من هو المندس؟

كثيرا ما نسمع بمصطلح ‘المندس’ و ‘المندسون’ هذه الأيام . حيث إن هذه التسمية تُطلق على من يحاول الدخول بالمظاهرات وهو لا يمثلها وإقتيادها الى طريق خارج عن السلمية أما بالأعتداء على القوات الأمنية او بطرق أخرى . هذا التعريف الإصطلاحي له . لكن بسبب المندس ، تم قتل أكثر من 750 متظاهر في العراق ! فهل يعقل ذلك ؟ لا بد من وجود تعريف آخر له ، أو ربما ‘مؤامرة أخرى’!

في عام 2019 انطلقت مظاهرة حاشدة في العراق

في ال 1 من أكتوبر 2019 ، إنطلقت مظاهرات عفوية حاشدة في عموم العراق ، وبدأت بالتوسع عدداً وفكراً وبدأت رقعة المطالب تكبر تدريجياً . حدثت خلالها عدة أحداث من ضمنها إستقالة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي التي كانت ‘غير كافية’ . قوبلت المظاهرات السلمية بقمع شديد من السلطات ، سواء عن طريق قوات الشغب أو عن طريق ميليشيات الأحزاب واسعة النطاق ، والتي أستخدمت كافة أنواع القمع والوحشية تجاه المتظاهرين السلميين من قتل وهجمات متفرقة على سوح التظاهر وخطف ممنهج ، وحتى قناصين ! . واجهوهم المتظاهرين بصدور عارية حاملين العلم العراقي كسلاح . وعلى الرغم من المحاولات العديدة لإنهاء المظاهرات من قبل السلطة ، إلا أنها أبت بالاستمرار وضلت صامدة بسلميتها التامة التي يمكن وصفها بالعجيبة ! . والى الآن سقط أكثر من 750 شهيد والآف الجرحى.

إذاً من هو المندس؟ وما علاقته بسقوط الشهداء؟

لطالما كانت حجة السلطات بقمع المظاهرات هو وجود ‘مندسين’ داخلها ، حتى وصل بهم الحال الى تسمية الشهداء الذين سقطوا بالمندسين ! . هم وضعوا مندسيهم داخل المظاهرات السلمية حتى يحق لهم قمعها وقتل اي شخص سلمي داخلها . لكن السؤال هنا ، أي غباء هذا ؟ إن تساءلنا ، من هو المندس ؟ وكيف يمكن الحكم على شخص بإنه مندس ؟ وما هو التصرف الذي يقوم به لتسميته مندس ؟ هل هو الذي يرمي الحجارة أو يحرق إطارات أو يرمي المولوتوف ؟ فالمولوتوف ربما ليست كالحجارة !! وما هو الحكم المناسب على المندس ؟ هل هو القتل ؟ أم السجن ؟ وهل يحق قمع مظاهرات كاملة وقتل ما يزيد عن 750 شهيد فقط من أجل كم مندس ؟ لن نلقى أي إجابة عن هذه التساؤلات أبداً ! لأنه ببساطة ‘غباء’!

أليس من الظلم زرع عناصر من قبل السلطة في المظاهرات؟

العقلية الضيقة جداً التي تفكر فيها الحكومة العراقية عقلية هزلية وغبية بحتة ! فمن يبرر قتل إنسان لأنه رمى الحجارة او تلفظ بألفاظ ، ربما لا يفرق شيئ عن داعش او ما شابه ! . أليس من الظلم زرع عناصر من قبل السلطة في المظاهرات وتسميتهم بالمندسين لقمع باقي المتظاهرين بسببهم ، وإتخاذهم تبرير ‘رسمي’ لقتل باقي المتظاهرين العُزل ؟ فكثيرا ما تم القبض على هذه العناصر من قبل المتظاهرين أنفسهم وقاموا بتسليمهم للقوات الأمنية بأنفسهم ، ولم يشفع للمتظاهرين السلميين ذلك من الموت ! .أي ظلم هذا؟

على الرغم من سقوط الشهداء لم نرى أي حكم قضائي

فعلى الرغم من سقوط كل هذا العدد من الشهداء ، لم نرى أي حكم قضائي أو أي محاسبة بحق من قتل هؤلاء الأبرياء ، بقدر ما رأينا بتصريحاتهم كلمة ‘مندسين’.

وعلى الرغم من سلمية المظاهرات ، فإن كان هناك مندس ومخرب ، رمى الحجارة ، ربما قام بتكسير بعض الزجاج .. هل الحكم المناسب عليه هو القتل ؟ والحكم على كل المتظاهرين السلميين بالمخربين بسببه ؟ وبينما الميليشيات التي قتلت المتظاهرين تصول وتجول بلا محاسبة ولا حتى تسميتهم ‘مندسين’!

لا يوجد منطق في قمع المظاهرات السلمية

لا يوجد منطق في قمع المظاهرات السلمية، ربما المنطق الوحيد في المظاهرات السلمية هو أنهُ ستقطف ثمارها في النهاية ، رغماً عن أنوف من يحاربها . بينما ستلاحق دماء الشهداء مروّقها الذي أتخذ من حجة ظالمة وسيلة للقمع.

فيديو مقال من هو المندس؟

أضف تعليقك هنا