عيد العشاق فرصة لبداية جديدة

بقلم: مصطفى عامر

عيد العشاق

على مشارف عيد العشاق تزدحم محلات الأزهار بالورود الحمراء، ويهرع إليها المحبون لشراء الأزهار للحبيب أو الحبيبة تضج واجهات المحالات بزينة واكسسوارات العيد، من ملابس حمراء إلى شوكولا على شكل قلوب حمراء وغيرها… فعيد « الفالنتين» في عالمنا اتخذ طابعاً تجارياً استهلاكياً إلى حد كبير، ما أفقده روحه وجوهره، وبات مصدر ربح لمن يبيع أي منتجات تحاكي عشاقاً وأزواجاً.

بعضهم صادق ويهدف إلى التعبير للحبيب عن مشاعره، وغيرهم يؤدي واجب شراء هدية في العيد بأحاسيس فاترة، بينما ينسى آخرون معايدة الحبيب كلياً ويجب أن يبقى كل عام ذكرى جميلة نحفرها في قلب من نحب وراسخة إلى الأبد، بعيداً عن التأثر بالجو التجاري، فقول الشريك والشريكة الكلمات النابعة من القلب كتعبير صادق ومؤثر عن المشاعر يعيد الآمال للطرف الآخر ويغذي في قلبه وعقله حس الانتماء إلى هذه العلاقة.

عيد العشاق عيد الفرح والسعادة

عندما ترفق أي هدية بكلمة جميلة مكتوبة على بطاقة، فإنها تضفي على نفس المتلقي الفرح والسعادة، وقد يكون وقع الكلمات عليه أكبر من وقع الهدية نفسها فمن المهم أن نرسل كلمة جميلة للشخص الذي نحبه وقد تكون هذه الكلمة هي الهدية أو قد نرفقها بوردة أو ورود وإن كان المرسل لا يجيد كتابة الكلام الجميل فيمكن أن يستعين بجملِ أحد الشعراء، على أن يذكر اسم الشاعر ولا يجب أن ينتظر العاشق أو العاشقة هدايا ومفاجآت ضخمة في هذا اليوم، وكأنه يربط مدى ضخامة الهدية والمفاجأة بمدى حب الشريك فالهدية رمزية ولا تعادل قيمتها حب الآخر لنا.

ويرتكز عيد الحب على اللون الأحمر والورود، خصوصاً أن الأحمر لون دافئ يرمز إلى القلب الذي يضخ الدم في الجسم ليدفئه ويحييه، لذا تنتشر القلوب في هذا العيد فتقديم وردة واحدة لحبيب أو صديق في عيد العشاق يعني «أنت مميز عن الجميع بنظري»، ومنذ رأيتك لم أعد أرى أحداً ويقول خبراء الإتيكيت إذا أردنا تقديم باقة من الورود للحبيب أو الحبيبة فيكون عدد ورودها مفرداً وليس مزدوجاً، ما يعني “أنني اخترت هذه الأزهار بعناية”، وإذا قسمناها بيننا سيبقى للمحبوب زهرة إضافية.

عادات الرجل الشرقي في عيد العشاق

إن العادات في الشرق حصرت المبادرة بالرجل، فهو عادة من يدعو حبيبته إلى سهرة أو عشاء للاحتفال بعيد الحب، بينما تحب المرأة أن يهتم هو بها وبتفاصيل هذا اللقاء ويشكل هذا العيد فرصة لكسر الروتين بين المتزوجين منذ زمن، مما يضخ دماء جديداً في العائلة ولا يجب أن ينسى المتزوجون تاريخ عيد الحب، بل أن يبادروا للتحضير له باكراً لكي لا يشعروا شريكهم أو شريكتهم بأنهم هرعوا في اللحظات الأخيرة لجلب أي هدية يقدمونها بفعل الواجب والتقليد، وليس كمبادرة عشق وتقدير تم تحضيرها بتخطيط وتأني.

كما أن الطاولة في هذا اليوم تحيي الروابط العائلية، فهي ليست فقط للأكل بل للاجتماع ولماذا لا يغير كل طرف من روتين حياته فيبادر مثلاً الرجل إلى مفاجأة زوجته بإعداد أطباق شهية لها، أو قد تفاجئه هي بتحضير عشاء رومانسي على انفراد، أو مع العائلة للاحتفال ويذكر أيضاً أن الاهتمام بزينة الطاولة والأكل بوضعِ الأزهار والشموع… يضفي في النفوس جو الحب والدفء والرومانسية. فالمبادرات والمفاجآت محببة دائماً في هذا العيد وقد تكون بسيطة مثل ترك الزوج بطاقة كتب عليها كلاماً جميلاً وأرفقها بوردة قبل الذهاب إلى العمل.

بقلم: مصطفى عامر

أضف تعليقك هنا