الرسالة العاشرة

بقلم: عبد الحق مفيد

استهلال

وجدت هذه الرسائل في محفظة قديمة، ربما من جمعها كان عاشقا للرسائل، كتابها متعددون وأزمنتها مختلفة. يبدو ذلك من اختلاف الخط والتواريخ. نعيد نشرها لنطلعكم كيف كان وهج الرسائل بين حبيبين للإشارة فقط هذه الرسائل حقيقية وليست متخيلة.

حبيبي

هل فعلا إنتهى كل شيء بيننا؟ هل أصدق هواجسي التي تقول لي أنك لم تعد تحبني كما كنت؟ لماذا لم تكتب إلي منذ قصدت بيتنا في ريف الشمال، قلت أنك تحتاج لكي تكون لوحدك بعض الوقت وقد طال غيابك. حتى أنك لم تكتب إلي منذ شهرين… أعرف أنك غاضب من الحياة ومن الوجود، هذه الحياة التي خطفت منا أغلى ما نملك. إبننا. من كان يصدق أنه لن يبقى ييننا بين عشية وضحاها؟.

لقد خططت لكل شيء لأفوز بقلبكَ

لقد خططنا لكل شيء، أو بالأحرى أنا التي خططت لكل شيء. استطعت ان أثير انتباهك وأفوز بقلبك من بين كل زميلاتي في العمل…إنبهرنا بك من أول اجتماع كان بيننا في المؤسسة التي عينت مديرا جديدا عليها، أنت القادم من الولايات المتحدة الامريكية والدارس في أعرق الجامعات هناك و المختص في بناء المنشآت الضخمة كنا تلاث خريجات جديدات من معاهد الإدارة والتسيير. شابات .جميلات وأنيقات في سكرتارية الإدارة، كان عملنا مع المدير الذي سبقك والذي انتقل لإدارة مكتب الشركة في دولة أخرى إداريا محضا أما معك انت فكنت تسير الإجتماعات وكأنك في حلقة فكرية.

أعجبتني طريقتُكَ في التفكير وطريقة تدبيركَ

كنت تقول أنه يجب أن نستمتع بما نعمل وأن نأتي إلى عملنا وكأننا قادمون الى نزهة، أعجبتني طريقتك في التفكير وطريقة تدبيرك، ومع ذلك كنت متحفظة في الكلام معك كنت بذلك أحاول أن أحجم إحساسا بدأ يكبر في دواخلي ولم أشعر به إلا وهو يلتهمني كلية. لم أعد أفكر إلا فيك ومن خلالك بل أصبحت أذكرك ببعض ما قلته ونسيته في زحمة انشغالاتك. لدرجة أنك أثنيت على ذاكراتي في أحد الاجتماعات أمام الجميع مما أدى إلى تورد خدي خجلا أمام بعض الهمس من طرف الحاضرين وكثير من التصفيق.

استطعنا أن نقترب من بعضنا أكثر في أحد السفريات المهنية

استطعنا أن نقترب من بعضنا أكثر في أحد السفريات المهنية إلى ايطاليا وقد لاحظ الوفد اقترابنا من بعضنا، كان مرورنا عبر مدينة فيرونا في نهاية الرحلة كاستراحة خلال يومين مناسبة لفك عقدة لسانينا وكأن روحي بطليها الأزليين روميو وجولييت كانا يدفعان بنا نحو بعضنا البعض بعناية.

مر كل شيء بسرعة كما لو أنه حلم

مر كل شيء بسرعة كما في حلم . الخطبة والزواج وانجابنا لابننا. هكذا تكون لحظات السعادة منفرطة حينما تكون مفرطة ولا نستطيع القبض عليها ولا نحس بصوت ووقع قدميها إلا وهي راحلة عنا كما يقول الكاتب الفرنسي جون اورمسون.

نحن لا نحس بمرارة فقدان من نحب إلا إذا كان ذلك من نصيبنا

حبيبي أراك الآن وحيدا. أتساءل ماذا تفعل ؟ فيما تفكر؟ هل استطعت أن تجد طريقا للعزاء؟ أقر أن ذلك صعب حينما يكون الفقد من نصيبنا…إننا لا نحس بمرارة فقدان من نحب إلا اذا كان ذلك من نصيبنا. ترى الآن أن مداد بعض حروف هذه الرسالة مبعثرة وسائلة، إن ذلك من وقع دموعي المنهمرة والتي لا أقوى على إمساكها.. سأتوقف عن البكاء كما أراك الآن تطلب مني وسأعيد رسم ابتسامتي التي تأسرك كما كنت تقول لي دائما ولكن أرجو أن تقطع خلوتك وتعود لي لأنني لا أتصور حياة ولا وجودا بدونك
حبيبيانا في انتظار عودتك وعودة روحي إلي

بقلم: عبد الحق مفيد

أضف تعليقك هنا