ويستمر اضطهاد المطلقة

بقلم: تسنيم علي السلطاني

القصة الثانية من الواقع

يحكى أن هنالك أولاد خالة نشأوا سويا وكانوا يلتقون في بيت الجدة باستمرار يلعبون ويمرحون مع بعض حتى كبروا واصبحوا ناضجين…كان بينهم شابا يهيم في حب ابنة خالته لكنها لا تبادله نفس الشعور من جهة وتعلم أيضا أن هنالك من يعارض هذا الارتباط من داخل الاسرة من جهة اخرى، فكانت تنظر إليه أخا لها، وقرر الشاب مصارحة الفتاة التي تعلم بأنه يحبها لكنها لا تعطيه فرصة التقرب منها كي لا يصارحها خوفا عليه من ان تكسر قلبه.

قرر ابن خالة الفتاة أن يصارحها بحبه لها فكان جوابها صادماً

ذات  يوم قرر ان يصارحها بطريقة غير مباشرة وبدأ يلمح لها فأخبرته انها لا تريد ان تعشق او تتزوج من اقاربها موضحة له الاسباب لذا قرر الصمت والاحتفاظ بحبه بداخله.. وتتوالى الايام ويتقدم شخص لخطبة لفتاة وجن ابن الخالة وتأثر بشدة لهذه الخطبة التي ستحرمه من معشوقته.

زواج الفتاة من شاب آخر وانفصالها عنه بعد ذلك

تمر الايام وتحمل الفتاة صبيا في احشائها ولكنها تنصدم من افعال زوجها اللا اخلاقية وممارساته المشينة التي تصل الى حد الفضائح الكبيرة لذا وقبل ان تلد قررت الانفصال عنه وعادت الى اهلها وانجبت الصبي.. ودارت الأيام وشاءت الظروف ان يعيش ابن خالتها معها في نفس البيت ويشتد حبه لها اكثر رغم انه تزوج من فتاة اخرى وهي لا زالت ترفض هذا الحب لأسباب عدة منها معارضة البعض من داخل الاسرة وقد تؤدي استجابتها لهذا الحب الى تشتيت الاسرة بأكملها لذا آثرت رفض هذا الحب.. رغم هذه المعوقات ولكن لتمسك الشاب بمعشوقته بدأ الحب يدب بداخلها.

معاودت ابن خالتها طلب الزواج منها

ذات يوم وبينما كان يلمح لها عن نيته بخطبتها ولكنه لم يكن يجرؤ على الافصاح لها ولكنها اصرت ان يتكلم هذه المرة فصارحها بما يريد من الزواج منها فحاولت ان تبعده واوضحت له الاسباب والموانع الكثيرة التي تحول بينهما ولكنه لم يقتنع، حينها قالت له افعل ما تراه مناسبا وإن توقف الامر على موافقتي فسأوافق دون تردد.

رفض الأهل لذلك الزواج كون الفتاة مطلقة

ويأتي الرد سريعا صاعقا بالرفض القاطع من الاهل لأسباب عدة اولها كونها مطلقة واخرها الرفض المبدئي لهذا الزواج ومنذ البداية.. لم يتوقف الامر لهذا الحد انما طلب اهل الفتى من اهل الفتاة ان يحثوا ابنتهم على التوقف عن ملاحقة الفتى وزجر ابنتهم دون الاعتراف بان ابنهم هو من يلاحقها طالبا يدها ومنذ امد بعيد غير مكترثين لكل الاعتبارات الانسانية ووصل الامر الى مواجهة الفتاة برأيهم وهو رفضهم القاطع لزواج ابنهم من امرأة مطلقة ومهما تكن درجة القرابة.

نحن مجتمع لا يؤمن بدينه ضِمناً إنما يؤمن به ظاهراً

المفارقة انه تزوج من ارملة وعقيم وليست فتاة عذراء..ما هي الاسس والمعايير التي بموجبها يقيم الزواج؟ما هذا العداء المستفحل للمطلقة؟هل ذنبها ان يكون زوجها الاول سئ الصيت لكي تتحمل وزره؟ما الذي جنته هذه الفتاة لكي تعيش منبوذة من مجتمع ظالم؟إن كنا نؤمن بالله ورسوله حقا الم يتزوج الرسول المصطفى (ص) من مطلقات؟نحن مجتمع لا يؤمن بدينه ضمنا انا يؤمن به ظاهرا.

 

بقلم: تسنيم علي السلطاني

أضف تعليقك هنا