لماذا لا أريد منك أن ترسل لي إعلاناً وظيفياً؟

بقلم: سالم الخالدي

 يعجُّ مجتمعنا بمحبي الخير وأصحاب القلوب البيضاء، أولائك الذين لا يتوانون للحظة عن نشر كل منفعة يصادفونها علّهم يقضون بها حاجة محتاج أو يفرّجون بها كربة مكروب، خاصة إذا كان صاحب الحاجةعاطلاًيبحث عن العمل ولمّا يجدْ باباً مشرعاً بعد، حينها يرى أصحاب الخير أن إعلان الوظيفة يعادل طوق النجاة الذي لا بد للعاطل من مسارعة التشبث به. لكن هل يستفيدالعاطلمن هذا الإعلان حقاً؟

هل يستفيدالعاطل عن العملمن الإعلان الوظيفي حقاً؟

عزيزي محب الخير، دعني أختصر لك الإجابة: كلا! بل ثق ثقة تامة أن ما تفعله لا قيمة له، وعلى الأرجح لن يعود بالنفع على أحد، بل على العكس هو قد يضر.

ذلك أنّ من تريد نفعَه وتفريجَ كربتِه هو واحد من اثنين:

  • الباحث عن العمل“.

    • والباحث عن العمل من المؤكد أنه لم يترك لك جُحراً إلا وسَبَرَ غَورَه باحثاً عن عمل يلائمه، فإرسالُك له إعلاناً وظيفياً على الأغلب سيربكه؛ يا إلهي كيف فاتني هذا الإعلان المغري! وسرعان ما يفتحُه وتخيّم الخيبة على وجهه، إما لأنه كان قد قرأه قبل شهرين، أو أنه لم يجد فيه المعاييرَ الملائمةَ له، فعادةُ ناقلي الإعلانات أنهم لا يقرأون، ناهيك عن احتمالية كون الإعلان مفبركاً!
  • العاطل عن العمل

    • والعاطل عن العمل هو من لا يريد العمل بالأساس، بل قعد عنه اختياراً ورغبة، إما لاتباعه خطة مدروسة بعناية لمستقبله المشرق أو لأنه مهمل وكسول، وفي الحالين هو شأنه الخاص، فإرسالك له إعلاناً وظيفياً يعتبر تدخلاً في شأنه الخاص ومن حسن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه.

فمتى يحق لي إذن إرسال الإعلان الوظيفي الذي وصلني، إلى أحد معارفي المكروبين؟ اعلم عزيزي صاحب القلب الأبيض أن إرسالَك الإعلانَ الوظيفيَّ إلى صاحبك المكروب مثلُ نُصحك له، فإذا أردت أن تنصح امرأً فلا بد من توفر ما يخولّك النصيحة، فإما أن تكون في مقام الوصاية عليه، وإما أن يكون هو من استنصحك وطلب منك ذلك، فمن المعلوم أن النصيحةَ لاتُسدى إلا لمن طلبها.

بقلم: سالم الخالدي

أضف تعليقك هنا