من وجهة نظر اقتصادية: التحديات الاقتصادية لمهنة الصيدلة مستقبلياً في مصر ودول الخليج

مهنة الصيدلة والتصنيع الدوائي من أهم واقيم الوظائف المهنية تاريخياً وصعودها مدفوع بنمو قطاع الطب البشري بشكل أساسي، وقيمة هذه المهنة ناتج عن قيمة صحة الانسان الذي هو المورد الأهمن والذي متى ما استُثمر بشكل فعال آتى بنتائج إيجابية على المدى المتوسط والطويل.

مهنة الصيدلة في مصر والخليخ العربي 

تواجه مهنة الصيدلة في مصر تضخماً هائلاً في أعداد خريجي وخريجات كليات الصيدلة والتصنيع الدوائي، حيث يُقدر أعداد الخريجين والخريجات السنوي بقرابة 14.000 ، في ظل احتياج سوق العمل السنوي لنحو 25% فقط من هذه الأعداد، حيث وبحسب بيانات وزارة الصحة المصرية لأعوام 2017 و2018 تُقدر أعداد العاملين في السوق بنحو 340.000 صيدلي وصيدلية ، حيث 1 طبيب لكل 438 مواطن وهو أكبر من المعدل العالمي بنحو 4 أضعاف.

لم تكن تلك المشكلة تواجه هذا القطاع الهام في مصر خلال العشرين سنة الاخيرة وذلك بفضل امتصاص دول الخليج لفائض السوق المصري من خريجي كليات الصيدلة تحديداً  ولكن مستجدات الهيكل الاقتصادي بشكل عام الذي تلى انخفاض أسعار النفط والذي يعتبر المحرك الاساسي لاقتصاد الخليج بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص وبالتزامن مع نمو في أعداد خريجي كليات الصيدلة في المملكة العربية السعودية كذلك ، كل ذلك أدى الى توجه حديث الى توطين مهنة الصيدلة بنسبة 20% بشكل إجباري بداية من العام 2020 وبمقدار زيادة 10% سنوياً ، مما يعني أنه من الممكن في خلال 7-10 سنوات يتوقف بشكل كامل استقدام الاطباء الصيادلة في مصر.

أين التخطيط الاقتصادي من حل تلك الازمة؟

التخطيط الاقتصادي هو القائد الحقيقي لكل  قطاعات المجتمع، فبدون التخطيط الاقتصادي تتداخل القطاعات بعشوائية ، ويفيض العجز ويعجز الفائض وتُهدر المُقدرات وتُقدر المُهدرات وهذا بلاشك سينعكس سلباً على كل أطراف المجتمع.

لاشك أن الجودة هي معيار التفوق ومتى ما اتسم الخريج بشكل عام بالجودة وتلقي التعليم العالي الذي يؤهله لمنافسة أقرانه على مستوى العالم اصبح مورداً نادراً وهذا ما قد نفقده في بعض كيانات التعليم في مصر والشرق الاوسط.

يكمن حل هذه المشكلة بالتوجه نحو طريقين بالتوازي:

أولاً

رفع متطلبات الجودة في كليات الصيدلة لإجبارها على تخريج الكفؤ بشكل فعلي وبالتالي حسر المعروض من الصيادلة بالتوازي مع معدلات نمو سكاني تعيد سوق العمل الى نقطة التوازن.

ثانياً

توجيه الانفاق الاستثماري نحو القطاعات البحثية والتصنيعية في مجالات أبحاث الدواء والغذاء.

متى ما تحقق ذلك ستبدأ مصر في تبوأ مركزها كوجهة عالمية نحو الاستثمار الدوائي لتوفر أهم عنصرين يساعدان على النجاح وهما رأس المال البشري والبيئة العلمية القوية.

فيديو مقال من وجهة نظر اقتصادية: التحديات الاقتصادية لمهنة الصيدلة مستقبلياً في مصر ودول الخليج

 

 

 

أضف تعليقك هنا