لماذا أكتب؟

بقلم: نوال عبدالله العظامات

طالما وجدتُ في نفسي أشياء كثيرة محبوسةٍ من دونما أسباب، كانت تدخل إلى جوفي من دونما إذن خروج، لربما هي حبسةٌ أبديةٌ، لم أجدها عانت إلا من صِفَر مساحاتي في الآونةِ الأخيرة! ربما قل اتساعي، وماعاد هناك منفذ.

النفس والكتمان 

عندما بحثت فيها وقلبت اشياءها وجدتُ حزمةً كبيرةً من خيباتِ الظن! وجدتُ الكثير من ثرثراتِ القديمة، هناك هي إذَن، طالما قلت في نفسي إنني فتاةً ثرثارةً، كيف مرت تلكَ الأوقات التي كان يجبُ أن أتحدثَ فيها ولَمّ أتحدث؟ وطالما تسائلت أين ذهبت ثرثراتي تلك ؟
فلم أجب لنفسي وأنا اعلم الإجابة وتركتني أُعاني مزيداً من الكتمانِ! وجدتُ أيضاً الكثير من الأقنعةِ، هي تلك الوجوه صاحبةُ اللقاء الأول.
تلك التي ظننتُها! تلك التي اوقعتني في شباكِ التعامل مع الآخرين.

أظنُ أن صمغِها مقلدً ليسَ ذا جودة؛ سرعان ما سقطت وبان من ورائها وجوهً قبيحةً تلكَ التي أكّره! آثَرّتُ على نفسي ألمّ الخُذلان والإستهانة بها، فحملتُ تلك الوجوه ووضعتها في غياهيبها، وفي زواياها وجدتُ الكثير أيضا، وابلٌ من صدى ضحكاتِ، تلك التي نسيت الآن كيف تكون.

كبرياء نفسي

أما الآن فأني مصابةٌ بفرطِ الحساسية من كلِ الأشخاص الذين يطرقون الأبواب عندي، أمنحهم مساحةً عند اعتابي، هناك حيث تدور أحداثُ عدة،
أبرزها الإنسلاخ من جلدِ المثاليةِ والتحول إلى الحالةِ الطبيعية التي لا تتطلب بالضرورة أخذ وقتٌ طويل؛ إنما بعض وقت وقليلٌ من الكلامِ المتقن الذي يغير الأحجام ويعطي ذاتٍ متحربئة مكانةٍ أكبر من التي اعتادتها، فيصاب بهوس الغرور والنرجسية، ويتبدل كل شيءٍ وتعاني كل نفس من إضطراباتٍ بعضها محمومةً ولا تُشفى ألامها إلا بمرور سنينٍ كُثر ربما تخفف بمرورها تلك الحُمى .
ربما الكبرياء الذي تفرضه نفسي يحتم علي الإختلاف وعدم الانصياع لكل قاعدة مرت، كان يجب أن اقلب القاعده واحرر نفسي واجعلها تُبّدل الدموع بالحروف وتكتب شعورها بدل قوله، رُبّما ذلكَ هو الشيءَ الوحيد الذي يجعلَ المرءَ كاتباً.

 

بقلم: نوال عبدالله العظامات

أضف تعليقك هنا