هل العلمانية حل؟

يبـدو البعض ضد الحداثة وتشكيل ما يسمى بالعقل التنويري الذي يتخذ من ثقافة الإيمان بالنظريات العلمية وإثباتـاتها وعلم الكونيات وطفرة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والذرة والإشعاع وعلم الصوتيات والنسبية والكم والثقب الأسود والتي تُعتبر سبيل لبناء علاقـه مع الطبيعة والحياة وصناعـة الفكر الناضج الذي لا يقبل تماماً بمعتقدات الخرافـة والأساطير الزُمانيـة.بل أوافق كل الأساليب المتبعة التي تخدم العقل وتزيد من نموه وتطويره بعيداً عن شطحات الفكر الزائفـ وهفواتـه.

نحترم علمنة الأشياء المادية التي فيها نفع للمُجتمعات وللأمـة

لكن يجب أن لا نُقارن حداثة العصر ، ونجعلها كعذر لصياغـة الأفكار العدائيـة التي تقود أحيانـاً إلى أدلجـت الأديان ومسلماتها الثابته نحترم علمنة الأشياء المادية التي فيها نفع للمُجتمعات وللآمـة ،وفيها مـزيد من الإكتشافات والتجارب العلمية المؤكـدة التي تخـدم البشـرية، ونحث على آلية تطويرها وتحديثها ، وفي نفس الوقت نُحارب أيضاً علمنة الدين ومحاولة المساس بمبادئـه وحقائـقـه تحت غطاء التنوير ومواكبة معاير الحداثة التقدمية وأسلوب الثقافة العصرية التي تكون أحيانـاً مغايرة تماماً لتطلعات الأغلبية.

هُناك سُبل كثيرة للتقدم بعيداً عن تكريس ثقافة العلمنة

تنــويــــر الأمة وصناعة التقدم من عدمـة ليس شرطاً أن يكون مقرونـاً بتقديم نموذج أو صورة مُصغرة لحياة تحكمها منهجية علمانية كنمط معمولـ به لآكتمالـ الحياة المدنية ،هُناكـ سُبل كثيرة للتقدم بعيداً عن تكريس ثقافة علمنة كل شيئ بداية لصنع وعـي تنويري خالص للمُجتمعات التي أصبحت تصور ذلك كفلسفه تطفؤ أحياناً فوقـ العقل، ولا يجب حصرها في إطار واحد يتحكم بسياسة المشهد.

العلمانية غير مُجدية أو صالحـة لتكن نهج أو فلسفة

بطبيعـة الحالـ العلمانية غير مُجدية أو صالحـة لتكن نهج أو فلسفة مُتبعة داخل البلدان العربية هُناك إنعكاس سلبي وعدم توافق في الرؤية نتيجة لمُستوى الوعي والتقبل لمثل هكذا ثقافة تعتمد على الأفكار العميقة وفلسفتها التي تحاولـ بتعنت إقصاء وتغيب صفة القداسة للنهج المُقدس عن الواقع والحياة وإحلالـ بدلـه أفكار ونظريات تحاكي الحدث بمنظور مُبهم لا يقدر على إستيعابة أو تفسير أبعاده.

الحركات الاجتماعية المُطالبة بالفصل بين معتقدات السياسة والدين تفشل

فــــــي التاريخ القديم والمعاصر دائماً الحركات الإجتماعية المُطالبة بالفصل بين معتقدات السياسة والدين تفشل وتكون غير قـادرة على إحداث التغير من أصلـه لسبب واحد إن هُناك رفض مُطلق لمثل كذا توجهات لا تعطي إحترام لمُسلمات الدين وتحاولـ فصله عنه وهذا حسب المُعتقد ما قد يجعل الحرام يفسخ صفة الحلالـ ويشجع لبناء مُجتمعات أكثر فوضوية، لهذا نجد العلمانية أكثر مقت في البلدان العربية لانها غير مُجدية في صناعة التقدم والإزدهار ،وغير مُرحب بها لتكن بديل للمنهجية المتُبعة وكأساس لتربيـة الجيل عليها مالم تحترم الدين ومقدساتـه..

لــــونفترض جدلاً كيف يمكن تقبلها في مُجتمع هو نتاج تشكيلة قبلية وعشائرية مُسلمه تؤمن بأن ذلك مُسلمات النهج القائم على أسس الدين وصفاته المثالية والذي يُعتبر تهذيب لإخلاقيات البشرية ودستور حياة لآمـة بأكملها..؟

ستظل العلمانيـة جدل قائم ومصطلح منبوذ مالم تصنع توافق وإحترام لأبجديات فلسفتها مع غيرها من المدارس الفلسفية التي تؤيد مزج الأفكار بعيداً عن التشويـه ،والتي تعتبر محل خطاب الجميع بالذات من يتصنع ثقافـة الوعي الإداركي للماديات متجاوز التفكير المنطقي الذي دائماً يعزز لفهم الأفكار بطرق أكثر غموض وتـأويل مُبطن لمضمونها وهذا من يصنع تناقض كبير ورفض لفكرتها داخل المُجتمعات التي لا تقبل لكنات مُعتاده كهذه..

فيديو مقال هل العلمانية حل؟

 

 

 

أضف تعليقك هنا