جمال الروح

بقلم: غناء الموعد

الخلق هو اسم لسجية الإنسان وطبيعته، والتخلق هو التكلف والتصنع ونقصد هنا الخلق، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” (رواه أحمد).

فبعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، أساسها تقويم العباد وتوجيهها للأفضل فهي عبارة عن مجموعة من المبادىء والقواعد التي تساعد على تنظيم سلوك الإنسان مما يسهل حياته ويجعلها تبدو بالشكل الأكمل في كافة التعاملات ، فإن الخلق أبرز ما يراه الناس ويدركونه من سائر الأعمال ، فالناس لا يرون عقيدة الشخص لأن محلها القلب ، كما لا يرون عبادته ، إنما يرون أخلاقه ويتعاملون معه من خلالها.

الأخلاق مرتبطة بأنواع العبادات منها

الصلاة

فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر وتنظم علاقة العبد مع ربه، والصوم يدرب النفس على الصبر والزكاة تعلم الإنسان على الإنفاق  وعدم البخل وإعطاء الغني من ماله للفقير ، والحج يؤثر على سلوك الإنسان بابتعاده عن المعاصي كسوء المعاملة وأكل أموال الناس بالباطل فهو يزكي النفس.وهناك أخلاق ثابتة لا تتغير مع الزمان والمكان كالكرم والصدق وغيرها ، فإن مفهومها لا يتغير فهي محددة بضوابط شرعية وليست متروكة لأهواء الناس ، لأنها لو تركت لأهواء الناس لعثوا في الأرض فساداَ ، فالقرآن والسنة يحثاني على التخلق بالأخلاق الحسنة.

بر الوالدين

قال تعالى:” وبالولدين إحسنا ” أي أحسنوا إلى والديكم وبروهم مهما كبروا لأن رضا الله من رضاهم ،  سورة الإسراء آية ( 23) ، والصدق قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “(عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدى إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة ، ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً”)متفق عليه ، والرحمة والرأفة وعدم تحميل العباد أكثر مما يطيقون ، وغيرها من الأخلاق الحسنة ، أما الأخلاق السيئة التي أمرنا الله تعالى ونبيه الكريم بالإبتعاد عنها: كالغيبة والنميمة : فالغيبة : هي ذكر أخيك بما يكره، والنميمة : نقل الكلام للإفساد بين الناس ، قال تعالى: “ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن لحم أخيه ميتاً فكرهتموه” سورة الحجرات ( آية 12) والتجسس لقوله تعالى” ولاتجسسوا” وهجر المسلمين بعضهم بعضاً فكل هذه الأخلاق السيئة لا تليق وعلى الإنسان المسلم المؤمن أن يتجنبها ويبتعد عنها.

ما يعين على اكتساب الخلق؟

سلامة العقيدة

فالعقيدة الصحيحة تحمل صاحبها على مكارم الأخلاق والسلوك ثمرة لما يغرس في نفس الإنسان من أخلاق .

مجاهدة النفس ومحاسبتها

من أهم ما يعين الإنسان على المحافظة والمواظبة على حسن الخلق ، ولكن هذا يحتاج للصبر لأن النفس تحتاج إلى التدريب لكي تحصد ثمرة هذا الخلق  والمحاسبة تفيد في أن يراجع الإنسان نفسه ويرى ما عليه تغييره في نفسه.

عدم اليأس

من إصلاح النفس فحذاري أن تيأس أيها الإنسان من مواصلة الطريق لإصلاح نفسك ، لأن مهما طالت الطريق سوف تنجح وتصل لما تريده بإذن الله .

فالإنسان ذات الخلق الحسن يحبه الله ورسوله ويعينه بتأييد منه على إصلاح نفسه ويوفقه إذا كانت نيته صادقة لهذا الأمر، فهي أفضل ما يقرب العبد إلى الله ، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها ، قالت:” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم” ( رواه أحمد)

وعلينا أن لا ننسى الدعاء فهو مما يعين على  حسن الخلق ، قال تعالى:” وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ” سورة البقرة (آية 186) فلا يهلك مع الدعاء أحد ، ادعو ربك إلى أن يستجيب لك ، فإن الله لا يرد يد رفعت بالدعاء إليه.

فاللهم يا مولانا أدبنا بآداب القرآن وعلمنا من أخلاق نبيك الرحمن.

بقلم: غناء الموعد

أضف تعليقك هنا