مَنْ يُكلِّــمُك؟!

هل فكرت يوماً مع من تتحاور وأنت خالٍ بنفسك ؟ هذا الحديث الذي ما أن ينتهي إلا و تجد نفسك سعيدا أو حزينا ؟ مترددا أو متحفزا ؟ من يثبط همتك ويزرع فيك اليأس والإحباط والهزيمة النفسية؟!

من يفسد فرحتك ويصيبك بالتشاؤم؟

من يفسد فرحتك و يصيبك بالتشاؤم ويفسد عليك حياتك بأفكار سوداوية وأراجيف يقينا علمت أنها لم تحدث يوما وغالبا لن تحدث و مع ذلك تبقى أسيرا لها ؟!من الذي يسلسلك في سجن من الوسوسة صباح مساء ويجعلك دوما خائفا من وقوع المصائب و مترقبا لزوال نعم الله عليك؟!

إنها انطباعاتك الذاتية وخبراتك السابقة

إنها انطباعاتك الذاتية و خبراتك السابقة التي تشكِّل شخصياتنا الموازية و يجسدها اللاوعي والعقل الباطن ؟ لكن ألا من سبيل لتغيير هذه البرمجة السلبية للذات والشفاء من هذا الشقاء الذي يعيشه الكثيرون ؟ غالبا لا يكون لنا يد في ترسب هذه الخبرات المؤلمة تلقائيا إلى أعماقنا و  التي تصير مع تراكم التجارب السلبية وما أكثرها ! مثل الجبل فوق أكتافنا وكالوحش الذي يطاردنا في كل مكان و يتربص بنا طوال اليوم ويُملي علينا تصرفاتنا وهواجسنا ومشاعرنا ويفرض علينا ماذا نفعل وماذا لا نفعل؟!

كيف يواجهون هذه المشاعر السلبية ويتغلبون على هذه الأفكار الهدّامة؟

ولأن الإنسان لا يقوم وحده إذا قُطع أمله بالله لذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ كيف يواجهون هذه المشاعر السلبية و يتغلبون على هذه الأفكار الهدامة بالتعوذ منها فكان صلى الله عليه وسلم يعلمهم أن يدعو: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ) “.

إذا كنت ممن يعانون هذا الجحيم فأنت بحاجة إلى أن تُحسن الظن بالله

إذا كنت ممن يعانون هذا الجحيم فأنت بحاجة إلى أن تُحسن الظن بالله و أول خطوة هي أن تعرف كيف يكون سوء الظن بالله ؟ سئل الشافعي  :كيف يكون سوء الظن بالله ؟فقال : الوسوسة والخوف الدائم من وقوع مُصِيبَة وترقب زوال النعمة كلها من سوء الظن بالرحمن الرحيم.ويبقى عليك أن تتعلم كيف تتحاور مع نفسك و تضع ضوابطا لهذا الحديث ولا تجعل عقلك الباطن ينقاشك ويجرك لأفكار سوداوية هدامة؟!

ما قاله ابن قيم الجوزية

يقول ابن قيم الجوزية : لا تُفسد فرحتك بالقلق، ولا تفسد عقلك بالتشاؤم، ولا تفسد نجاحك بالغرور، ولا تفسد تفاؤل الآخرين بإحباطهم، ولا تفسد يومك بالنظر إلى الأمس! لو تأملت في حالك لوجدت أن الله أعطاك أشياءً دون أن تطلبها؛ فثق أن الله لم يمنع عنك حاجة رغبتها إلا ولك في المنع خيرًا تجهله. كن مع الله ودع القلق وعش الحياة.

فيديو مقال مَنْ يُكلِّــمُك؟!

 

 

 

أضف تعليقك هنا

هيثم صوان

الكاتب هيثم صوان