عجزنا عن تكوين حكومة في “حومة”

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي.

تتلاعب السياسة بنا كل يوم وبدون أن تراعي مشاعرنا، تلقي بنا نحو المجهول، فلا حديث ألا عن السياسة تحيا السياسة ويموت الوطن، يعيش الساسة ويموت الشعب، تباع المناصب وتقتسم المكاسب وتضيع الامة، دول تتطور وشعوب تتقدم وارض تنتج وتخرج علماء وادباء وعباقرة في كل ميدان في الصحة في الصناعة في الفضاء في كل ميدان برزوا اما نحن فشلنا في تكوين حكومة وسط حومة

اللغو في السياسة

ان المواطن العادي ليس له خبرة بالسياسة واعتقد ان كثرة لغوه في السياسة سببه تعرضه الى عملية تلقين منظمة فهو ضحية وسائل الاعلام حيث أصبح يردد ويعيد ويردد ما سمعه ويقنع نفسه انه كلامه.

وفي الحقيقة فان المواطن العادي لا يفهم شيئا في السياسة والسبب ان كل ما يحيط به يدور خارج مفهوم السياسة بالمعنى الحقيقي، الخطاب السياسي لم يتغير وبقي كما هو متخلفا، خطاب ارتكز على الماضي على احداث تجاوزها التاريخ.

لقد اختلط على الشعب ما هو سياسي وما هو عاطفي، لقد كان الشعب في الماضي وعبر نصف قرن يسمع لخطابات ساسته وزعمائه ويردد اقوالهم وشعاراتهم وهذا امر عادي لا يجنب ان ينكر.

وقدمت على الساحة السياسية زعامات جديدة ومغامرين جدد تصدروا المشهد السياسي وقدموا أنفسهم على انهم سياسيين من نوع جديد مختلفين على الغير، وبدء المركب في الإبحار في الاتجاه المعاكس ليكتشف الشعب بعد سنوات عجاف ان المركب لم يبحر وغرق في مرساه.

وانتقلت الزعامة

وانتقلت الزعامة من الزعيم الى الحزب وأصبح الحزب يعرف كل شيء. إذا عدنا الى الوراء وما مر ببلادنا ومن حكمونا قبل الثورة عبر أكثر من نصف قرن لاستنتجنا انها كانت لعبة شطرنج تنتهي ب «كش مات”.

الا ان في ذلك الزمن كان هناك ما يسمى “الكاريزما عند الزعيم”. وهاته الكاريزما صنعها الشعب بسبب خوفه من الحاكم الذي سيطر بالقوة والعنف على الشعب، فكان للرئيس الحبيب بورقيبة كاريزم،. وكان للرئيس زين العابدين بن علي كاريزما.

كانت صفة الكاريزما يقصد بها هي القدرة على التأثير على الشعوب والعنف الذي يمارس ضدهم وهو ما لم تفهمه شعوب لم تتعرف على السياسة باعتبارها تصريفا لشؤونها وعلاقاتها مع الآخرين في سياق القانون.

فشل في السياسة

ان الشعب أصبح مضطرب ومشوش وليس له أي استعداد لان يفرق بي ما هو سياسي وما هو اجتهاد شخصي غايته سيادة الفرد واستبداده وتوغله، وبسبب عدم قدرتنا على التسيير واخطائنا المتزايدة في السياسة لقد فشلنا وأصبحنا نقدم تنازلات تلو التنازلات، والخوف ان نفقد الحرية في تسيير بلادنا كما فقدت بعض الدول حريتها على غرار العراق، او نخسر بلادنا ففي حرب أهلية مثلما صار في سوريا وليبيا، في تونس ضاعت المواطنة بين الدين والمجتمع المدني وغرق الوطن في الديون وضاع الشعب وهو ينتظر تكوين حكومة في حومة.

لم يشهد الوطن ما نشهده اليوم من فوضى سياسية، تعطل في تكوين الكومة وتهم فساد طالت العديد، والصراع المتواصل في الجارة ليبيا والتهديدات الإرهابية التي تطفو بين الحين والأخر، ان امن المواطن أصبح في خطر ففي كل يوم يزداد العنف والسرقة في البلاد.

من حق المواطن ان يفهم ويعرف أي طريق سيسلك فالبلد لا يستحمل مزيدا من التفرقة والاختلاف، ولا تحالفات حزبية غير متزنة قد تفرز حكومة ضعيفة تخلق مزيد من التفرقة والتشتت والضياع وسط الأوضاع العالمية التي أصبحت مهددة بفيروس كرونا القاتل.

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي.

أضف تعليقك هنا