العلمانية

بقلم: علي القبلاني

عندما تتحدث عن العلمانية، ثمة أشخاص غيورين على الدين، ويتذكر أن العلمانية ” فصل الدين عن الدولة” وأنها تبحث عن حرية شخص منحل أخلاقياً و دينياً، وأفكاره يجب منعها. الغيرة على الدين شيء ممتاز جداً.

هناك علماء أجلّاء تعرضوا للتعذيب بسبب آرائهم

لكن تخيل أن العلمانية، للحفاظ عليك اولاً، للحفاظ عليك وعلى أراك الصحية الأخلاقية، كم في السجون من أصحاب الرأي؟! وكم هناك من علماء أجلاء تعرضوا للتعذيب بسبب آرائهم؟ مثال: العالم الجليل/ أحمد بن حنبل، تعرض للضرب والتعذيب، من المعتصم بالله. كان المعتصم يريد ان يجبر أحمد بن حنبل القول في رأي واحد فقط. يعني لا يسمحوا إلا في رأي واحد فقط، وهو رأي الخليفة، يعني إذا كنت صاحب عرض للحجة وعندك لين في الكلام، وتكسب رضا الخليفة، يجب ان يتبع الباقي رأيك.تخيل لو كانت العلمانية مسيطرة في عهد أحمد بن حنبل، بكل سهولة كان سيقول هذا رأيي وهو طارح رجل على رجل، ويذهب إلى البيت معزز مكرم.

العلمانية هي من تجعل المسلمين يطالبوا بحقوقهم

العلمانية، هي من تجعل المسلمين في جميع الدول العلمانية أن يطالبوا بحقوقهم، ويمارسوا عباداتهم بكل سهولة وأريحية، مثال: نيويورك تعتمد أعياد المسلمين ( عيد الفطر وعيد الأضحى) عطل رسمية في مدارسها.قد يقول البعض هناك دول علمانية تمنع الحجاب.

تختلف العلمانية من دولة إلى دولة

وهذا لماذا قلنا إن العلمانية من دولة إلى دولة تختلف، وايضاً، الكمال لله وحده فقط، وكل شيء له حسنات وسيئات. وايضاً، في الدول التي تكون فيها العلمانية قاسية هذا لان التيار الديني هناك متعصب، فكلما كانت الجماعات الدينية سلسلة كلما كانت العلمانية اسلس. وعلى سبيل المثال وجدنا أن العلمانية في المجتمعات الكاثوليكية ذات أنياب حادة كما في النّمط الفرنسي؛ وذلك بسبب حدّة الكنيسة الكاثوليكية في محاربة العلم والعلماء وتكميم أفواه الأحرار.

بينما وجدنا صورة ناعمة من العلمانية في المجتمعات البروتستانتية كما في بريطانيا مثلاً، حيث توجد مساحة واسعة يعمل من خلالها الدين في ما سوى الدولة. وفي أمريكا، أم العالم. يوجد فيها من جميع الدول الموجودة على هذا الكوكب، ويعيشون بسلام وأمان. وكلهم يطالبون بحقوقهم ويمارسونها بكل اريحية.

الدول العلمانية يأتيها الناس من جميع أنحاء العالم

وكما هو معروف أن الدول العلمانية يأتيها الناس من جميع أنحاء العالم، لأن النفس تهوى الشعور بالحرية المطلقة، وكما قال الدكتور علي الوردي ” لو خيروا العرب بين دولتين علمانية ودينية لصوتوا للدولة الدينية وذهبوا للعيش في الدولة العلمانية.” وعندما تكون عارف بأشياء أنها حرام، لكن لا أحد يمنعك من فعل اي شيء, وتبتعد عنه باختيارك، تحصل على شعور رائع، وأجر اكبر، وتشعر بإنسانيتك, فلهذا تكون البلدان العلمانية مختلطة من جميع الأجناس، وهذا يسمح لنا بالدعوة للدين الإسلامي بدلاً من ان ندعو بعضنا البعض وكلنا مسلمين!

العلمانية تتخذ المبادئ وسن القوانين بما يقتضيه العصر

بما ان الكثير من الأحكام الشرعية الإسلامية معطلة حاليا، مثل الجزية، اقترح أن العلمانية ليست حرام، ومثلها مثل الديمقراطية. العلمانية تمنع استخدام الدين كورقة رابحة للحاكم. لا تربط العلمانية بأي دين علاقة مباشرة، سواء إيجابية أو سلبية، فالعلمانية تتخذ المبادئ وسن القوانين بما يقتضيه العصر والمكان وفق نظرة عامّة تعامل جميع المواطنين من ذات المسافة دون اعتبارات دينية أو فكرية أو عرقية.

حفاظاً على ديننا الحنيف يجب أن نبعده عن قذارة السياسة

الدين الإسلامي هو من سمح بأكل الميتة إذا كنت مضطرا، ونحن الآن مضطرين لمواجهة الحقيقة، لم نكن نطبق الشريعة الإسلامية بحذافيرها، وإنما شعارات براقة طوال عقود، ونرجع الوم على الإسلام، ولذلك حفاظاً على ديننا الحنيف اعتقد ان نبعده عن قذارة السياسة واجب. في كتاب مهزلة العقل البشري للدكتور الوردي, قال” القرآن كتاب رباني عظيم، وهو سجل الثورة المحمدية، ولكن المترفين يستطيعون أن يأولوه ويفسروه كما يشتهون، فيخرجونه من طبيعته الأصيلة ويجعلونه بضاعة من بضائع الموتى. فلا يكاد يموت منهم ميت حتى يحشدون في سبيله عدداً كبيراً من “القرّاء” ليعطروه بوابل من الختمات والرحمات – إنّه كان مرحوماً.”

بقلم: علي القبلاني

أضف تعليقك هنا