11 فبراير ِحلمُنا المغدور..!

11 فـبـرايـر فـي أولــ حراكـها أعطت فــي نفوس الكثير من الحالـمين نشــوة لبدايــة جـديدة رُبـمـا كانـت قـــد تأسس لدولة مدنية حديثة.
فـي حالـ كان وصدقت النوايـا وتم التوافـق على رؤية موحـدة شاملـة من خلالها يؤسس لدولـة حداثيـة قائمة على العدل والمساواة الإجتماعية الحقـة، والتوزيع الأمثل للثروة بعيداً عن المُحاصصة والشخصنة الذاتية.

كيف ضاع حلم اليمنين بتأسيس دولة مدنية حديثة؟

لم يستمر ذلك الحلم فتحولت كل أمالنا إلى بالـونـه مثقوبـه تبخرت منها كل الطموحات التي كنا نـؤمن بها ونحن نخطو ونرسم أهداف الغد لنا وللأجيال القادمة.

حينها مات الحلم في أوج عنفوانـه الثوري عندما تهافت جمع غفير من الفاسدين وأكلين المالـ العام، والملطخين بدماء الثوار هروباً من المُسألـة القانونيـة التي قد تطالهم فيما بعد فأصبح حراميها حاميها والناطق والمُتحكم بها على منصات ساحة التغير في العاصمة صنعاء.

أتذكـر قبل 18 مارس من عام 2011 ميلادي كنت أكثر من تحمس لهذا الحدث المُنتظر الذي كُـنا نستشعر فيه بداية لصناعة مرحلة جديدة من التغير الذي قد يُخلصنا من همحية الحكم إنذاك، لكن سُرعان ما طالـ اليأس حماسنا الثوري وتطلعاتنا التي كُـنا نؤمن بها حتى الثمالـة خاصة عندما وقعت المجزرة الكُبرى في يوم جمعة الكرامة في الدائري الغربي القريب من سور الجامعـة القديمة.

بداية ضياع الثورة مع التحاق الجماعات المتغطرسة بها

وتم إلتحاقـ الجماعة المتغطرسة في الثورة وأولهم قيادات كبيرة من حزب التجمع اليمني للإصلاح الذين سبق لهم صدا ترحيبي قوي من قبل نخبهم الشبابية المتواجده على منصات الساحـة والتي مهدت لإستقبالهم عبر إطلاقـ شعارات مخدوعـة تم التسويق لها مُسبقاً كشعار ” *حيـا بهـم حيـا بهـم* ” لإستقبالـ وجاهات ومشايخ كانت مُشاركة في الفساد والحكم.

فكانت هنا الطعنة الأولىٰ في خاصرة الثورة والثوار فيما تلى بعدها طعنات أحزاب اللقاء المُشترك ومنها الحزب الإشتراكي الذي كان بمبادئه الثورية وتطلعاته أقرب لصنع توازن ورؤى مُشتركـة مع الشباب ،لكنـه إنقاد وتخلف عن طموح الشباب في الذهاب لعمل توافق مُعلن ضمن خروج النظام شكلياً لا فعلياً من سدة الحكم مع إفلاتـه من المحاكمة والمُسائـلة، وهكذا تلاحقت الخيبات فيما بعد إلى إن إنتهت الثورة وخلفت تراكمات رثـه، وتعزيز لمزيد من الفساد والفاسدين..

ماذا أعطتنا وعلمتنا الثورة في بداياتها؟

لا أخفـي بـأن الثورة في بدايتها شكلت فينا وعـي فكري خالـص أعطانـا حرية في التعبير والنقد وحالة تنويرية بحتـه بعيداً عن خوفـ النظام وأسلوب الحكم الهمجي الذي تقلد حكم البلاد لمدة 33 عام دون أن يؤسس لمشروع وطني واحد يفخر به كل يمني بل أسس وأعطى فسحة لكل النافذين في الحكم والسيطرة على كل خيرات اليمن بالتقاسم فكانت هيبة القبيلي أقوى من هيبة الدولة.

كم كان لنا الفخر والنشوة ونحن نهتف بروح وبصوت المواطن الواحـد..
صوت المُستضعف البسيط.
صوت الفلاح المكافح المناضل..
صوت النخب..
صوت الطالب والمثقف..
صوت الطبيب والمهندس والمُعلم..

صوت الذي خرج وفي قلبه وذاته إستعادة وطن وسيادة بلد خرجنا صادقين لأجل الكرامة الإنسانية، ولأجل إسقاط أوكار الفساد التي عبثت كثيراً في قطاعات الدولة، خرجنا رفضاً لحكم التوريث وتمجيد القائد المُستبد، خرجنا لنطالب ببنى مؤسسات دوله لها كيانها وإعتبارها ، خرجنا وجمعتنا ساحات التغير في كل ربوع اليمن، لكن للأسف سقط الحُلم وضعفت همم الروح الثورية الحماسيـة وبقاء الفساد ينخر في عمق عمق البلاد ،رحل الشرفاء والنخب ومن يحملون الفكر خارج جغرافية الوطن، وبقـاء من لم يستحق البقـاء.

أخيــراً :

فبراير وعلى مدار السنوات السابقة وإلـى الآن أفرزت تناقضات وتقلبات تعد الأكثر ألماً والأصعب فهماً واليوم وبعد هذا الخداع والطعن الغدار لرؤيتها ومدى الزيف والتشويه لأهدافها التي أصبحت مبتورة تناسينها وأصبح مرور ذكراها كحدث عابر وذكرى مؤلمة كشبيهة بثورة منكوبة لم تكتمل أهدافها كما كُنا نأمل نحن الشباب.

بعـد كل هذا ما لنا سـوا أن نعزف على أوتار مُقطعـة والـوقـوفـ على أطلالـ خاوية نندب حظنا التعيس وننتظـر لحظـة الحلم والعـودة المـؤجلـه لما نأمل أن نكون عليــه حتى ولـو بـعد حين.

فيديو مقال 11 فبراير ِحلمُنا المغدور..!

 

 

 

أضف تعليقك هنا