا وسائل الاتصال، ولهذا تغيرت قدرات الأفراد مع وعلى التعامل مع هذه التكنولوجيا والتعايش معها بشكل سهل وميسر، ولم يعد استخدام هذه التكنولوجيا حكراً على المختصين بل أصبح متاحاً لمعظم الأشخاص على اختلاف مهاراتهم ومستوياتهم العلمية.وخاصة الشباب وهم الأكثر تفاعلاً معها، بحكم القدر الأكبر الذي يتقبل فيه الشباب تجربة أي شيء جديد وبفضل وسائل الاتصال الحديثة من سهولة في التواصل مع أصدقائم ومعارفهم في مختلف بقاع العالم.

التفريق بين العلوم ومجالاتها بالاكتشافات وبين التكنولوجيا التي هي التطبيق العملي للعلوم

لا بد من التفريق بين العلوم ومجالاتها بالاكتشافات وبين التكنولوجيا التي هي التطبيق العملي للعلوم, وبالمقابل فان السياسة هي طرق واساليب التعامل فيما بين البشر وتحدد حسن التعامل الادمي.

أما اليوم فنرى أن الامور تغيرت كثيراً حيث الكم الهائل من المكتشفات العلمية والتطابق والتسارع بين الاكتشفات العلمية وتطبيقاتها فاصبحت تكنولوجيا اليوم تؤثر بشكل مباشر وسريع على حياة البشر وسلوكياتهم, وكذلك تأثيرها المباشر على السياسة.

وربما كانت الصورة الابرز هي ثورة المعلومات أو ما يعرف بالمعلوماتية والرقمية, فبفضلها لم يعد للمسافات هماً لا زماناً لاومكاناً لاي حدث اينما كان, بل لم تعد هناك جهة باعثة للخبر واخرى متلقية له، بل اصبح متاحاً لكل فرد من افراد البشر ان يكون باعثا لانباء ومتلقيا لها في ان واحد. ولكن بذات الوقت اصبح الخطر الذي يشغل الجميع هوالفرصة السهلة المتاحة لكل الناس بالاستفادة من التطور للعلوم والتكنولوجيا.

أصناف المستخدمين للتكنولوجيا

  • ولكنها أيضاً مقسمة بين اقلية تستفيد وتستعمل هذه الانجازات.
  • واغلبية ليس لها القدرة الكافية للاستفادة لاسباب ايضاً تكنولوجيه ومادية.

من هنا اصبح الفرق بين من متاح لهم استخدام انجازات التكنولوجيا، وبين اخرين يستخدمونها للتدمير وهذه هي ماهية واشكالية الارهاب, وعلية ان الارهاب لم يعد قضية عارضة او خاصة بمنطقة بعينها بل هي ظاهرة عالمية انتجها النظام الدولي, والقضاء على الارهابيين ليس الحل بل يجب الوقوف على اسباب لجوء البشر الى الارهاب وممارساته.

لذلك ما جرى في 11 سبتمبر كان حدا فاصلا لحقبة بات يحتل فيها الارهاب موقعاً مركزيا ، قد  يتحكم بمستقبل البشرية كلها لان ما حصل ليس الاهم كحاله وانما ما حدث بعده ويحدث خصوصاً بعد ان اصبح الارهابيون مؤمنين بأنهم قادرون على انجاز مثل هذه العمليات وفي كل مكان وزمان.

عدم علاج المشكلات الرئيسية والنزاعات الإقليمية له تبعات خطرة على الجميع

لذلك فان الاهمال الدولي بعدم علاج المشكلات الرئيسية والنزاعات الاقليمية والتدخل لحلها, سيكون له من ردات الفعل التي ستكون بطريقة ما ارهاب بكل الاتجاهات وسيصل للجميع.

ان الكثير من ابناء النزاعات الاقليمية هنا وهناك استفادت من التكنولوجيا بتصنيع ما يخدم حاجات نزاعها دون بناء مصانع أو علاقات مع الدول المتقدمة تكنولوجباً, لا بل وفي بعض المناطق هزمت دولاً واجبرت قوى كبيرة على قبول هدنة لحالة حرب ما أو طلب ايقافها من الطرف الذي يعد الاقوى, علاوة على انها تؤدي كذلك الى زعزعات وهزات سياسية لانظمة حكم هنا وهناك ورحيل البعض منها.

فيديو مقال التكنولوجيا والتمنية السياسية في زمن الإرهاب

أضف تعليقك هنا